لا يزال الفرد السعودي الاكثر استهلاكاً للتمر في العالم، اذ يعتقد أنه يستهلك 26 كيلوغراماً من التمور في كل عام. وحين تذكر التمور فلابد من ان يرد ذكر مدينتين سعوديتين لهما باع طويل في زراعة النخيل وانتاجه وهما القصيموالمدينةالمنورة، اللتان تديران تجارة منافع متبادلة في شأن التمور، إذ تصدر القصيم تمور"السكري"و"الصقعي"الى"طيبة الطيبة"، وتستورد منها"المبروم"و"المجدول"و"العجوة". وتشهد سوق التمور إقبالاً متزايداً من السعوديين والمقيمين خلال شهر رمضان المبارك اقتداء بالسنة النبوية، إذ يفطر الصائم على التمر، اضافة الى استخدامه في الصدقات. ويختلف الشهر الكريم لهذا العام عن السنوات السابقة بتزامنه مع الاجازة الصيفية، ما جعل الإقبال على شراء التمور كهدايا من المقيمين يزداد عند السفر إلى موطنهم الأصلي. ودخل التمر في الآونة الأخيرة في عدد من الصناعات، يأتي مقدمها التمر باللوز والشكولاتة وغيرهما من الصناعات، ما دفع بالتجار الى المطالبة بزيادة عدد المصانع لزيادة الكمية المنتجة. وبلغ عدد النخلات المنتجة في منطقة القصيم وحدها ما يتجاوز 400 مليون نخلة. وقال نائب رئيس اللجنة الوطنية للتمور والنخيل في مجلس الغرف السعودي ل"الحياة"عبدالعزيز التويجري ان القصيم تنتج عشرات الاصناف من التمور منها"السكري"و"البرحي"، و"الخلاص"، و"نبتة علي"و"الرشودية" و"الونانة"وغيرها، لكن 82 في المئة مما ينتج هنا هو من نوع"السكري". وأشار الى ان القصيم بها خمسة ملايين نخلة، اي ما يعادل تقريباً اكثر من 20 في المئة من انتاج المملكة، ثم تأتي بها بعدها منطقتا المدينة والاحساء. واضاف"ان رمضان يستهلك ربع الانتاج السنوي، فيما تتوزع ثلاثة ارباع الانتاج على بقية اشهر السنة، وأوضح ان الحلويات تستهلك اكثر من10 في المئة من انتاج المملكة من التمور، وهناك صناعات ناشئة تستخدم فيها التمور مثل الجلوكوز ومسحوق التمر وأشياء اخرى، ننتظر ان يكون لها نصيب كبير في هذه الصناعة في المستقبل". وقال:"نصدر الى دول الخليج وبعض الدول العربية والاوروبية وشرق اسيا، وتتبادل القصيم تجارياً مع المدينة، اذ نصدر لهم"السكري"و"الصقعي"ونستورد منهم"المبروم"و"المجدول"و"العجوة". كما ان المدينةوالقصيم بهما اكثر من 20 مصنعاً لانتاج ومعالجة التمور". وطالب التويجري امانات المدن والمناطق باقامة مهرجانات للتمور في مناطق المملكة، ونشر ثقافة استهلاك التمور كبديل عن الحلويات والمنتجات غير الصحية. وقال منصور الجهني احد باعة التمور ل"الحياة"، ان اقبال الناس على التمور يكثر في رمضان بسبب الصدقات والهدايا،"فمثلاً اليوم احد المقيمين اخذ مني كميات ليرسلها الى اهله في باكستان". وأكد الجهني أنه يستعد منذ بداية رمضان لاستقبال طلبات الناس من التمور للصدقات، وأكثر ما يطلبون"السكري"و"الخلاص". وقال الجهني ل"الحياة":"ان البيع يستمر على مدار العام، ولكنه يزداد في رمضان من اجل الصدقات والمساجد والجمعيات". وأشار إلى انه يأتي بالتمر من القصيم وبيشة والمدينة، وأكثر طلبات الناس التنك البيشي خصوصاً في نهاية رمضان.