مسارات التنمية    محمية الإمام عبدالعزيز تشارك في معرض أسبوع البيئة    شيف يحول الأكلات العالمية إلى شعبية    %47 من الذكور تلقوا العلاج على نفقة وزارة الصحة    غزة.. النزف مستمر والمجاعة وشيكة    سيدات الأهلي يحصدن كأس بطولة السباحة    ميتروفيتش ومالكوم يشاركان في التدريبات    اكتمال جاهزية كانتي.. وبنزيما انتظار    شوبير: صلاح يقترب من الدوري السعودي    منجزات البلدية خلال الربع الأول بحاضرة الدمام    تعليق الدراسة اليوم الاثنين بالمدينة المنورة    أمير المدينة المنورة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب في دورته ال 12    ضبط أداء الموروث برخصة رسمية ورقابة دائمة    جامعة «نورة» تفتتح منافسات الدورة الرياضية لطالبات الجامعات الخليجية    وزير الإعلام يستقبل وزير العمل الأرميني    صحن طائر بسماء نيويورك    أول صورة للحطام الفضائي في العالم    أمير الرياض يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر    البنك السعودي الأول يصبح أول بنك في المملكة يحصل على شهادة الاعتماد في الابتكار    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    جائزة الأميرة صيتة تُعلن أسماء الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة    ذكاء اصطناعي يتنبأ بخصائص النبات    تطبيق علمي لعبارة أنا وأنت واحد    ما هي الأعراض الحمراء للقاتل الصامت    متلازمة الإغراق إحدى مضاعفات «جراحات المعدة»    أول عيادة لمكافحة سمنة الأطفال    إدارة تعليم جدة تقرر تحويل الدراسة "عن بعد" غداً    أسير فلسطيني يفوز بالبوكر عن «قناع بلون السماء»    «الخارجية»: المملكة تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوترات العسكرية شمال دارفور    عباس يحذر من التهجير: وضع غزة مؤسف    سمو أمير منطقة الباحة يستقبل مدير عام فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالمنطقة ويتسلم تقرير عن الحالة المطرية    الاتحاد ضد الهلال.. تاريخية "الزعيم" تهدد عنفوان "العميد"    الإجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي لرؤية ٢٠٣٠    قائد الجيش الأوكراني يحذر من الضغط على الخطوط الأمامية    "تاسي" يتراجع بأدنى تداولات منذ شهرين    معالي الرئيس العام يشارك في "المؤتمر الدولي لدور الجامعات في تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي"    ولي العهد وأمير الكويت يستعرضان أوجه العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين    ولي العهد يلتقي أمير الكويت ويستعرضان العلاقات الأخوية    وزير الخارجية ونظيره السويسري يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    مهرجان أفلام السعودية يطلق دورته العاشرة في "إثراء" مساء الخميس    ساعة أغنى رُكاب "تيتانيك" ب1.46 مليون دولار    صدور الموافقة السامية علي تكليف الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز التميم رئيساً لجامعة الأمير سطام    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس مجموعة mbc يقترح استبدال مؤسسات تنظم القطاعات الإعلامية وأنشطتها بوزارات الإعلام . الوليد البراهيم ل "الحياة" : الحكومات العربية أكثر قبولاً لحرية الرأي من المجتمع !
نشر في الحياة يوم 27 - 11 - 2007

كان الفضاء العربي حلم الشعراء يبحثون فيه عن قوافيهم وكان محطة للهموم بكل آهاتها وآلامها. ومع مطلع التسعينات الميلادية، بدأت القنوات الفضائية تعرف طريقها للفضاء العربي وكان لقنوات MBC شرف الريادة والبداية. بدأنا نعرف شاشات غير الشاشات المفروضة علينا حكومياً وبدأنا نتلمس طرقاً واتجاهات هنا وهناك.
بدا العالم إلينا اقرب وبدأت الثقافات تتصافح وتتصارع في إيصال محتواها لنا وبعد 16 سنة نحن الآن في مجموعة MBC ومع فارس الإعلام العربي الشيخ الوليد البراهيم الذي تنطق تفاصيله بالحيوية والمستقبل. هو وحده قناة فضائية يتنافس فيها كل شيء ومنها تنطلق كل القنوات تبحث عن هوية لها. الوليد البراهيم بسيط في كل شيء فجأة تجده بجوارك يطبطب عليك ويشد من أزرك لا يجلس في مكتبه كثيراً مكتبه الاستوديوهات والفضاء هما كل جديد يكره أن يسبقه إليهما احد، وكل موهبة لابد ان تمر من خلاله. هو ومجموعته صناع للإعلام العربي وبوابة لنا ليتعرف علينا العالم.
رحلة ال16 عاماً لم تكن سهلة على الشيخ الوليد إذ كانت مليئة بكل التفاعلات، وهاهي المجموعة تبلغ سن البلوغ وتستعد لسن الرشد وحينها سنشهد الانطلاقة الأكبر للمجموعة.
"الحياة"صافحت"أبا خالد"في مكتبه وبين أوراقه الإعلامية الكثيرة وخرجت بالحوار الآتي:
عندما فكرت في مشروع قناة mbc، كم شخصاً اتهمك بالجنون؟
- فكرة إنشاء أول محطة فضائية عربية خاصة، كانت فكرة وتجربة مبكرة في صناعة اعلامية لم تتبين اتجاهاتها بعد في ذلك الوقت. لكن المشروع كان يتميز بالإثارة والتحدي، لذا فإن الإقدام على خطوة كتلك في عام 1991 لم يكن بالأمر السهل.
فعلاً الكثيرون نصحوني بالابتعاد عن هذه الفكرة والتريّث قبل اتخاذ أيّ قرار، وكانت الكثير من الاسئلة تثار وتردّد حول المشروع: هل ستنتشر تكنولوجيا التلفزيون الفضائي بشكل كاف لينجح المشروع؟والحمدلله، على رغم الصعوبات والعقبات التي عانينا منها كوننا الروّاد عربياً في هذه الصناعة وفي هذا القطاع، إلا أننا تمكنّا من إطلاق الفكرة وتحويل الحلم إلى حقيقة ملموسة، ونجحنا في الوصول إلى مشارف العالميّة من خلال -
الإعلام المتخصص
لمن الغلبة في الفضاء الإعلام المتخصص أم الإعلام الشامل؟
- لكل نوع اهتماماته وجمهوره، لكن استرتيجيتنا واضحة نطورها بين وقت وآخر. وبالنسبة إلينا فإننا نتوجّه إلى فئة واسعة من الجمهور في العالم العربي، إذ نرى أن جمهور القنوات المتخصصة ما زال محدوداً. كما أن سوق الإعلان العربية لها مقاييسها الخاصة، لذا رسمنا رؤيتنا كمجموعة إعلامية في هذا الاتجاه. واخترنا أن نكون قناة ترفيهية عامة، لكنها متخصصة في اهتمام الجمهور طبقاً للفئة العمرية، والجنس والاهتمامات العامة بين الأخبار والترفيه لكل الناطقين باللغة العربية في العالم، وعلى مختلف المنصّات الإعلامية المتاحة.
وبالتالي ركّزنا بالدرجة الأولى على المحتوى الذي نقدمه بما يتوافق مع متطلبات المشاهدين في العالم العربي سواء أكان مبنيّاً على المعطيات الديموغرافيّة أو الجغرافيّة، أم إضافة الى الجدولة المدروسة بحسب نمط حياة الجمهور المعني.
كيف ترى استقلالية القنوات العربية فضائياً؟ وهل ترى التوسع في السماح للقنوات الفضائية الخاصة؟ وهل مازال هناك ميثاق شرف عربي للإعلام؟
- أصبحت سوق الإعلام مفتوحة أمام المستثمرين أكثر من أى وقت سابق، وبات من السهل على أيّة جهة استثمارية في قطاع الإعلام أن تطلق قناة فضائية بالحدّ الأدنى من المهارات التقنيّة أو حتى الإعلامية المحترفة. لكن هذه ليست البداية، بل نهاية أى مشروع إعلامي لا يرتكز بجدية مع المنافسة والمهنية ومعطيات السوق، لذا شهدنا غياباً سريعاً للكثير من المشاريع التي أنفقت فيها الملايين، من دون أن نعرف من يشاهدها ولماذا؟ وكيف استمرت بخسائر ماليّة كبيرة؟ وهذا جزء من ضريبة السوق الحرة لمن لا يدرك حقيقة ورسالة صناعة الإعلام.
أمّا بالنسبة إلى ميثاق الشرف، فعلى الأقل من ناحية المحتوى، نستطيع أن نعتمد على الجمهور لضمان الحد الأدنى من الجودة والنوعيّة. ولكل قناة ميثاق شرف مهني خاص بها يقبله أو يرفضه المشاهد. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لا إعلام مستقل من دون موارد مالية مستقلة وشفافة، ويبقى الإعلان أكثر وسائل تمويل الإعلام شفافية.
القنوات الحكومية.. فقيرة
وجود القنوات الحكومية هل يؤثر في صناعة الإعلام والتنافس فيه؟ وهل تؤيد إلغاء وزارات الإعلام؟
- في ظل التنافس القويّ الذي يشهده قطاع الإعلام في يومنا هذا، المهم في القناة ليس من يملكها، بل من يشاهدها. لا بأس من وجود القنوات الحكوميّة طالما أنّها تسهم في رفع المعايير وتقدم للمشاهد مجموعة أوسع من الخيارات، ولكن عندما تصبح هذه المحطّات عبئاً مالياً مدعوماً بشكل كامل من الدولة، فهذا يؤدّي إلى اختلال التوازن التنافسي، وهبوط المستوى العام للقطاع الإعلامي. أما مستقبل وزارات الإعلام فهو مستقبل إداري مستقر، لكن عليها أن تعمل على تخصيص الوسائل الإعلامية التابعة لها بشكل مباشر أو غير مباشر، والتخلي عن محاولة الإمساك بأجهزة الإعلام أو التضييق عليها.
والواقع يقول إن القطاع العام - الحكومي لا يمكن أن ينافس الخاص، أو أن يقود عمليات تشغيلية وإبداعية ضخمة، بل عليه أن يكون داعماً ومحفّزاً للقطاع الخاص من خلال تهيئة الأرضية المناسبة للعمل، وهو أمر يحدث في كل الصناعات الاقتصادية الكبرى عالمياً ومحلياً، فالقطاعات البنكية مثلاً نمت وتطورت ونجحت لأنها بقيت في منظومة القطاع الخاص وإدارته، وحتى التجربة مع مجالات جديدة في قطاعات الاتصالات والمعلومات نجحت بشكل فائق نتيجة لتخصيصها بالكامل، وهو ما يجب أن يشمل الإعلام أيضاً، أدرك أن تخصيص الإعلام في العالم العربي مهمة ليست سهلة، لكنها بمثابة مشوار طويل يجب الخوض فيه الآن، وهذا في نظرنا هو الاتجاه الطبيعي.
نحن ووزراء الإعلام
يشعر البعض بأنكم ملاك القنوات الفضائية أخطر من وزراء الإعلام... كيف ترى أنت الأمر؟
- لا أعتقد بواقعية السؤال، فهناك اختلافات كبيرة وجذرية اليوم بين الأرض والفضاء، لا يمكن أن نبخس وزارات الإعلام دورها في تنمية قطاع الإعلام في الوطن العربي. صحيح أن بعض وزارات الإعلام كان دورها الرئيسي يتمحور حول التكتّم على بعض الأخبار والمعلومات، لكنها استطاعت استيعاب حجم المتغيّرات والتطورات في الساحة الإعلامية عالمياً وعربياً. والآن وفي ظل الإعلام المفتوح والفضائيّات والإنترنت لم تعد الأمور كما كانت عليه. بالطبع، تتحمل وسائل الإعلام مسؤوليّة كبيرة بالحفاظ على الموضوعيّة والمهنيّة في نقل وطرح الخبر، كذلك على صعيد اختيار البرامج المناسبة والملائمة للقيم والتقاليد والبيئة العربيّة، مع مراعاة هذا التنوع في الخلفيات الاجتماعية والدينية. وباختصار، يبقى المحتوى هو الأساس.
هل أنت مع المنادين بالسماح للقنوات التي تبث باللغة العربية العائدة إلى حكومات غير عربية بالبث للمشاهد العربي؟ وهل نجحت في وضع قدم لها ومزاحمة نظيراتها القنوات العربية؟
- أنا شخصيّاً مع فكرة إتاحة مزيد من الخيارات للمشاهدين العرب. لم نشهد حتى الآن قناة آتية من الخارج استطاعت أن تفرض نفسها في السوق من خلال الحصول على رضا وولاء المشاهدين. وما زالت القنوات العربية هي الأكثر نجاحاً وتحقيقاً لمعدلات المشاهدة، وهو ما تظهره تجربة مجموعة mbc بكل قنواتها.
هل تعتقد أن المدن الإعلامية أوجدت للالتفاف على القوانين التي تسمح بإنشاء القنوات الفضائية؟ وهل تؤيد التوسع في انتشارها؟
- المدن الإعلاميّة نجحت في أداء وظيفة مهمّة ألا وهي تسهيل وتيسير الإجراءات لمختلف الشركات العاملة في القطاع الإعلامي، وإنشاء بيئة جيّدة تحفّز على الإبداع في الإنتاج واجتذاب الخبرات والمهارات المختلفة، بعيداً عن الروتين والبيروقراطية التي قد تعوق الكثير من الأفكار الجادة والجديدة.
شخصياً، أرحب بأي توسع في الممارسات القائمة على اقتصاديات السوق الحر.
البث المشفّر غير مجدي
أنت من المؤيدين للبث المفتوح وليس المشفر... هل أثبتت لك الأيام نجاح نظريتك هذه؟
- تلك كانت فلسفة تجربتنا من اليوم الأول، واعتقد أن تجربة قنوات مجموعة mbc المختلفة أثبتت أن نظام البث المفتوح غير المشفّر هو الأنجح والأكثر وصولاً إلى جمهور المشاهدين. ولكن لا نستطيع القول إن هذا هو الأسلوب الأمثل للجميع، ولكنه نجح بالنسبة إلينا. على الأقل لأننا من الأساس أردنا التوجه نحو العامّة وأكبر شريحة ممكنة من الجمهور العربي. وهي استراتيجية قامت على الاستثمار الطويل وبدأت تحقق نجاحاتها.
هل هناك مشروع فكري يشكل الإطار العام لقنوات mbc؟
- نحن دائماً منفتحون على أية أفكار جديدة من شأنها إثراء المشاهد العربي في المجالات المختلفة، إلا أننا في النهاية مجموعة تقوم على أسس ومعايير تجارية تواكب فلسفة قوى السوق، ونتطلع إلى تحقيق معادلة المحتوى الجيد والمميز والعائد الملائم وفق أعلى المعايير الفنية والمهنية اللازمة.
خلال أكثر من 15 سنة ما الذي تغير في بوصلة المجتمع السعودي تجاهكم؟
- نحن فخورون جداً بولاء ومساندة جمهور مشاهدينا في السعوديّة، الذين تابعونا خلال ال 16 سنة الماضية. وتمتاز علاقتنا اليوم بأنها أكثر تنوعاً وقرباً إلى المشاهد السعودي، نحن على اتصال بكل الفئات العمرية في المجتمع من خلال تنوّع باقة قنواتنا في السعودية ? كما في العالم العربي.
كما أننا قريبون إلى التنفيذيين وصانعي القرار عبر قناة "العربية" وتغطيتها الإخبارية والاقتصادية الشاملة، واقرب إلى الأسرة من خلال قناة mbc1، وإلى الشباب من خلال MBC Action، وإلى المرأة من خلال mbc4، وللجميع من خلال mbc2- القناة الوحيدة في العالم العربي التي تبث الأفلام الأجنبية على مدار الساعة- وأقرب أيضاً إلى الصغار من خلال mbc3، كما أن لدينا باقة متكاملة من البرامج المنوعة في كل قناة على حدة، من المحتوى الإخباري إلى الترفيه، والتسلية، والمنوعات، وبرامج الأسرة، والدراما والكوميديا، وبرامج تلفزيون الواقع، والمسابقات، والألعاب وغيرها. وستجدنا في كل مكان الأقرب إلى الأسرة، وإلى المشاهد السعودي، متفوّقين على منافسينا بمراحل عدة. فاتجاه بوصلتنا هو أن نكون الأقرب دائماً للمشاهد.
نحن والمجتمع المدني
هل من الممكن أن تتحول المجموعة الإعلامية الخاصة بكم إلى مؤسسة مجتمع مدني؟
- لا شك في أن الإعلام ? خصوصاً الإعلام المرئي ? في يومنا هذا يلعب دوراً حيويّاً كعنصر فعّال في دعم فكرة المجتمع المدني من خلال طرحه للقضايا المختلفة، وتسليط الضوء على وجهات النظر المتباينة. إلا أننا في النهاية مجموعة إعلامية لها قنواتها ووسائلها الإعلامية ومشاريعها القائمة على معايير السوق.
هل أسهمت القنوات الفضائية العربية في حماية الهوية العربية؟ وهل تحرض على ممارسة أفكار تتماشى مع المتغيرات حولنا كالحرية والديموقراطية؟
- أولاً، دعني اختلف مع مفردات سؤالك، الإعلام لا يمارس التحريض في أي اتجاه، بل ينقل ويتفاعل مع الواقع. وواقع الإعلام اليوم هو واقع فضائي عالمي، وعلى رغم ذلك فإننا نحرص على أن نعكس صورة المجتمع والبيئة التي نمثلها والقضايا التي تخصّه، على أن نضع في الاعتبار التنوّع داخل المجتمع العربي الكبير، ومن دون شك فإن ما يعرض على الشاشات العربيّة اليوم يعبّر عن الكثير من القضايا في المجتمع العربي.
المشاهد السعودي يهمنا
المشاهد السعودي هل هو رقم واحد في حساباتكم أم أن هناك حسابات أهم؟
- لا أحد ينكر أهميّة المشاهد السعودي في سوق الإعلان في الشرق الأوسط، وقيمة وعيه وتفاعله الكبير مع الكثير من الأعمال، التي نقدمها ونعرضها في قنوات مجموعتنا. وشخصياً أرى في المقابل أنه لا يمكن أن نتجاهل حقيقة أن أكثر من 85 مليون مشاهد عربي يطالعون قنواتنا المختلفة كل يوم، وهذه مسؤوليّة كبيرة نتوقف عندها قبل اتخاذ أيّ قرار.
هل تمنح قنواتكم شهادة مرور لكل بيت عربي أم تشترط مراقبة معينة؟
- نحرص على التقيد بمجموعة من المعايير الإعلاميّة، بحيث يتناسب ما نعرضه على شاشاتنا المختلفة مع القيم والتقاليد التي نجدها في مجتمعنا العربي. لكن مع ذلك، هناك مسؤوليّة موازية تقع على عاتق الأهل بوجه الخصوص، تتمثّل في مراقبة ما يتابعه أبناؤهم على الشاشة وأوقات مشاهدة البرامج المختلفة، بحيث تتناسب مع أعمارهم، علماً بأن قنوات mbc كافة تحظى برضا الأهل وثقتهم، لناحية السماح لهم بل وتشجيعهم على مشاهدة قنواتنا.
أنت تشرف على 6 محطات تلفزيونية وإذاعتين F.M أيها أكثر ضجيجاً وصخباً؟ وأيها أكثر سلاسة؟ وأيها تطاوله عينك الحمراء أكثر؟ ومن هي أم العيال فيها؟ وهل سنصل للقناة العاشرة قريباً؟
- أعتقد أنه من غير المفاجئ أن أقول لك ان قناة mbc1 هي التي تستحوذ على أكبر قدر من اهتمامي الشخصي، هذا لما تتطلبه من عناية خاصة، ولكونها أولى قنوات المجموعة والأقرب عاطفياً. ثم هناك قناة العربيّة التي لا بد من متابعة عملها عن كثب لأهميّة المواضيع والقضايا التي تطرحها. ولكن مع هذا، فإنني أعتمد على فريق عمل مهني، يتمتع بمهارات وكفاءات عالية. ويبلغ عدد موظفي المجموعة نحو 1500 موظف، كما تضم نخبة من القيادات الإعلامية والإدارية والمبدعين، وأعتقد أن التركيز على الخطط الاسترتيجية والقرارات الرئيسية هو الأهم بعد أن أصبحت المجموعة أكثر احترافية ومهنية إدارياً وإعلامياً. وفي الواقع، نحن ندرس عدداً من الأفكار لقنوات إعلامية إضافية، سترى النور في الوقت المناسب.
لماذا ترفض قنوات الأغاني؟ هل تراها عبثاً؟
- ليس رفضاً، لكن كما ذكرت آنفاً، فإن قراراتنا قائمة على دراسة المحتوى، والسوق، وقيمة الفرصة المتاحة، لذا قمنا أخيراً بإطلاق قناة "وناسة" مع الفنّان راشد الماجد، الذي طلب منّا إدارة الجوانب الفنيّة والإداريّة للقناة، وبدأت القناة بالفعل في النمو السريع، وجذب جمهور لا بأس به من الشباب والشابّات في شتى أنحاء العالم العربي.
القنوات الشعبية.. مؤقتة ولا تهمنا
كيف تقرأ القنوات المهتمة بالشعر الشعبي أو المختصة بالإبل؟
- تلك مشاريع لا تقع في نطاق استراتيجيتنا، اعتقد أنها مشاريع موقتة. وهي تهم فئة صغيرة ومحدّدة من المثقفين أو المفكرين أو الشعراء.
لماذا لا نرى في القناة برنامجاً مخصصاً للموروث الشعبي؟ هل هناك موقف معين تجاه المبدأ؟
- الموروث الشعبي يعنى التركيز على جمهور محلي محدود، هو الآخر ليس جزءاً من استراتيجية المجموعة الطموحة.
الحضور السعودي أشخاصاً ومواضيع في القناة ما زال أقل من المأمول، أين الخلل؟
- على العكس، أكثر الانتقادات التي نتعرض إليها تأتي من كوننا نعالج ونتحدّث عن مواضيع تتعلق بالمجتمع السعودي، وبالطبع المشاركون في طرحها ومعالجتها درامياً، أو التعليق عليها سعوديون بلا شك. وذلك لأن الشأن السعودي يحتل مكانة مهمّة ومتزايدة، ولكن يجب أن نتذكّر أننا نتوجّه إلى العالم العربي أيضاً.
مكاتبكم داخل المملكة... إلى أي مدى أنت راض عنها لأن البعض يرى أنها نقطة ضعف واضحة في القناة ولا تقدم ما يليق بالمجتمع والإنسان السعودي؟
- مكاتب مجموعتنا موجودة في السعودية منذ اليوم الأول، إما بشكل مباشر أو من خلال شركات شقيقة، وخلال السنوات الماضية شهدت المجموعة توسعات كبيرة في عملياتها في السعودية. وبعد إطلاق قناة "العربية" زادت عملياتها في السعودية بشكل لافت. وتكريساً لهذا التوجه، وقبل أقل من عام، تم تعيين صحافي ومهني قدير هو الزميل داوود الشريان مديراً للمجموعة في السعودية، وذلك ضمن اتجاهنا الاستراتيجي لتطوير مكاتبنا وحضورنا بشكل أكبر، وهو ما سيكون بارزاً خلال الفترة المقبلة.
لا أحد يكسب مثلنا
هل أنتم الأفضل مالياً للعاملين معكم؟
- نحن نفتخر كمجموعة بقدرتنا على استقطاب أهم وأبرز المواهب الإعلاميّة العربية سواء كانت ذات خبرة سابقة أو تلك التي ما تزال في ربيع نشأتها. وهذا يعود لعدد من الأسباب، منها بيئة العمل المميّزة التي نوفرها، وفرصة العمل مع فريق من أفضل المهنيّين في المنطقة، إضافة إلى الرواتب المنافسة لغيرها في السوق. المنافسة محتدمة في فضاء الإعلام العربي، لكن مجموعة mbc تتمتع بأعلى درجة من الاستقرار المهني لمن يعملون فيها، وكل من غادرها لسبب أو لآخر عاد مرة أخرى.
مرت عليكم في ما مضى فترات صعبة مالياً، كيف تجاوزتموها؟
- مثل أي مشروع آخر، كان لا بد من أن نمر ببعض الصعوبات والتحديات، وأن تقع بعض الأخطاء، لكننا تجاوزنا ذلك كله، والنتيجة الآن أننا أصبحنا مجموعة إعلامية عربية محترفة في جوانبها الإعلامية والإدارية. وأستطيع أن أجزم بأننا اليوم واحدة من المؤسسات الاعلامية القليلة جداً التي تتمتع بربحية في العالم العربي.
هل هناك خطة لدعم الدراما السعودية في قنواتكم؟
- لقد أثبتت نسب المشاهدة شعبيّة الأعمال السعوديّة عند المشاهدين داخل وخارج المملكة، وسواء قمنا بإنتاج العمل أو حصلنا عليه من شركة إنتاج خارجيّة، فإن فرصة العرض على قناة mbc بحد ذاتها توفر لأي عمل فرصة ثمينة ودفعة قويّة للوصول إلى الفئة الأكبر من الجمهور. وتجربتنا في العمل الدرامي ليست جديدة، إلا أننا أخيراً قمنا بإعادة تنظيمها من خلال إنشاء شركة إنتاج فني تُعنى بالأعمال الدرامية والإنتاج، ويشرف عليها عدد مميز من أصحاب الخبرات الفنية والإنتاجية، ويعمل معهم أهم وأبرز الأسماء في مجال الإنتاج في العالم العربي.
"للخطايا ثمن"سنعرضه قريباً
كيف تلقيت خبر تخريب مكاتب المحطة في الكويت والسبب مسلسل؟ ما هي هذه الثقافة التي أصبحت حاضرة معكم أخيراً؟ وهل اتخذتم تدابير مناسبة لتلافي وقوع مثل ذلك؟ ثم لماذا تتعرضون لهذه الحدة في النقد؟
- لا يمكن تعميم ما حدث على الكويت وشعبها الذي اعتاد على حرية الطرح الإعلامي. أعتقد أن الأعمال الدرامية في العالم العربي تمر بمرحلة مهمة وجريئة في العرض والتقديم والمعالجة، ووصولها إلى مناطق نقاش جديدة يجعل بعض الأعمال تكون مثاراً للجدل، جدل يأخذه البعض ذريعة للتطرّف في التعبير عن مواقف مسبقة ضد وسيلة إعلامية أو أشخاص، وهي سابقة خطيرة، لكننا نثق بأنها لن تتكرر في ظل ارتفاع الوعي العربي، الذي سيجد في رفع سقف حرية المعالجة واقعاً لابد من التعايش معه. الطريف أن بعض مجتمعاتنا العربية تكون فيها الحكومات أكثر قبولاً لحرية الرأي من المجتمع، خصوصاً حين يكون الحديث عن الجانب الاجتماعي أو نقده.
بالنسبة إلى ما حدث في رمضان مع المسلسل الكويتي للخطايا ثمن، فلم يكن مناسباً عرضه في رمضان، والعمل لم يكن منجزاً بالكامل حينها، لكن المسلسل خاضع للرقابة الذاتية داخلياً، وستشاهدونه قريباً على شاشة ال ام بي سي.
ما مدى رضاك عن"طاش ما طاش"؟ وهل ترون هذا العام أن النصوص كانت أكثر جرأة؟ وهل كانت هناك حلقات ممنوعة؟
- أظهرت الدراسات المستقلة لنسب المشاهدة، أن برنامج"طاش ما طاش"حقق أرقاماً قياسية، وخلال هذا العام لم نمنع أية حلقة، ففريق"طاش"لديه حرية كبيرة في اختيار النصوص والمواضيع التى يراها مناسبة، ونحن نوفر لهم أجواء من الحركة والتنفيذ والإبداع، وسنستمر في ذلك. ولم يعد"طاش"عملاً سعودياً محليّاً بل ظاهرة اجتماعية تلفزيونية، وله جمهور يترقبه سنوياً بشكل يجعلنا نقول إنه لم يسبق لأي عمل سعودي محلي في تاريخ الدراما السعودية وحتى الخليجية أن حقق هذا الحجم من الانتشار.
المنافسة في ال"إف إم"
كيف ستعملون مع دخول منافسين جدد في سوق"الإف إم"في السعودية؟
- نحن نستعد بشكل جاد للمنافسة المقبلة، السوق المحلي سيتغير، لكننا أيضاً نعمل على توفير خبراتنا الماضية لمن يرغب في إنشاء قناة إذاعية محلية في المستقبل، وسنقدم خبرتنا وشراكتنا لمن يرغب في الدخول في هذا المجال، فنحن نملك الخبرة والبنية التحتية والتقنية والتدريب.
البث على الإنترنت وعلى الموبايل، ما مدى انتشاركم من خلالهما؟
- نؤمن انطلاقاً من استراتيجيتنا الراسخة بأهمية مواكبة تقنيات الاتصالات والمعلومات المتطورة، كما نؤمن بضرورة إتاحة محتوى المجموعة على المنصّات الالكترونية والرقمية المختلفة. ويصب هذا الموضوع في صلب تصوّراتنا الحالية والمستقبلية، ولن نتوقف أبداً عند اختبار الوسائل الجديدة ومعرفة اتجاهاتها المقبلة والاستثمار في المحتوى بشكل مستمر.
لا بد من توسيع المحتوى المعروض ليواكب التقدم التكنولوجي السريع الذي نشهده، فقد أصبح المستهلك العربي يطالبك بالمزيد من الخدمات التفاعليّة التي تمكّنه من متابعة ما يهمّه من المعروض على الشاشة من خلال الوسائل الأخرى. وتتنامى حاليّاً الخدمات التفاعليّة المختلفة التي تقدمها mbc لكي تتجاوز مجرد وصفها بأنها خدمات جانبيّة أو مرافقة، فمع استمرار التقدم التقني سنراها تحتل مركزاً مماثلاً لشاشات التلفزيون على المدى القريب. وقد أسست mbc إدارة الإعلام الجديد، وهو ما يعكس التزامنا نحو الجيل التالي من المشاهدين.
ألا تفكرون بمجلة لرصد إنجازاتكم والتعريف بأعمالكم وأبطالكم؟
- نعم، نحن نعمل على مشروع في هذا الاتجاه، سنعلن عنه قريباً لكل مشاهدينا.
150مليون عربي، كم نصيبكم منهم؟
- بكل فخر يمكننا القول إن كل مشاهد عربي لديه جهاز التقاط للقنوات الفضائية سيجدنا ضمن باقة خياراته، مهما كان موقعه الجغرافي، بل سيجد محتوى متنوّع لابد أن يحظى باهتمامه، ويتوقف عنده، ويصبح جزءاً من اهتمامه اليومي، وهذا ما يحدث دائماً مع مشاهدينا. وبوجه عام، فإن حوالى 40 في المئة من إجمالي الجمهور العربي يشاهدون قنوات mbc.
برامجكم الإسلامية مميزة والكل يشهد لها، ألا تفكرون في قناة متخصصة؟
- شكراً لك، وهذا من الأمور التي تسعدنا ونسمعها من مشاهدين في أكثر من بلد عربي ونحمد الله عليها، إلا أن القنوات المتخصصة في موضوع محتواها ليست ضمن استراتيجيتنا على الأقل في الوقت الحالي. لكنها فكرة تستحق البحث والدراسة المتأنية لتقديم شيء مختلف عما هو متوافر الآن.
لو عرض عليك منصب وزير الإعلام هل ستقبل؟ وما هو أول قرار ستتخذه؟
- اقتراحي لولي الأمر سيكون، إلغاء الوزارة واستبدالها بمؤسسة تنظم القطاعات الاعلامية وأنشطتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.