أعلنت جامعة الملك عبدالعزيز أمس عن عزمها استضافة لقاء علمي وحلقة نقاش عن"استخدام الوقود الثقيل في محطات تحلية المياه المالحة وإنتاج الطاقة، وتأثيراته البيئية والصحية والاقتصادية"، برعاية مدير الجامعة الدكتور أسامة بن صادق طيب. وتنظم الجمعية السعودية للعلوم البيئية اللقاء الذي يتضمن طرح أوراق عمل مقدمة من عدد من الاختصاصيين في جامعة الملك عبدالعزيز، وغيرها من الجهات ذات العلاقة، إلى جانب تنظيم حلقة للنقاش ومعرض مصاحب، وذلك يوم الأحد الموافق 17 شعبان المقبل، في قاعة الاحتفالات ومركز المؤتمرات في الجامعة. وأوضح وكيل كلية الهندسة للدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة عضو مجلس الإدارة والمسؤول الإعلامي للجمعية الدكتور عبدالله بن مصفى مهرجي أن الجمعية دعت كلاًّ من: الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وشركة أرامكو السعودية، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وشركة الكهرباء، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، للمشاركة في فعاليات اللقاء وحلقة النقاش. ولفت الدكتور مهرجي إلى أن الجمعية تحظى بدعم كبير من إدارة الجامعة، وتسعى إلى نشر الوعي البيئي، وتعزيز الدراسات والأبحاث في هذا المجال، مشيراً إلى أنها تلقى تعاوناً جيداً من الجهات ذات الاهتمام المشترك بالقضايا والموضوعات البيئية. يشار إلى أن"الوقود الثقيل"هو ما يتبقى من الزيت الخام بعد تكريره، واستخلاص المركبات الخفيفة منه، مثل: الديزل، والكيروسين، ووقود الطائرات. ونتيجة لهذه العمليات يزداد تركيز نسبة الشوائب فيه، مثل: الحديد والمغنيسيوم والنيكل والزنك والرصاص، وبعض العناصر الأخرى، مثل: الكبريت والكلور، ولذلك فإن استخدامه كوقود يحتاج إلى معالجة عالية جداً وإلا فإن حرقه يتسبب في نشوء عوادم مكونة من دخان ورذاذ طائر وسام أحياناً، وخصوصاً عندما تكون عملية الاحتراق غير مكتملة. وكان عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم البيئية الدكتور أسعد أبو رزيزة تطرق في بحث علمي إلى خطر الوقود الثقيل ومشتقاته، واقترح أهم الوسائل العلمية للتخلص منه. وأشار أبو رزيزة إلى أنه ثبت علمياً وجود علاقة بين تلوث الهواء بالرماد، وزيادة نسبة الوفاة، وارتفاع معدل الإصابة بالأمراض الصدرية والتنفسية والذبحة الصدرية، ويتعدى ذلك التأثير من تلوث الهواء بالرماد المتطاير إلى الأشجار، وتغير لونها إلى الاصفرار، وتغير دهانات المنازل وتآكل المنشآت المعدنية. وتستخدم كل من محطة تحلية المياه المالحة في جدة، ومصفاة جدة، ومحطة الكهرباء في جدة، ومحطة رابغ البخارية الواقعة إلى شمال محافظة جدة"تستهلك هذه المحطة وحدها 3.6 بليون لتر من الوقود الثقيل سنوياً"، ومحطة الشعيبة الواقعة إلى جنوبها هذا الوقود، علاوة على استخدامه في مصانع الأسمنت، ما يتسبب في إحداث أضرار بيئية وصحية عدة في المحافظة، أبرزها التسبب في الإصابة بأمراض الالتهاب الرئوي والسرطان. ونبه أبو رزيزة في بحثه المنشور في مجلة البيئة والتنمية في عددها الثاني للعام 2004، والصادرة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى أن استخدام هذا الوقود يتسبب في ظهور السحب الملوثة بالمخرجات السامة من هذه المحطات، والتي أخطر ما فيها الشوائب والمواد والغازات السامة، مثل: ثاني أوكسيد الكبريت وأول وثاني أوكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين وغيرها من المواد. ولفت إلى وجود حلول عدة لمعالجة هذا الوضع، إلا أنها تحتاج إلى قرارات مكلفة اقتصادية، إذ أن معالجة عوادم المصانع الكبيرة ذات التقنية القديمة ليست بالصعوبة أو المستحيلة، لأن تطور الصناعة وارتباطها بالضوابط البيئية العالمية دفع الباحثين والمصنعين لإيجاد الحلول المناسبة لها، وهي حلول تتطور كل عام بما فيها الحلول الخاصة بمعالجة الأدخنة المتولدة من الصناعات، والتي اكتشفت منذ أكثر من 20 عاماً، والتزمت بها العديد من الصناعات في الدول المتقدمة، فيما تجاهلتها بعض الصناعات السعودية الكبيرة. واقترح في هذا الشأن إلزام محطة التحلية، ومصفاة البترول، ومحطة الكهرباء في جدة ومحطة كهرباء رابغ، ومحطة الشعيبة، بتركيب مرسبات حديثة عالية التقنية على جميع المداخن، وجمع الرماد المتطاير، ثم التخلص منه بطريقة علمية آمنة وإعادة تصنيعه في استخدامات أخرى. كما اقترح حلاً على المدى المتوسط، يقضي بتحويل جميع المصانع الكبيرة من مصانع مولدة للطاقة باستخدام الوقود الثقيل إلى توليدها باستخدام الغاز.