أطفال صغار يجتمعون تحت إحدى قباب الحرم الشريف، يشدك منظرهم وكل منهم يمسك بمصحف صغير، يقرؤون بترتيب عجيب لا يضطرب أبداً ولا تختل طريقته، تأمل أن تقترب منهم وتشنف أذنيك طرباً بأصواتهم الندية، لم يرهقهم الصيام، ولم يفت من عضدهم لوعة الجوع والعطش، ولعل دعواتهم كانت تتأرجح ليس بين ما يسمعونه من الكبار فقط بل لما ترسّب في أعماقهم من أمنيات عزيزات قد تكون آمالاً عريضة لما هم فيه من فقر أو خوف من المجهول أو عدم حصول ما تطلبه أحلامهم الصغيرة. وقد يؤدون الصلاة مختصرة أو مبتسرة لينطلقوا إلى ما قد يحصلون عليه من أعواد البخور ومن أنواع العطور ليملؤوا الأجواء بها معتقدين أنها هي التي ترتفع بدعواتهم إلى العلا. فتستجيب لهم الملائكة وتحقق لهم ما يطلبون وما به يحلمون.