كشف مسؤول بارز في الوفد الاردني إلى مفاوضات السلام مع اسرائيل، في حوار مع "الوسط"، ان المفاوضات الاردنية - الفلسطينية - الاسرائيلية اجتازت مرحلتين وأصبحت الآن "على عتبة المرحلة الثالثة". وأوضح هذا المسؤول وهو الدكتور فايز الطراونة - الرجل الثاني في الوفد الاردني ورئيس هذا الوفد إلى لجنة توجيه المفاوضات المتعددة الاطراف التي اجتمعت في برشلونة نهاية الشهر الماضي لتقييم الجولة الاولى من المفاوضات المتعددة الاطراف - في حديثه إلى "الوسط" ان المفاوضين العرب "كان يمكنهم اختصار الزمان وقبول حل "من نوع ما" على حساب الثوابت العربية، لكننا لم ندخل الفترة الزمنية التي سنقضيها في التفاوض في حساباتنا بالرغم من اهمية الوقت للأهل في الارض المحتلة. ولن نقبل ضغط عامل الزمن على حساب الثوابت العربية". وقال انه "تم انجاز مرحلتين في المفاوضات الثنائية وأصبحنا على عتبة المرحلة الثالثة: * المرحلة الاولى استغرقت الجولة الاولى بكاملها وبداية الجولة الثانية من المفاوضات واسفرت عن وضع مسار فلسطيني - اسرائيلي مستقل وهي مسألة ليست اجرائية بل مبدأية. وحسمت المرحلة الاولى لمصلحتنا. * المرحلة الثانية وهي مرحلة عرض المواقف والبحث عن "أجندة" جدول اعمال مشتركة لكل مسار. وحتى الآن لم تفلح اسرائيل في وضع اجندة مشتركة تتناسب مع ما تطرحه الحكومة الاسرائيلية. * اما المرحلة الثالثة المقبلة فهي مرحلة التفاوض، وستبدأ بعد ان تدرك اسرائيل ان النقاط الواردة في مرجعية عملية السلام اي في قراري مجلس الامن 242 و338 ورسائل الدعوة الاميركية، غير خاضعة للتفاوض وإنما للتنفيذ فقط". * وأكد الطراونة: "ان شعبنا لا يزال تحت الاحتلال، واستمرارنا في التفاوض ضمانة للتقليل من الاعتداءات عليه او لزيادة إدانة العالم لهذه الاعتداءات. ومشاركة عدد كبير من دول العالم وفي مقدمتها الدول الكبرى اضافة إلى الدول العربية المعنية بالصراع مدعومة من اشقائها في مجلس التعاون الخليجي واتحاد المغرب العربي، تدعم الموقف العربي المستند إلى الشرعية الدولية". وأشار إلى ان رسائل الدعوة الاميركية الموجهة إلى اطراف النزاع تضمنت بشكل صريح "ان الحل النهائي يجب ان يكون شاملاً بين جميع الاطراف وفقاً لقراري مجلس الامن 242 و338". ونفى ان تكون جرت مفاوضات من اي نوع بشكل متواز مع المفاوضات الثنائية المعلنة في واشنطن. وقال ان الحكومة الاسرائيلية تعتبر "ان الوضع القائم هو الاساس وان السلام يبادل بالسلام بعكس الجانب العربي الذي أبدى رغبة واضحة في السلام على أساس الشرعية الدولية ومنذ سنوات طويلة". وأضاف ان "مواقف وتصريحات رئيس وزراء اسرائيل حول هذا الموضوع موجهة إلى المعارضة العربية لتقوم بالضغط على المفاوض العربي لاخراجه من قاعات المفاوضات. وهذا هو هدف اسرائيل حالياً". وذكر "ان ال "نعم" الفلسطينية والنفس العربي الطويل والمشاركة الدولية في المفاوضات اوجدت مأزقاً سياسياً لاسرائيل تحاول الخروج منه حالياً. ان الحرب الباردة كانت تعطي اسرائيل موقعاً مميزاً كقاعدة متقدمة "لحماية الغرب من الشيوعية"، لكن الحرب الباردة انتهت".