فتح القبول للطلبة في الجامعات دون الحصر على المنطقة الإدارية    «مسام» يشارك في ندوة جهود نزع الألغام في جنيف    زوار المسجد النبوي يغرسون أشجار الإيتكس وكف مريم    22.7 % نمو قطاع التأمين في المملكة خلال 2023    أمير جازان يرعى فعاليات مهرجان الحريد في النسخة 20    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    إيقاف نشاط تطبيق لنقل الركاب لعدم التزامه بالأنظمة والاشتراطات    إطلاق اختبارات "نافس" في المدارس الابتدائية والمتوسطة    «الجوازات»: 41 مليون عملية إلكترونية لخدمة المستفيدين داخل السعودية وخارجها.. في 2023    مناقشة أثر بدائل العقوبات السالبة للحرية على ظاهرتي الاكتظاظ السجني    جراحة ناجحة تٌعيد الحركة لطفل مُصاب بالشلل الرباعي ببريدة    سعود بن طلال يرعى الاحتفال بانضمام الأحساء للشبكة العالمية لمدن التعلم باليونسكو    هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بحائل تنظم حملة للإصحاح البيئي    أمير تبوك يستقبل أبناء علي بن رفاده البلوي    نائب أمير حائل يزور "مركز انتماء"للرعاية النهارية ويطلع على تقارير أعمال الأمانة    إيقاف 166 متهماً بقضايا فساد في 7 وزارات    حظر تكبيل المتهم عند القبض عليه    أمطار الرياض تروي أراضيها لليوم الثاني    ارتفاع أرباح مصرف الإنماء إلى 1.3 مليار    الذهبان الأصفر والأسود يواصلان التراجع    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    «العالم الإسلامي»: بيان «كبار العلماء» يؤصل شرعاً لمعالجة سلوكيات مؤسفة    النصر والخليج.. صراع على بطاقة نهائي كأس الملك    سعود عبدالحميد: الطرد زاد من دوافعنا.. وهذا سر احتفالي    تغريم ترامب لازدرائه المحكمة والقاضي يهدّد بسجنه إن لم يرتدع    مصر: استدعاء داعية بعد اتهامه الفنانة ميار الببلاوي ب«الزنا»    نائب أمير مكة: مضامين بيان «كبار العلماء» تعظيم لاحترام الأنظمة    انهيار صفقة الاستحواذ على «التلغراف» و«سبيكتاتور»    5 فواكه تمنع انسداد الشرايين    خسرت 400 كلغ .. فأصبحت «عروسة بحر»    النشاط البدني يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 23 %    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في سيجما    الأمم المتحدة تشيد بالدعم السعودي لمكافحة الإرهاب    فيصل بن نواف: دعم القيادة وراء كل نجاح    حق التعويض عن التسمّم الغذائي    نتانياهو: سندخل رفح «مع أو بدون» هدنة    طلاب تعليم جازان يستكشفون الأطباق الوطنية السعودية في معرض الطهي المتنقل    مجلس الوزراء: التحول الاقتصادي التاريخي رسخ مكانة المملكة كوجهة عالمية للاستثمار    في موسم واحد.. الهلال يُقصي الاتحاد من 4 بطولات    جيسوس يعلن سر غياب سلمان الفرج    بحث مع عباس وبلينكن تطورات غزة.. ولي العهد يؤكد وقوف المملكة الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني    في ختام الجولة من دوري" يلو".. ديربي ساخن في الشمال.. والباطن يستضيف النجمة    مرسم حر في «أسبوع البيئة»    الأساطير الحديثة.. نظريات المؤامرة    الانتماء والتعايش.. والوطن الذي يجمعنا    محمد عبده الأول.. فمن العاشر؟    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. حلم باريس سان جيرمان يصطدم بقوة دورتموند    السعودية تنضم للتحالف العالمي للذكاء الاصطناعي    ازدواجية الغرب مرة أخرى    «جوجل» تطلق شبكة تعقب الهواتف    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج    ينجو من فكي دب بفضل احترافه الكاراتيه    تعزيز الأمن المائي والغذائي    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    الهلال والأهلي في قمة مبكرة والاتحاد يلتقي الابتسام    إنقاذ حياة معتمر عراقي من جلطة قلبية حادة    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ايران اميركا : حوار بالقوة ؟
نشر في الحياة يوم 05 - 05 - 1997

باتت احتمالات المواجهة بين ايران من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من جهة ثانية، مفتوحة وعلى كل الاحتمالات. ذلك أن "قضية ميكونوس" مستمرة في التفاعل، خصوصاً أنها دفعت الاوروبيين الى تعليق "الحوار النقدي" مع طهران. ومع أنهم بدوا راغبين في الإبقاء على "شعرة معاوية" التي تتيح لهم الاستمرار في التبادل التجاري مع الجمهورية الاسلامية، إلا أن ايران بادرت بالتصعيد رداً على قرارات وزراء الخارجية الاوروبيين. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الايرانية، ووصول العملية السلمية في الشرق الاوسط الى طريق مسدود، وإثر المناورات العسكرية الايرانية الضخمة التي حضرهامرشد الثورة علي خامينئي ويتصاعد التلويح باستخدام القوة،خصوصاً تهديد ايران بسد مضيق هرمز. هل ستكون الضربة المقبلة ضد ايران أم أنها ستبادر بالضرب قبل أن تتعرض له؟
هل ستتمكن الولايات المتحدة من توجيه ضربة عسكرية او فرض حصار اقتصادي دولي على ايران كما فعلت مع العراق؟
سؤال يبحث عن اجابة هذه الأيام، في ضوء تصاعد حدة التوتر بين ايران والولايات المتحدة التي تحينت فرصة ازمة ميكونوس الاخيرة بين ايران والاتحاد الأوروبي وبذلت قصارى جهدها لاقناع شركائها الاوروبيين بتكرار ما حلّ بالعراق مع ايران، اقله في الجانب الاقتصادي. وتتلقى ايران بجدية كاملة التقارير التي تتحدث عن احتمال تعرضها لضربة عسكرية اميركية ربما تنضم اليها اسرائيل لتقويض بنيتها التحتية، على غرار ما حصل مع العراق في "عاصفة الصحراء" حيث يتوقعها الايرانيون بحرية وبرية، لذلك ركزوا اضخم مناوراتهم العسكرية على تأمين دفاعاتهم عن جبهتين في آن لأنهما في وارد الضربة العسكرية، مثلما قال قائد الحرس الثوري محسن رضائي وهو يتحدث عن مناورات لم يسبق لها مثيل منذ عقدين.
وإذا كانت قوات الحرس الثوري غير النظامية، قوامها اكثر من نصف مليون مقاتل خبروا الفصول المثيرة من الحرب العراقية - الايرانية، تجري مناورات سنوية لتعزيز جاهزيتها الدفاعية، خصوصاً بعد التواجد العسكري الاميركي المكثف في الخليج إثر الغزو العراقي للكويت، الا ان مناورات "طريق القدس" الاخيرة تزامنت في توقيت مدروس مع ظروف ازمة ميكونوس وتميزت بأنها عرضت للمرة الأولى تجهيزات عسكرية متطورة من صنع حراس الثورة بمشاركة 200 الف مقاتل من الحرس الثوري والمتطوعين اجروا تمارين قتالية في مناطق بالغة الأهمية بالنسبة لايران، خصوصاً اقاليم هرمزجان وبوشهر وخوزستان وباختران. ويقول كبار القادة العسكريين الايرانيين ان "المناورات حققت نجاحات باهرة بما يسمح بالقول ان تحرير القدس يجب ان يتم عبر الحرب والقتال"، وهذا ما ترافق مع وصول عملية تسوية ازمة الشرق الأوسط الى طريق مسدود والتعنت الاسرائيلي في تكريس احتلال القدس الشريف كما يعبر الرئيس رفسنجاني الذي حرص على الربط بين ازمة الشرق الأوسط وأزمة ميكونوس ونجح - كما يرى طاقمه - في استثمار ظروف التسوية السيئة ومصادفتها مع حلول ذكرى مجزرة قانا حيث نظمت ايران مهرجاناً وندوة عن أبعاد العدوان الاسرائيلي على قانا دعت اليه عوائل شهداء المجزرة والأمين العام لپ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
وزير الخارجية الايراني علي اكبر ولايتي، الذي ساهمت بلاده في التوصل الى تفاهم 26 نيسان الى جانب اطراف دولية واقليمية اخرى، قال ان لإيران دوراً اقليمياً لا يمكن انكاره في ازمة الشرق الأوسط، مشدداً على اهمية التعاون والتنسيق مع سورية ولبنان لدعم المقاومة، فيما قال نصرالله ان "حزب الله" سيواصل مقاومته مستفيداً من "نموذج التجربة الجهادية الفلسطينية ومستضيئاً بتوجيهات قائد الثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي ليبشّر بهزيمة التسوية مع اسرائيل".
كذلك تحركت الخارجية الايرانية على المسار الديبلوماسي وبعث ولايتي برسائل الى عدد من نظرائه في العالم، برز منها رسالته الى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي اكد وقوف سورية الى جانب ايران في ازمتها الأوروبية. وعلمت "الوسط" في هذا الاطار ان دمشق تقوم بدور لحلحلة الموقف اثناء محادثاتها مع الاتحاد الأوروبي حول التسوية عندما تزامنت هذه المحادثات ايضاً مع بروز ازمة ميكونوس.
كما بعث ولايتي رسالة الى نظيره المغربي عبداللطيف الفيلالي الذي ترأس بلاده القمة الاسلامية الحالية حملت معها هموم ميكونوس لأن ايران التي نشطت في الأيام الاخيرة لضمان مشاركة واسعة من قادة الدول الاسلامية في القمة العادية المقررة في طهران في كانون الأول ديسمبر المقبل تخشى التطورات غير المتوقعة في علاقاتها الاوروبية وانعكاساتها على القمة وما يمكن ان يسفر عن احجام الزعماء المسلمين الذين ترتبط دولهم بمسيرة التسوية والولايات المتحدة بعلاقات مميزة.
ضربة ام عزلة؟
وتبدو ايران واثقة من ان العزلة الدولية التي تريد الولايات المتحدة تعميمها لن تنجح معها على غرار ما فعلت واشنطن ازاء ليبيا والعراق. وقال خبير في مركز للدراسات الاستراتيجية يرتبط مباشرة بالمجلس الأعلى للأمن القومي الايراني ان "ايران نجحت بعد حرب النفط اي حرب تحرير الكويت في إيجاد مظلة اقليمية جديدة تضمها وجمهوريات آسيا الوسطى والقوقاز عبر تفعيل دور منظمة التعاون الاقتصادي "ايكو" وصارت تضم اضافة الى الدول الثلاث المؤسسة ايران وباكستان وتركيا، افغانستان وأذربيجان وطاجيكستان وقرغيزستان وتركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان. وقد عقدت هذه الدول اجتماعاً في طهران شجع الوزير ولايتي على ان يطلق خلاله تحذيراً لدول الاتحاد الأوروبي عشية اجتماع اللوكسمبورغ من التدخل في شؤون ايران الداخلية. وذكر ولايتي على هامش اجتماع "ايكو" الذي بحث في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع ايران ان بلاده لن تحصر علاقتها الخارجية بدولة او دول معينة، مشيراً بذلك الى اتجاه جديد لايجاد محاور استقطاب اقليمية ودولية، مثلما تشدد صحف طهران المؤيدة والمعارضة. ولفت ولايتي الى ان لإيران علاقات مع حوالي 140 دولة "سترد على أية خطوة تتناسب مع المصالح الايرانية والعزة والكرامة ولن ترضى بالابتزاز".
وفي الوقت الذي كانت تبرز ازمة ميكونوس كان وفد نفطي ايراني يزور باريس حيث حصل على تأكيد فرنسي باستمرار التعاون مع ايران لتطوير منشآتها النفطية على رغم ظروف ازمة ميكونوس. وقالت مصادر مطلعة لپ"الوسط" ان مسؤولين في "شركة النفط الايرانية" وشركة "توتال" الفرنسية اجروا محادثات في باريس اكد خلالها الفرنسيون نيتهم في توسيع نطاق فعاليات "توتال" في الشرق الأوسط، خصوصاً مع ايران وان الشركة الفرنسية تملك حصانة من نتائج القانون الاميركي الذي يحظر على الشركات غير الاميركية التعاون مع ايران لتطوير منشآتها النفطية. وينص القانون الاميركي على معاقبة الشركات الدولية التي تستثمر اكثر من 40 مليون دولار في مشاريع لتطوير المنشآت النفطية في كل من ايران وليبيا. وقال رئيس ادارة الجرف القاري في شركة النفط الوطنية الايرانية اسماعيل جليليان لپ"الوسط" انه ادار شخصياً الجانب الايراني في المحادثات مع "توتال" التي اكدت انها ستواصل تمويل برامج مشاريع نفط وغاز في إيران وانها ستوقع مع طهران اتفاقاً خلال الشهر الجاري لتمويل المرحلة الثانية من مشروع حقل بارس الجنوبي للغاز اضافة الى مشروع سابق بقيمة 600 مليون دولار عندما احتلت "توتال" مكان "كونوكو" الاميركية في مشروع لتطوير حقلي نفط وغاز في جزيرة سيري الايرانية في الخليج. وذكرت مصادر ايرانية ان "توتال" تنوي الحلول محل شركة "شل" البريطانية - الهولندية في المرحلة الثانية لمشروع حقل بارس إثر انسحاب الاخيرة منه، كما فعلت مع "كونوكو". ويعتبر حقل بارس واحداً من ثلاثة حقول غاز رئيسية في منطقة الجرف القاري الايراني، ويتصل مع حقل شمال القطري في اعماق مياه الخليج. وتدرس ايران منذ سنوات استغلاله في اطار استراتيجية لتطوير منشآتها النفطية. وأكد جليليان ان موضوع العقد الجديد مع "توتال" في حقل بارس بُحث في باريس اثناء احتدام الازمة الديبلوماسية بين ايران ودول الاتحاد الاوروبي ما يشير الى ان فرص نجاح فرض حظر دولي على التعاون الاقتصادي والتجاري مع ايران تتضاءل وقد تصل الى الصفر في ضوء تشابك العلاقات الايرانية الدولية ووجود شروخ في جدار الموقف الأوروبي حيال الازمة الراهنة حتى داخل المانيا نفسها الطرف الأساس في ازمة "ميكونوس".
وبعيداً عن مواقف الدول الأوروبية المتباينة ومصالحها الواسعة في إيران، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين ايران وفرنسا في العام الماضي 1.7 مليار دولار. ويقول خبراء ايرانيون ان فرنسا قد تصبح الشريك التجاري الأول لإيران على خلفية التخطيط الجاري في طهران للتحول عن المانيا. وحثت صحيفة "جمهوري اسلامي" وكذلك فعلت "كيهان"، وهما من الصحف المتشددة الموالية للحكومة، على الاسراع بوضع خطط بديلة للتحول نهائياً عن المانيا قبل فوات الأوان. وفي هذه الاثناء ايضاً، وحسب اتفاق بين بنك "انترناشونال باريس" مع عدد من البنوك الايرانية سيقدم البنك الفرنسي اعتمادات لمدة 18 شهراً بقيمة نصف مليار دولار لتصدير بضائع فرنسية الى ايران.
من ناحية ثانية، ابلغ مسؤول نفطي ايراني "الوسط" ان شركة انترناشونال بتروليوم كوربوريشن الكندية التي عملت منذ عشر سنوات في حقول سلطنة عُمان البحرية اعربت عن رغبتها في التعاون مع ايران في منطقة الجرف القاري وتحديداً في حقل غاز هنغام الذي تملك ايران 80 في المئة منه، فيما تملك سلطنة عمان العشرين في المئة المتبقية حسب اتفاق ايلول سبتمبر الماضي الذي وقّع بين البلدين. ويبلغ احتياطي حقل هنغام 28 مليار متر مكعب من الغاز و200 مليون برميل من النفط الجامد. وأكد حجت الله غنيمي فرد من "شركة النفط الوطنية الايرانية" ان شركة "إلف" الفرنسية ترغب في المشاركة مع الشركة الكندية في المشروع نفسه لتوسيع فعاليتها النفطية في منطقة الخليج. وهناك ايضاً شركة "بل فريشمان" البريطانية وشركة "بوفالي" الكندية اللتان تقدمتا بعرض مشترك للعمل في حقل بلال الى جانب عروض اخرى من شركات دولية معروفة منها "بتروناس" الماليزية و"ام.او.ال" المجرية و"بريمر" البريطانية.
الصايغ وانفجار الخبر
وعلى رغم ان الولايات المتحدة اعلنت على لسان وزير دفاعها انه لا توجد حتى الآن أية ادلة على تورط ايران في انفجار الخبر في المملكة العربية السعودية، الا ان طهران دأبت خلال الفترة الماضية على تأكيد نفيها هكذا تورط وأعلنت على لسان مسؤولين سياسيين وعسكريين عدم صلتها بمنفذي الانفجار، حتى ان قائد الحرس الثوري محسن رضائي قال انه لا توجد أية علاقة بين هاني الصايغ الذي تعتقله السلطات الكندية وأي مسؤول في الحرس الثوري، فيما اصدرت الممثلية الايرانية في الأمم المتحدة بياناً ردت فيه على صحيفة "واشنطن بوست" التي ذكرت ان هناك علاقة بين الصايغ وقائد في الحرس الثوري يدعى احمد شريفي.
وتكررت هذه التصريحات اثناء مناورات "طريق القدس" التي اشرف على مراحلها الرئيسية الثلاث المرشد خامنئي وهو اكثر زعماء ايران تحذيراً من احتمالات المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة. وقال خامنئي وهو يطلق اشارة البدء في المناورات ان اميركا قادرة على شن اعتداء عسكري على ايران لكنها لن يكون في يدها اغلاق ملف هذه المواجهة العسكرية المفتوحة. ونصح وزير الدفاع محمد فروزندة الولايات المتحدة بأن لا تدخل في مغامرة غير محسوبة النتائج مع ايران، مشيراً الى ان ذلك يعد "مخالفاً للحكمة والعقلانية".
وأصبحت ايران تملك قدرات عسكرية كبيرة تؤكد انها لأغراض الدفاع ولن توجه ضد دول الخليج العربية. فالحرس الثوري الايراني صار ظهيراً قوياً للجيش ومنحته مناورات "طريق القدس" الاخيرة قدرات على خوض الحرب التقليدية اضافة الى تجاربه الواسعة في الحرب غير النظامية التي اكتسبها خلال فترة الحرب مع العراق. وقال رضائي ان السرعة في نقل قوات قوامها 200 الف مقاتل مع تجهيزات عسكرية ثقيلة الى مضيق هرمز يعد مكسباً ضخماً يؤشر بقوة الى قدرة ايران على الدفاع عن نفسها.
اما الجيش فإن سجله اثناء الحرب العراقية - الايرانية اسدل الستار نهائياً على موقفه الموالي للشاه في ايام الثورة الاسلامية. ويشير تقرير وزعته العلاقات العامة لدائرة التوجيه السياسي في الجيش الايراني الى ان الجيش نجح في صناعات عسكرية متطورة الى جانب ما فعله الحرس الثوري الذي نجح في اضافة لواء بحري كامل يتألف من عشر فرقاطات تحمل انظمة صواريخ بعيدة المدى الى سلاح البحرية التابع للحرس الثوري. ويشار ايضاً الى ان ايران صنعت راجمات صواريخ ودبابات ومقاتلة وأنظمة صواريخ مختلفة وغيرها من التجهيزات العسكرية المتطورة الاخرى، وتمكنت من اعادة تأهيل العديد من القطع العسكرية من طائرات وبارجات وغير ذلك من دون الاستعانة بالخبرات الاجنبية، كما يقول محسن رضائي لتعزيز القدرات الدفاعية.
ولكن هل ستصبح المواجهة العسكرية بين ايران وأميركا تحصيلاً حاصلاً ام ان إثارة الحديث عنها ترتبط بظروف سياسية داخل ايران والولايات المتحدة على السواء، ام مثلما تقول ايران لتبرير صفقات التسلح الاميركية الى المنطقة واستمرار بقاء القوات الاميركية فيها؟ ولماذا سحبت القوات الاميركية عدداً كبيراً من سفنها البحرية من منطقة الخليج اثناء مناورات "طريق القدس" الاخيرة؟ هل لتحاشي الصدام مع القوات الايرانية وتجنب اثارتها؟ ام ماذا؟؟ كلها اسئلة تبقى صعبة الى ان تنقشع غمامة ازمة ميكونوس
القوة العسكرية الايرانية
تملك ايران حالياً قوات عسكرية نظامية وشبه نظامية واحتياطية يزيد مجموعها عن 25.1 مليون نسمة. ويتوزع هؤلاء على النحو الآتي:
-550 ألف جندي من أفراد القوات النظامية التي تضم الجيش 350 ألف جندي، والحرس الثوري 150 ألف جندي، بما في ذلك نحو 30 ألف جندي من عناصر الوحدات الجوية والبحرية الملحقة بالحرس، وسلاح الجو 30 ألف جندي، وسلاح البحرية 20 ألف جندي. ويضاف الى هذه القوات النظامية العاملة نحو 350 ألف عنصر من الاحتياطي و200 ألف من عناصر "المتطوعين" الباسيج و150 ألفاً من عناصر القوات شبه العسكرية مثل حرس الحدود وخفر السواحل وقوات الأمن وغيرها.
- نحو 2000 دبابة، أهمها دبابات "ت - 72" و"ت - 62" و"ت 54/55" السوفياتية - الروسية الأصل، ودبابات صينية من طراز "تايب - 69" و"تايب - 59"، ودبابات غربية الأصل من طراز "تشيفتين" و"م - 60" و"م - 47/48 باتون" و"سكوربيون".
- نحو 1500 عربة قتال وناقلة جنود مدرعة من طرازات سوفياتية - روسية وصينية وأميركية وبرازيلية.
- أكثر من 3 آلاف قطعة مدفعية وراجمة صاروخية ميدانية، تشمل مدافع ذاتية الحركة ومقطورة من عيار 105 ملم و122 ملم و130 ملم و15 ملم و155 ملم و175 ملم و203 ملم، وراجمات من عيار 107 ملم و122 ملم و240 ملم، وراجمات ايرانية الصنع .
- أكثر من 3500 مدفع هاون من عيارات متنوعة.
- حوالى 2000 مدفع مضاد للطائرات من عيارات متنوعة ذاتية الحركة ومتطورة.
- صواريخ مضادة للطائرات من طراز "سام - 5" و"سام - 6" و"سام - 2" وسام - 7" و"ه. كيو - 2" و"ف. م - 80" و"رابير" و"هوك" و"تايغركات".
- صواريخ مضادة للدروع من طراز "ساغر" و"تاو" وغيرهما.
- نحو 300 طائرة قتالية تشتمل على 30 مقاتلة هجومية من طراز "سوخوي - 24" و40 مقاتلة "ميغ - 29" ومقاتلات من طراز "ف - 4 فانتوم" و"ف - 5 تايغر" و"ف - 14 تومكات" و"ف - 7" ميغ - 21 و"ف - 6" ميغ - 19.
- نحو 300 طائرة هليكوبتر من بينها حوالى 100 هليكوبتر هجومية من طراز "كوبرا".
- نحو 60 طائرة نقل وامداد جوّي بالوقود ومساندة متنوعة.
- أكثر من 40 قطعة سطح قتالية رئيسية بينها 3 مدمرات و3 فرقاطات و3 سفن حراسة "كورفيت" و30 زورقاً هجومياً صاروخياً وعشرات زوارق الدورية وخفر السواحل وسفن مكافحة الألغام وزرعها وقوارب الانزال وسفن الدعم اللوجستي وقوارب الاقتحام السريعة، الى جانب 3 غواصات هجومية.
- صواريخ سطح - سطح مضادة للسفن تشتمل على الطرازات "ه. بي - 2 سيلك وورم" مدى 60 كلم، و"ه. بي - 4 سيلك سكر" مدى 80 كلم، و"سي - 801" "وسي - 802" مدى 100 كلم، و"س. س. ن - 22 صن بيرن" مدى 150 كلم.
- صواريخ باليستية أرض - أرض من طراز "فروغ" مدى 70 كلم، و"سكاد - ب" مدى 300 كلم، و"سكاد - سي" مدى 500 كلم، وطرازات ايرانية محلية او مطورة عن هذه الصواريخ مثل "ايران - 130" و"شاهين" يتراوح مداها بين 100 و300 كلم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.