لا يحتاج زائر عمان الى دليل على ان المنطقة تغيرت فعلاً وان كان اكتمال ملامحها الجديدة مرهون باكتمال السلام الشامل وبالتغيير في العراق. فبعد مرور 14 شهراً على توقيع المعاهدة الاردنية - الاسرائيلية يبدو "السلام الدافئ" خياراً لا عودة عنه ولا شيء يوحي بأنه مهدد. لكن عمان الهادئة لا تستطيع الاستقالة من الملفات الصاخبة التي لا تزال مفتوحة: فتبلور الكيان الفلسطيني سيعجل في طرح موضوع مستقبل العلاقة الاردنية - الفلسطينية، وأي تسارع على المسار السوري - الاسرائيلي سيعجل في طرح موضوع الحدود الجديدة للادوار، والتغيير في العراق موضوع يعني الاردن سياسة واقتصاداً واستقراراً، عدا عن خصوصية التجربة الاردنية في احتواء الاصوليين او اشراكهم. غداة جولة وزير الخارجية الاميركي وارن كريستوفر، وهي شملت محطة اردنية، حاورت "الوسط" العاهل الاردني الملك حسين في الملفات الاربعة التي يتابعها المسؤولون الاردنيون وتتكرر باستمرار في الحلقات السياسية والفكرية. قال الملك حسين ان البحث في موضوع الكونفيديرالية الاردنية - الفلسطينية ليس مطروحاً قبل وصول الفلسطينيين الى حقوقهم الكاملة على ترابهم الوطني. وامتنع عن التكهن بوتيرة التطورات على المسار السوري - الاسرائيلي وكذلك عن التكهن بما سيكون عليه وضع لبنان في ضوء عملية السلام. وقال ان الاردن لا يسعى الى دور يفوق حجمه، ملمحاً الى ان هاجس الدور ربما كان موجوداً لدى آخرين ويفسر موقفهم الحالي من الاردن. وشدد الملك حسين على ان مستقبل العراق مسألة يقررها العراقيون، مشيراً الى ان الحديث عن الفيديرالية هو مجرد اقتراح هدفه ضمان وحدة العراق وانهاء التقسيم الفعلي القائم حالياً. وكشف في حديثه ان لقاءه الاول مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين كان قبيل انعقاد القمة العربية في الرباط في 1974. الكيان الفلسطيني يتبلور اكثر فأكثر، هل يزيد ذلك من فرص البحث في كونفيديرالية اردنية - فلسطينية، واين موقع اسرائيل منها؟ - ليس هناك اي بحث في هذا الموضوع في هذه المرحلة، ولن يكون هناك اي بحث الى ان يصل الاخوة الفلسطينيون الى حقوقهم الكاملة على ترابهم الوطني بالشكل الذي يرتضونه لانفسهم، وعندئذ في جو من الحرية والحوار الاخوي وعلى خلفية العلاقة الاردنية - الفلسطينية الوثيقة جداً يمكن ان يحدد الناس موقفهم من المستقبل والعلاقات وطبيعة هذه العلاقات. موقفنا الآن هو موقف داعم للاخوة الفلسطينيين بأقصى طاقاتنا وامكاناتنا وفي كل الظروف والاحوال الى ان يصلوا، ان شاء الله، الى الوضع الذي يرتضونه لانفسهم. اسفرت جولة الوزير كريستوفر عما سماه تقدماً جوهرياً على المسار السوري - الاسرائيلي هل تتوقعون اختراقاً قريباً على هذا المسار وان يكون العام 1996 عام استكمال التسوية الشاملة؟ - لا استطيع التنبؤ سلفاً بما سيجري، لكنني اتمنى ان يكون هناك سلام شامل وكامل في هذه المنطقة. نحن كنا ولا نزال من دعاة السلام الشامل ونأمل ان تتقدم الجهات المعنية الى تحقيق هذا السلام على الاسس التي يمكن ان تقبلها. اثار الدور الاقليمي المتنامي للاردن انتقادات وتحفظات، الا تخشون تراجعاً لهذا الدور في حال ابرام تسوية سورية - اسرائيلية؟ - في كل اجراءاتنا وتحركاتنا لم نخطط ليتنامى دورنا وانما وضعنا نصب اعيننا باستمرار مصلحة شعبنا وامتنا. نحن لا نفتش عن ادوار اكبر من حجمنا وواقعنا وانما سنقول دائماً كلمتنا وفق ما نعتقده مصلحة هذه الامة وسنتخذ المواقف في ضوء مصلحة شعبنا وامتنا. العراق والمرحلة الصعبة دعوتم المعارضة العراقية، بعد استقبالكم الوزير كريستوفر، الى توحيد جهودها لانقاذ العراق هل لدى الاردن تصور لعملية الانقاذ هذه وهل يحظى هذا التصور بدعم الولاياتالمتحدة والدول العربية الفاعلة والمعنية وهل لا تزال فكرة الفيديرالية متاحة؟ - جميل ان تتاح لنا الفرصة للاجابة عن هذه الاسئلة. العراق بالنسبة الينا مهم جداً ومعاناته معاناتنا ونحن متأثرون بما جرى وما يجري. نحن نعتبر ان العراق على ابواب مرحلة صعبة جداً فاما ان ينقذ العراق وتنقذ وحدته ويتم اللقاء العراقي - العراقي على مستوى الوطن العراقي بكامله في مستقبل نتمناه حاملاً بشائر الخير، واما فان العراق معرض لمزيد من الكوارث واحتمالات التمزق والتشرذم مع ما سيترتب عليها من آثار خطيرة على المنطقة برمتها في حال حدوث ذلك لا سمح الله. الحديث عن وحدة العراق هو حديثنا الدائم. وانقاذ العراق مما هو فيه من معاناة سواء في الداخل لجهة حرمانه من اسلوب الديموقراطية واحترام حقوق الانسان او الحصار المفروض على شعبه هو الواجب الذي نتصدى للقيام به خدمة للعراق وشعبه بأقصى طاقاتنا بعدما اعيتنا الحيلة، في المرحلة السابقة ولسنين طويلة، لجهة اقامة اي حوار بناء مع المسؤولين في العراق بهدف انقاذ العراق مما هو فيه. الواقع ان موضوع الفيديرالية ليس موضوعاً يجب ان تسلط عليه الاضواء. نداؤنا الى العراقيين هو ان يدخلوا في حديث وحوار في ما بينهم من اجل مصالحة وطنية وتطمين العراقيين الى مستقبلهم وما يزيل من اذهانهم الخوف من حمام دم يتحدثون عنه باستمرار. وفي ما يتعلق بوضع العراق مستقبلاً ربما كان للعراقيين ما يطمئنهم من خلال حوار بين ممثلين لكل مكونات العراق حول صيغة مستقبلية مرضية لهم. وهنا في هذا المجال احب ان اوضح: انا قلت ان الفيديرالية قد تكون وسيلة من الوسائل التي يمكن ان تحدث التغيير المطلوب في علاقة العراقيين بعضهم ببعض بعد كل المآسي التي عاشوها. هذا الرأي هو مجرد اقتراح من مقترحات كثيرة تطرح فالامر يرجع الى العراقيين انفسهم ليقرروا مستقبلهم وما هي الصيغة المثلى لعلاقاتهم على سبيل المثال اقول ان التقسيم في هذه المرحلة يكاد يكون حقيقة واقعة. حتى الاستفتاء الرئاسي الذي جرى اخيراً استثنيت منه اجزاء من العراق وتحديداً الشمال والجنوب. وهذا لأن العراق مقسم عملياً. نحن ننبه العرب والعراقيين الى هذا الواقع ووجوب العمل بأسرع ما يمكن على تلافي ترسيخه تأدية لواجبنا حيال العراق، بلد ما بين النهرين، بل الحضارات والتاريخ والخيرات، بلد مستقبله مرهون الى ما شاء الله، حسب ما اراه في هذه المرحلة، بالنسبة الى ما يجب ان يقدمه من تعويضات الى مختلف الدول في هذا العالم. لا بد من انقاذ العراق. لا بد من انقاذ هذا الشعب مما يعانيه. سألتني قبل قليل عن الكونفيديرالية مع الاخوة الفلسطينيين. الكونفيديرالية معروفة وهي نمط اقل متانة من الفيديرالية. لماذا نحبذ الاولى كأسلوب للعلاقة الاردنية - الفلسطينية على سبيل المثال ونرفض مجرد البحث في الفيديرالية في العراق وننسى ان المانيا الاتحادية هي فيديرالية والولاياتالمتحدة كذلك. ثمة من اختار الناحية السلبية، اما نحن فنريد ان نوثق العلاقة بين العراقيين. وارجو الا يحصل اي خلط كالذي حدث. الموضوع هو بين العراقيين ولا علاقة للاردن به اي ان الحديث ليس ابداً عن علاقة فيديرالية او كونفيديرالية بين الاردنوالعراق. هل نفهم انكم فقدتم اي امل بجدوى الحوار مع القيادة العراقية وهل تعتقدون بوجود قرار دولي باسقاط النظام العراقي؟ - اعتقد بأن من ينظر الى قرارات مجلس الامن يجد انها لا تركز فقط على اسلحة الدمار الشامل بل تتحدث ايضاً عن حقوق الانسان والشمال والجنوب وجملة قضايا اخرى. وكوننا لم ننجح حتى الآن في ايجاد اي تقدم على طريق ازالة هذا العذاب الذي يعانيه العراق يعني اننا فشلنا ويا للأسف حتى الآن في الوصول الى نتيجة من خلال الحوار مع اخواننا واشقائنا في العراق على مستوى القيادة. بين الاردن وسورية على مدى ربع قرن شهدت العلاقات بين الاردن وسورية تقلبات ما الذي حال ويحول دون استقرار هذه العلاقات وقيام تنسيق وتفاهم دائمين بين البلدين؟ - لا اجد اي سبب او مبرر، وانما يجري الحديث عن تعاظم او تنامي الدور الاقليمي للاردن وقد يكون هناك آخرون يبحثون ويعملون من اجل الوصول الى مثل هذه الهدف او الغاية وبالتالي قد يكون ذلك من اسباب الخلاف والصدام. كيف تفسرون الحملة السورية على الاردن هذه الايام، خصوصاً اتهامكم بأنكم تريدون تقسيم العراق، واقامة تحالف اقليمي تقوده اسرائيل؟ - حكينا عن الافكار والنيّات بالنسبة الى الادوار، وربما كان هذا الوضع بالنسبة الى اخواننا السوريين. وحاولت ان افسّر هذا الموقف. ومروراً بالمراحل التي مررنا بها، بما فيها اللقاء بين القيادة السورية والعراقية في الاردن حيث كانت سورية تصرّ على اعلان الوحدة فوراً قبل الشروع في تحسين العلاقات بين البلدين ايام الحرب العراقية - الايرانية وعلى خلفية حزب البعث ووجوده في البلدين، يخيل اليّ انه قد تكون لسورية غايات خاصة واهداف خاصة في ما يتعلق بالعراق. وربما شعرت بأن الاردن بدأ يهددها بشكل او بآخر. لكن هذا غائب عن ذهننا. لا نعتقد الا بأن المهم الآن هو انقاذ العراق اولاً وقد يكون هذا هو السبب الحقيقي للحملة. كيف ترون مستقبل لبنان في ضوء عملية السلام؟ - نتمنى عودة ارضه ومياهه وحقوق اهله كاملة اليه، ولكن في ما عدا ذلك لا استطيع ان اقول كيف ستكون الصورة. الكويت والسعودية ما العوائق الاساسية امام تطبيع علاقات الاردن مع الكويت وهل هناك شروط ما؟ - لا توجد بالنسبة الينا اي شروط. قمنا بكل المبادرات التي يمكن ان نقوم بها على امل ان تعود العلاقات الى وضعها الطبيعي وبسرعة. لا نستطيع ان نقدم اي شيء آخر في هذا المجال، ونعتقد بأن العملية هي عملية وقت وعندما يختار اخواننا في الكويت اتجاه التعامل والتعاون وانشاء علاقات قوية متينة على أسس سليمة فنحن نرحب بذلك وليس عندنا شيء آخر نقوله في هذا المجال. حالت الظروف دون انعقاد القمة السعودية - الاردنية كيف تقوّمون علاقات الاردن الحالية مع السعودية؟ - علاقات جيدة جداً وفي طريقها الى ان تكون، ان شاء الله، في المستوى المطلوب، وعسى ان تسمح ظروف اخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بأن نلتقي في وقت قريب. وانا واثق بأن اللقاء في حدّ ذاته سيفسح المجال لعودة العلاقات الى افضل مما كانت. استخدمتم اخيراً لهجة بالغة الحزم في تحذير المعارضة الداخلية، هل لديكم مخاوف على التجربة الديموقراطية في الاردن، وتحديداً على ما بات يسمى النموذج الاردني في احتواء الظاهرة الاصولية؟ - في ما يتعلق بالشق الاول من السؤال: نعم لديّ مخاوف على التجربة الاردنية لأنني عشت هذه التجربة التي ساهمت في بلورة معالمها في الخمسينات وبطبيعة الحال اصبنا بصدمة وبنكسة في ذلك الوقت بالنسبة الى الديموقراطية والى كل ما كنا نتمناه للاردن في ان يكون بالفعل مثلاً وقدوة للآخرين. لذك اخشى على الديموقراطية ممن يستخدمونها سلاحاً ضد الديموقراطية في هذا البلد. وأتمنى ان نكون جميعاً على درجة من الوعي فلا نمكّنهم من ذلك ونحبط كل مساعيهم، للوصول الى جو نتحدث فيه جميعاً بمسؤولية ونشارك في صنع القرار والمستقبل. تحدث مسؤولون اردنيون عن اختراق عراقي لمؤسسات اعلامية وتجارية اردنية وتحدثتم انتم عن الوقوف في وجه اي محاولة اختراق. ما نوع الاجراءات التي ستتخذ لاحباط هذه المحاولات؟ - هذه هي الدوامة التي ندور فيها في هذه المرحلة لكننا نتمنى ان يؤدي الوعي ونتائج التجربة في ما يتعلق بمسيرتنا حتى الآن الى بلورة الوضع الذي يمكن ان يكون صريحاً ويضمن ان تكون المسيرة سليمة في المستقبل. وهنا لا اريد ان اركّز على العراق، فهناك جهات كثيرة، بطبيعة الحال، تمارس السياسة في هذا البلد، وهي امتدادات لسياسات الآخرين. اعلنتم قبل سنتين ان ثمة نيّة لانشاء مجلس عائلة يتولى اختيار ولي العهد، هل من تطور على هذا الصعيد؟ - الفكرة ما زالت في الذهن، وما زال البحث فيها سابقاً لأوانه الى ان نتوصل الى النتيجة المثالية، ان شاء الله. هل تشعرون بالرضى عن مستوى تطبيع العلاقات بين الاردن واسرائيل بعد سنة ونيف على توقيع المعاهدة بين البلدين؟ - المستوى جيد حتى الآن، الحمد لله، كل ما اتفق عليه نُُفّذ والتُزم. اما في ما يتعلق بالنتائج الايجابية في المجال الواسع، فانني اتصور اننا نحتاج الى شيء من الوقت، لأن العملية تحتاج الى وقت حتى تركز على ما يمكن عمله على المستوى كله. قلتم انكم على استعداد لتقديم اغلى التضحيات من اجل السلام، هل تشعرون باحتمال اغتيال خصوم السلام لرموز السلام؟ - هذا احتمال وارد، اما بالنسبة اليّ فلا شيء جديداً الحمد لله. تعطي اسرائيل عرب القدسالشرقية جوازات سفر اسرائيلية، ألا تعتقدون ان هذا يشكل خطراً على مستقبل القدس، وهل الاردن مستعد لمنح هؤلاء جوازات سفر اردنية دائمة لقطع الطريق على المخطط الاسرائيلي؟ - اذا كانت المسألة مسألة جوازات سفر فلا بد ان يبحث الموضوع مع الاخوة الفلسطينيين، وكيف يكون التوجه. لكنني اعتقد بأن موضوع القدس هو من المواضيع المدرجة في المرحلة النهائية في المفاوضات التي تكون بداياتها مع انتهاء الانتخابات المتوقعة في اسرائيل، ومعالجة موضوع القدس ضمن الاطار الموضوع له من حيث التوقيت. وبالنسبة الى القدس موقفنا واضح ومعروف. نحن مع ان تكون القدس رمزاً للسلام بين المؤمنين بالله اتباع الديانات السماوية الثلاث. بمعنى آخر ان السيادة في ما يتعلق بالمدينة المقدسة يجب ان تكون فوق اعتبارات السيادة لأي دولة او لأي جهة، وانما تكون للجميع. اما القدس العربية فهي محتلة منذ 1967 ونرجو ان تكون العاصمة للجانب الفلسطيني، كما هو الجزء الغربي منها عاصمة لاسرائيل ولو لم يكن معترفاً بها حتى الآن. ما مدى تجاوب الادارة الاميركية مع طلب الاردن تلبية حاجاته العسكرية لتطوير قواته المسلحة؟ - التجاوب جيد ومشجع للغاية وفي انتظار ان نصل الى نتائج محددة في الزيارة المقبلة لوزير الدفاع الاميركي، بين 3 كانون الثاني يناير و5 منه. هل تعتقدون بأنه سيكون هناك دور او مكان للجامعة العربية والمنظومات الاقليمية الاقل مستوى في الشرق الاوسط الجديد؟ - الجامعة العربية! اذا توافرت النية لتحويل الجامعة العربية الى ما يجب ان تكون عليه، اتصور ان الفرص كثيرة جداً ولا بد ان تكون، فرص العمل لتحقيق التكامل والتعاون على الصعيد العربي بين الدول العربية جميعاً. الجامعة هي نحن، اذا كنا في العالم العربي على مستوى القيادات مؤمنين بهذه الجامعة وبدورها، وعندما نصل الى الدرجة التي نؤمن فيها بأن الجامعة يجب ان تفعّل بالشكل الصحيح، عندها تكون النتائج ايجابية. مؤتمر المعارضة العراقية، هل يستضيفه الاردن؟ - لا حديث عن اي تاريخ وعن اي معارضة، لكن هذه المعارضة التفت في عواصم عربية اخرى وتلتقي باستمرار. في الواقع كل حديثنا هو من منطلق الألم والخوف على العراق مما هو فيه ومما سيأتي ما لم يتفق العراقيون على مصيرهم ومعالجة هذا الامر. متى كان لقاؤكم الاول مع اسحق رابين؟ - اللقاء الاول مع رابين كان قبيل قمة الرباط عام 1974. اين؟ - سيأتي تفصيل كل هذه اللقاءات وكل ما تضمنته من احاديث في وقت قريب وستنشر. بعد 43 سنة من ممارسة الحكم، ما هي المرحلة الاكثر خطورة، تعاطي الحرب ام تعاطي السلام؟ - في اعتقادي من وجهة نظر عربية هو تعاطي الحرب، وادى الى كل ما وصلنا اليه حتى الآن. هذا في ما يتعلق بالبعد السلبي بالنسبة الى المصلحة العربية. بمعنى آخر، الحركة المنبعثة من العاطفة البعيدة عن العقل وامكان ان يحكم التصرفات، لا شك في ان السجل مخيف بالنظر الى المآسي التي حلّت بهذه الامة من جراء ذلك. في اعتقادي ان السلام بالعكس يتيح كل الفرص لهذا الشعب ليصل الى المستوى الذي لا يشعر فيه بأنه مهدد، لأن العملية عملية فاصل زمني، يجب ان نسابق الزمن حتى نعطي الانسان العربي كل ما ناله الآخرون. وعندئذ لا خوف وبالعكس المستقبل واعد ان شاء الله. الى اي مدى تبدو المخاوف حقيقية على معسكر السلام من تنامي حركة التطرف في المنطقة؟ - ليست اقل او اكثر مما كانت عليه دائماً. لكنني اعتقد بأن الانسان العربي واع وبأن المسيرة تثبت هذا اكثر فأكثر. واعتقد بأن ثمة حالة من الملل والتطرف الذي لا مبرر له، ومن السوداوية والانغلاق، وهذا شيء طبيعي. انا شخصياً متفائل. هل هناك تفكير لاجراء تعديل وزاري في الاردن؟ - لا تفكير قبل مرورنا بمرحلة الموازنة، وبعدها نرى كيف تتطور الامور.