دورة دبي الدولية لكرة المضرب : ... وأخيراً توج موستر بطلاً للدورة

اسدل الستار في 16 الشهر الجاري على دورة دبي الدولية لكرة المضرب البالغة جوائزها مليون دولار اميركي بتتويج النمسوي توماس موستر بطلا للدورة اثر فوزه في المباراة النهائية على حامل اللقب العام الماضي الكرواتي غوران ايفانيسيفيتش 7/5، 7/6.
شاركت في الدورة نخبة من اللاعبين الدوليين فضم الجدول خمسة من بين المصنفين العشرة الاوائل في العالم ايفانيسيفيتش وموستر والهولندي ريتشارد كرايتشيك والجنوب افريقي وين فيريرا والاسباني كارلوس مويا، اضافة الى اسماء كبيرة مثل الالماني بوريس بيكر والاميركي جيم كوريير اللذين لا يدل تصنيفهما الدولي على مستوييهما الاول في المركز ال11 والثاني في المركز ال16.
ولم تخل مباريات الدورة من الاثارة منذ الادوار الاولى، وحققت بعض الاسماء المغمورة مفاجآت على حساب النجوم طاولت الانكليزي تيم هنمان والاسباني كارلوس مويا اكتشاف الموسم وكرايتشيك بطل ويمبلدون الحالي... وبرز كل من التشيكي جيري نوفاك الذي بلغ نصف النهائي والالماني مارن سينر والنروجي كريستيان رود.
وبالنسبة الى اللاعبين الكبار كان موستر الاكثر ثباتاً في المستوى وتطور مع كل مباراة وخاض ثلاث مباريات ماراتونية متتالية في ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي فاستحق اللقب عن جدارة. اما ايفانيسيفيتش فقد خانته اعصابه كالعادة في الاوقات الحرجة. صحيح انه تخطى التشيكي بوهدان اوليهراتش في الدور الثاني ونوفاك في نصف النهائي بعد "توتر عصبي" الا انه فشل في الافلات من الهزيمة في النهائي ضد لاعب يملك خبرة كبيرة مثل موستر. وبرز في المرتبة الثالثة الاميركي جيم كوريير الذي خاض مباريات قوية منذ الدور الاول فأبعد الاوكراني اندره ميدفيديف ثم الاسباني كارلوس كوستا والجنوب افريقي وين فيريرا قبل ان يقع على لاعب افضل منه في نصف النهائي هو موستر، ولم يخسر امامه الا بفارق اللياقة البدنية بعد لقاء كان الافضل في الدورة.
خيبة كبيرة
واصيب الجمهور والمنظمون بخيبة كبيرة في الدور ربع النهائي عندما اعلن بيكر انسحابه بسبب تكرار الاصابة في معصم يده، قبل دقائق من مباراته المرتقبة مع المصنف الاول ايفانيسيفيتش. واعتذر بيكر من الجمهور الغفير الذي غصت به مدرجات الملعب الرئيسي لنادي دبي للتنس قبل لحظات من موعد انطلاق المباراة.
تنظيم ممتاز
كان التنظيم ممتازاً داخل الملعب وخارجه فلم تسجل اي مشاكل باستثناء طرد اللاعبين المغربيين كريم العلمي وهشام ارازي في مباراتهما في الدور الاول لفئة الزوجي لنيلهما ثلاثة انذارات وبالتالي طردا من الدورة، ولم يحصلا على جوائزهما المالية ولا على نقاط، وبقيت المشاركة العربية ممثلة فقط بالمغربي الثالث يونس العيناوي في الفردي.
واهتمت الجهة المنظمة، السوق الحرّة في مطار دبي الدولي، بكل شاردة وواردة لتوفير راحة كاملة للاعبين والاعلاميين والمشاركين في الدورة، علماً انها ايضاً راعية الدورة الى جانب شركة "بي ام اف" الالمانية للسيارات.
وتمكن اللاعبون من ممارسة هواياتهم بعيداً عن الملاعب فمارس الانكليزي تيم هينمان وموستر وايفانيسيفيتش رياضة الغولف التي تساعد في تهدئة الاعصاب، في حين زار بيكر اسطبلات الشيخ محمد بن راشد للخيل علماً ان الالماني يهتم جداً برياضة الخيل ويملك فرساً. كما زار بيكر مع زوجته وطفله "ووندرلاند" وامضوا وقتاً طويلا أتاح للطفل ان يتمتع في المدينة الضخمة التي افتتحت اخيراً في دبي.
مويا ومواطنه كاريتيرو والمغربي يونس العيناوي مارسوا رياضتهم المفضلة وهي الدراجات المائية فرافقهم بعض المصورين لالتقاط الصور. اما بالنسبة لكوريير ففضل الوحدة والابتعاد عن الاضواء. وترك كل من كرايتشيك وبيكر وايفانيسيفيتش وموستر ومويا بصمات كفه على لوحة ستعلق على مدخل نادي دبي للطيران.
ولم ينس المنظمون الصحافيين الذين يؤمنون تغطية دولية للدورة فاعدّوا لهم رحلات الى الصحراء والى السوق الحرّة في مطار دبي اضافة الى رحلة في الطوافة فوق دبي لاكتشاف جمال المدينة من السماء!
والجمهور لم يكن غائباً عن الدورة فسجل رقم قياسي في الحضور بلغ اكثر من 50 الفاً. ولم يملّ المشجعون بين مباراة واخرى اذ تعاقد المنظمون مع مهرجين لتسلية الجمهور كما شارك بعض الاطفال في مباريات ضد لاعبين ومهرجين...
وحول الملعب الرئيسي انتشرت اكشاك المأكولات واطلق على كل واحد منها اسم له علاقة بكرة المضرب. واطلق على اربعة اكشاك اسماء الدورات الاربع الكبرى، فباع كشك رولان غاروس المأكولات الفرنسية وكشك ويمبلدون المأكولات الانكليزية...
ويقول السيد محيي الدين بن هندي المدير العام للطيران المدني في دبي: "مع ان الملعب شيّد لدورة المضرب، كانت نيتنا ان تكون منشآته صالحة لاستضافة نشاطات اخرى".
وعلاقة سوق دبي الحرّة مع الرياضة طويلة، فإلى جانب تنظيم دورة كرة المضرب ورعايتها، ترعى السوق الحرّة السباق الرديف في كأس العالم للفروسية التي تقام في دبي في آذار من كل عام. وجائزة السباق نصف مليون دولار علماً ان السباق الرئيسي برعاية "طيران الامارات" تبلغ جائزته 4 ملايين دولار وهو اغلى سباق للخيل في العالم وقد اصاب نجاحاً كبيراً في اول عام له السنة الماضية.
النتائج
انتهى الاهتمام العربي في الدورة في مرحلة مبكرة. فبعد طرد العلمي وارازي لم يصمد العيناوي كثيراً امام المصنف الاول ايفانيسيفيتش فخسر بمجموعتين نظيفتين. ولم يكن العيناوي في لياقته الكاملة لأنه عائد لتوه من الاصابة. وهو هدد الكرواتي في المجموعة الثانية وتقدم عليه 4/2 لكنه عاد وخسر المجموعة 4/6 والمباراة 3/6، 4/6.
وكان ابرز الساقطين في الدور الاول الاسباني كارلوس مويا المصنف خامساً امام التشيكي جيري نوفاك 2/6، 6/صفر، 7/5 علماً ان الاسباني قلب التوقعات في بطولة استراليا المفتوحة وازاح بيكر والاميركي مايكل تشانغ في طريقه الى المباراة النهائية.
سقط الاسباني بسبب الارهاق الذي عانى منه. فبعد انجازه الاسترالي قاد اسبانيا الى الفوز على المانيا في كأس ديفيس قبل يوم من انطلاق دورة دبي.
كما ودّع الانكليزي هينمان الذي حقق انطلاقة صاروخية في بداية العام، الدورة مبكراً اثر سقوطه امام الالماني مارتن سينر 6/7، 4/6 فحرم الجمهور من متابعة لقاء قمة في الدور الثاني بين الانكليزي وموستر. وسقط المصنف الثامن الاسباني فيليكس مانتيّا امام قوة ضربات النروجي كريستيان رود 4/6، 6/2، 3/6 وثبات مستواه.
ولم ترتفع اقوى مباراة في الدور الاول الى المستوى المتوقع لها ففاز كوريير على الاوكراني اندره ميدفيديف بسهولة 6/3، 6/3.
وبعدما واجه بيكر صعوبة في الدور الاول ضد مواطنه مارك غولنر، تأخر 1/4 في المجموعة الاولى من مباراته ضد الاسترالي ساندون ستول قبل ان يفوز 7/6، 6/1. وستول خطف الاضواء في دبي العام الماضي اذ اقصى موستر من الدور الأول علماً ان النمسوي كان احتل لتوّه المركز الاول في التصنيف العالمي!
وتوقع النقاد ان تكون مباراة الاسباني البرتو كوستا وكوريير قمة الدور الثاني لكن كوريير فاز بسهولة ايضاً 6/2، 6/3. وتألق الاسترالي العائد بات كاش ضد الجنوب افريقي وين فيريرا وصمد امامه طويلا وانتزع منه المجموعة الاولى 6/3 لكنه سقط في الثانية 2/6 وفي الحاسمة 5/7 وخرج.
وتأهل ايضاً الى ربع النهائي كل من ايفانيسيفيتش بفوزه على التشيكي بوهدان اوليهراتش 7/6، 6/4، ونوفاك بفوزه على الهولندي هانريك دافيدس 6/3، 6/3، وكرايتشيك بتغلبه على الاسباني خافيير سانشيز الذي بلغ نصف النهائي الموسم الماضي 6/3، 6/2. كما تقدم رود بفوزه على غومي 1/6، 6/4، 6/2 وموستر بفوزه على سينر 6/4، 6/4.
وطبعاً انتظر الجميع المواجهة بين بيكر وايفانيسيفيتش لكنها لم تحصل فانتقل الاهتمام الى اللقاء المرتقب الآخر بين كوريير وفيريرا، ففاز الاميركي بسهولة 6/2، 7/5 في مباراة استمرت ساعة وعشر دقائق، ودخل طرفاً في حسابات النقاد بعد ثلاث مباريات قوية.
أما افضل مباراة في الدور ربع النهائي فكانت بين توماس موستر وكريستيان رود، واستمرت ساعتين ونصف الساعة وانتصر موستر في نهايتها بمجوعتين مقابل مجموعة واحدة 6/4، 6/7، 7/5. وبادل رود المغمور خصمه القوي التمريرات على جوانب الملعب والكرات المركزة الى زوايا الملعب. ورغم اصابة النروجي بالتواء في كاحله في منتصف المجموعة الثانية، تمكن من احراز المجموعة 7/6 بعدما وضع رباطاً حول الكاحل!
وتابع نوفاك مفاجآته في الدورة وابعد كرايتشيك بطل ويمبلدون بسهولة كبيرة 6/2، 6/2 وحجز بطاقته لمواجهة ايفانيسيفيتش في نصف النهائي.
وتوقع النقاد فوزاً سهلا للكرواتي وعبوراً سليماً الى النهائي، لكن نوفاك كان له رأي آخر فلم يستسلم 1/6، 6/3، 3/6 الا بعدما انتزع المجموعة الثانية من خصمه وجرّه الى مجموعة حاسمة.
مباراة قمة
وكانت المباراة الثانية في نصف النهائي قمة حقيقية بين موستر وكوريير ولم ينتصر الاخير الا بفارق اللياقة البدنية في المجموعة الثالثة الحاسمة 7/6، 2/6، 6/3.
وشهدت المباراة اثارة كبيرة اذ لم يتمكن اي من اللاعبين من المحافظة على ارساله من الجولة السادسة في المجموعة الاولى حتى الجولة الثالثة في المجموعة الثانية اي تسع جولات ذهبت عكس الارسال!
بعد التعادل 6/6 في المجموعة الاولى تابع الخصمان كسر الارسال في بداية الجولة الفاصلة قبل ان تصمد ارسالات موستر ليحسمها 7/3. وانتفض كوريير في المجموعة الثانية وحسمها لمصلحته 6/2. وارتفع المستوى الى القمة في المجموعة الحاسمة لكن موستر تصدى لكل كرات خصمه فمالت الكفة لمصلحته وفاز بالمجموعة 6/3 وحجز مقعده في الدور النهائي لمواجهة ايفانيسيفيتش.
وقال موستر: "من تابع المباراة ظنّ ان هناك مشكلة في الارسالات لكن الحقيقة هي ان مستوى استقبال الارسال لدى كوريير ولديّ كان مرتفعاً جداً".
وفي النهائي لم تنفع قوة ارسالات الكرواتي لان موستر اجاد في ردّها ووضع الكرات في زوايا الملعب فلم يقدر خصمه على متابعتها. ورغم الفرص التي حصل عليها ايفانيسيفيتش فإن موستر كان في قمة مستواه وخرج من المأزق في كل مرّة. وتمكن من كسر الارسال في الجولة الحادية عشرة من المجموعة الاولى ليفوز 7/5. وفي الثانية كاد يخسر ارساله في الجولة الثانية عشرة لكنه صمد وفاز بالجولة الفاصلة 7/3 وتوّج بطلا للدورة في محاولته الخامسة. يذكر ان موستر يشارك في الدورة منذ انطلاقتها العام 1993 وافضل نتيجة له كانت بلوغه نصف النهائي في العام 1994.
وقال البطل بعد فوزه: "شعرت انني املك بطارية لا تنفد".
اما الكرواتي فعوض خيبته بفوزه بلقب مسابقة الزوجي مع زميله غرون اثر فوزهما على ستول وسوك في النهائي 7/6، 6/3.
ونال الفائز في فئة الفردي 142 الف دولار والوصيف 84 الف دولار، في حين كان نصيب بطلي الزوجي 79 الف دولار وصاحبي المركز الثاني 45 الف دولار