استضاف "المنتدى الثقافي" في دمشق أخيراً، ندوة بعنوان "الرواية السوريّة في قرن"، شارك فيها هاني الراهب، خيري الذهبي، ممدوح عزّام، وأدارها حسّان عبّاس. في مداخلته أشار عبّاس إلى أن انهيار الحلم العربي أمام الهزائم المتلاحقة، أفرز ظاهرة روائيّة جديدة، تتمثّل في "تحطيم وحدة العالم الروائي وتهميشها"، ضمن تيّار تجريبي طغى على ما عداه، في خريطة الرواية السوريّة. وأكّد هاني الراهب أن "الرواية الشاميّة" عموماً، لم تكتسب ملامحها الخاصة إلا بعد انكسار مشروع النهضة العربيّة، وتبدّد الأمل الكبير، إذ بدأ يظهر "نوع من الرواية هو أصغر حجماً وأقصر امتداداً في الزمن، وأضيق في المكان، وأكثر التصاقاً بالأفراد منه بالجماعات، ألصق بالراهن منه بالتاريخ". وأضاف صاحب "الوباء" ان اللافت في التجارب الجديدة، هو ظهور "شكل من التوجّه الأنثوي في رؤية العالم". ورأى خيري الذهبي من جهته، أن الرواية العربيّة اليوم هي "ديوان العرب" بامتياز، نافياً تلك الصفة عن الشعر الذي "تحوّل ديواناً للخاصة منذ انتهاء العصر الجاهلي". واعتبر صاحب "التحولات" أن كتاب "ألف ليلة وليلة"، بكلّ ما ينطوي عليه من تخيّلات، هو الأب الشرعي للرواية العربيّة. وأضاف أن الرواية السوريّة لم توجد إلا بعد انكسار حلم الوطن الكبير، حيث "التفت الروائيّون إلى تأثيرات المكان واكتشاف جمالياته". وكان الذهبي قد طرح هذه النظريّة خلال الحوار الذي أجرته معه "الوسط" قبل أسبوعين راجع العدد 417. ومن جهته نفى ممدوح عزّام في شهادته وجود تقاليد روائيّة سوريّة : "كل روائي، وحدة قائمة بذاتها، لا علاقة له بالجيل الذي سبق. وعلى هذا الأساس، لا آباء في الرواية السوريّة. لكلّ خطّه وميزاته وعوالمه المستقلّة، فهي رواية بلا هويّة محددة". وأضاف صاحب "قصر المطر" : "نحن أمام أساليب وتجارب مختلفة، تبعاً لمرجعيات هذا الروائي أو ذاك في الرواية العالميّة".