دعا إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ أسامة خياط المسلمين إلى الحفاظ على خصائص الرجولة في اولادهم، وتعاهدها والعناية بها ورعايتها حق الرعاية، وذلك بسلامة التنشئة وسداد التربية ومتابعة الرقابة والتوجيه والتحذير من مغبة التزين بالأزياء المخالفة لشرع الله المتعدية لحدوده المصادمة لسليم الفطرة وصحيح الطبيعة وكريم الأخلاق. وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس، أن خطر فقدان الشخصية الإسلامية لا منتهى له ولا حدود تحده ولا اختصاص له بفئة من دون أخرى، بل هو عام وشامل ينذر بتصدع البنيان، ومن أعظم ذلك خطر نشوء أجيال من أبناء المسلمين في غربة عن دينهم وانفصال عن أمتهم وخروج عن الصالح القويم من أعرافها، لا يهمهم إلا التوافه، ولا يحركهم إلا التقليد الأعمى والفتنة بما عند الآخرين من الأعراف والأزياء والألبسة التي تعكس طوائف تفكيرهم ومنهج حياتهم، محذراً من هذا الضياع لأنه خزي وعار. كما أوضح الشيخ أسامة خياط أن الشخصية الإسلامية قائمة على أسس الفطرة وقواعد الشريعة وضوابط الحلال والحرام، كما أرادها الله قوية التميز واضحة السمات لا مجال فيها لاختلال المفاهيم ولا لتنازع الخصائص، فلكل من الرجال والنساء صفاته ولكل منهما مهماته وأدواره المنوطة به، فعدم إدراك ذلك أو عدم مراعاته والقعود عن القيام بمقتضياته خلل كبير وخطأ عظيم وثغرة خطيرة ينفذ منها إلى المجتمع الإسلامي كل نقص، ويتسرب إليه منها كل ضرر، ويخشى عليه منها كل شر. وقال:"إذا كان اللباس الذي شرعه الله لعباده محققاً ستر العورات ومواراتها وكذلك شرعه سبحانه زينة وتكملاً وبعداً عن مظهر النقص فكيف يصح في الأذهان وكيف يستقيم في الألباب أن تحول هذه النعمة إلى نقمة وان يصرف هذا الكمال إلى النقص وان يصار بهذه الزينة إلى القبح؟". وأضاف:"ان ما يُرى على كثير من شباب المسلمين في هذه الأيام من أزياء وألبسة لأوضح برهان وأظهر دليل على ذلك، فمن ألبسة تكشف العورات أو تشف عنها إلى أخرى تجسدها أو توجه الأنظار إليها بمختلف الصور التي لا حصر لها مما تطلع به علينا بيوت الأزياء ومصممو الملابس وموزعو الماركات الشهيرة صباح مساء، حتى ان بعض هذه الألبسة والأزياء أضحى به لابسه مسخاً عجيباً لا يعرف به جنسه ولا تعرف به حقيقته الضائعة بين أشتات الألوان واللبسات والمشيات والحركات وسائر السلوكيات التي تجعل صاحبها اقرب إلى الأنوثة وخصائصها منه إلى الرجولة ومعالمها، حتى حين لم يأبه بما ورد من وعيد لمقترف هذه الخصلة، حيث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل، كما لعن صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. من جهته، حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس من البدع، وقال انها تأتي بعد الشرك كما أنها أعظم ما يُفسد الدين ويقوض بنيانه وأكثر ما يفرق شمل الأمة، البدع جعلت المسلمين شيعاً وأحزاباً شتتت شملهم وجعلتهم لقمة سائغة لأعدائهم، فيها البعد عن الصراط المستقيم والهدي المستديم. كما حذر من السكوت على البدع وأهلها وعدم انكارها، مشيراً إلى أن السكوت يصيرها وكأنها سنن مقررات وشرائع محرمات، فالعاقبة وخيمة يومئذ. وأكد الشيخ حسين آل الشيخ أن سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حذرنا من الابتداع أشد التحذير، فلا يجوز بأي حال أن تخالف أمره، ولا أن تنتهج غير نهجه حتى نكون على منهج سوي سليم صحيح مستقيم.