لماذا سوبرمان؟ وبات مان؟ وهاري بوتر؟ وكينغ كونغ؟ أو ميكي ماوس؟ أو"شرك "1 و"شرك 2"؟ أو 3؟ والأغرب في الأمر، إقبال الكبار على مشاهدتها، فمع بداية عرض"سبايدرمان 3"من 1 أيار مايو إلى السابع منه، كان الإقبال ضرب الرقم القياسي على شباك التذاكر، بتحقيق 154 مليون دولار؟! وجميع هذه الأفلام الخيالية وأفلام الكرتون لا تحاكي الواقع... بل موغلة في الخيال إلى درجة الهلوسة، وهستيريا الخيال إلى حد المرض العقلي المؤدي في النهاية إلى الهذيان النفسي والعاطفي، المفضي إلى التخلف الدراسي والعيش في الخيال، خصوصاً مع انتشار ألعاب الكومبيوتر التي لا حصر لها من"البلاي ستيشن"، إلى"ننتاندو"وألعاب"طوكيو"وغيرها، وكلها تنهش في صفحات ذاكرة مخ الإنسان، وتشوه صفاءها، خصوصاً في مراحل الطفولة، إذ لا تمحى من ذاكرته أبداً! وهذه هي الطامة، فالذاكرة هي الصفحات البيضاء للمخ، وهي نعمة الله التي يجب أن نستخدمها في حفظ القرآن، والأحاديث الشريفة، أو العلوم بأنواعها، من هندسة وفيزياء وفلك، وعلوم الأرض... ولكن إذا"شخبطنا"على هذه الذاكرة الصافية بصور متحركة لا تمت إلى الواقع بأي صلة، بل تعمد إلى تشويه الواقع! ثم نترك الطفل يشاهدها منذ خطواته الأولى في الحياة وحتى الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بل رأيت طلاب الجامعة يقبلون عليها وهم يصطفون مع الطابور لشراء التذاكر لمشاهدة فيلم"سبايدرمان 3"في صالات السينما الأربع، التي تعمل على مدى 24 ساعة متواصلة في"أفنتور امول"في مدينة ميامي، فعلام يدل هذا؟ لقد تشبع الناس هنا بالتكنولوجيا، في أميركا أو أوروبا، من الأيسكريم والقهوة والحلويات، والمطاعم السريعة ومحطات البنزين، وتسديد الفواتير آلياً، وصناعة السيارات آلياً بواسطة"الروبوت"وكذلك بقية الأجهزة من جوالات وتلفزيونات وغيرها، فلم يبق للإبداع البشري الفردي إلا القليل، وأدى هذا إلى تسريح معظم العاملين، بل حتى المزارع يتم العمل فيها من البذر إلى الحصاد آلياً، وحتى خياطة الملابس والتطريز يتم آلياً، هذا ترك فراغاً عاطفياً ونفسياً واجتماعياً ودينياً لدى الناس، وراح الإنسان هنا وفي مناطق العالم الأخرى يجنح إلى الخيال، ويسبح في المجهول. واستغل مخرجو الأفلام ذلك، فانتجوا أفلاماً كثيرة مثل"بوكاهت أو الديناصورات"، أو الفضاء حرب النجوم، وغيرها ونحن سكان البلدان"النامية"، أو"النايمة"، تتبعناهم وسبقناهم في الخيال والخيال فقط، وذلك باقتناء ديسكات D.V.D أو أشرطة الفيديو، أو باستخدام الإنترنت! وحولنا بيوتنا إلى مستودع كبير للسينما الشخصي الفردي، ونستطيع مشاهدة ما لا نستطيع مشاهدته، عبر الفضائيات، ولعلمكم: هنا في بلاد الانفلات، بحسب ما نعتقد، لا يمكن أبداً تركيب دش للاستقبال إلا بإذن مع تحديد القنوات، والناس هنا يستخدمون الكيبل المرُاقب... وشكراً.