مع حلول الإجازة الصيفية، ترفع المشاغل النسائية المتخصصة بالتجميل الأسعار، وتشتد المنافسة بينها على جذب الزبونات، ومع ذلك تكثر الشكوى من المستحضرات التي تستخدمها بعيداً من الرقابة الصحية والبلدية. ويصل سعر عمل ماكياج عادي في الوجه إلى حوالى 100 ريال، لكنه يتضاعف عند حلول الصيف تزامناً مع مواسم الأعراس. وترى دلال السيف أن أكثر المشاغل في مدينة حائل"تفتقر إلى الشفافية في التعامل مع الزبونة، فبعضها يعد خلطات ويبيعها بأسعار باهظة من دون الأخذ في الاعتبار اختلاف نوعية البشرة والشعر من سيدة إلى أخرى، ما يؤدي إلى مشكلات صحية عدة، أخطرها الإصابة بسرطان الجلد والتعجيل بالشيخوخة". حنان الساير تشتكي من شدة الازدحام على المشاغل خصوصاً في الصيف، وتقول:"أنتظر أحياناً لأكثر من ثماني ساعات حتى يحل دوري". وتضيف:"راتب متخصصة التجميل لا يتجاوز ألف ريال، إلا أن مالك المشغل يطلب منها ومن زميلاتها مبلغاً كبيراً فيلجأن إلى استقبال أعداد كبيرة من الزبونات من دون أن يوفرن ضمانات سلامتهن، ويعتمدن على فتيات لا يحملن شهادات صحية تؤهلهن لاستخدام المستحضرات الطبية". وتؤكد مشاعل الشايع أنها اشترت خلطة لتفتيح البشرة قيمتها 500 ريال فتسببت في إصابتها بالتهاب حاد في بشرتها، ما اضطرها إلى ملازمة منزلها لفترة طويلة وتكبد مبالغ كبيرة للعلاج. ومن جانبها، ترى سهام المشاري أن انعدام رقابة الجهات المختصة يشجع تلك المشاغل على التحايل والتلاعب بالأسعار وتسهيل الغش التجاري. وتقول:"لا يوجد التزام بالمعايير الصحية المفترض توافرها في المشاغل النسائية"، وتؤكد أنها اكتشفت بمحض الصدفة أن بعض تلك المشاغل تبيع مستحضرات رديئة داخل عبوات تحمل العلامات التجارية لماركات شهيرة في مقابل 20 ريالاً للعبوة الواحدة التي يفترض ألا يقل ثمنها عن 200 ريال. وتضيف أن بعض العاملات في المشاغل يقمن بعمل خلطات خاصة بالشعر أو علاج بعض مشكلات الوجه من غير دراية صحية، ما يؤدي إلى مضاعفات يبقى أثرها لفترات طويلة. وتذكر منال الجميل أن العديد من المشاغل النسائية تخلو من معقمات أدوات التجميل وقص وتمشيط الشعر، وتقول إن المشط نفسه تستخدمه أكثر من زبونة من دون تعقيمه أو غسله. أما أم عزام فتروي قصة حدثت لها حينما ذهبت إلى مشغل لصبغ شعرها فقامت العاملة بوضع كمية كبيرة من منشط اللون مع حك فروة الرأس بالأصابع وتعريض شعرها للحرارة، ما أدى إلى إصابتها بالتهاب حاد وتساقط كثيف في الشعر. وتضيف أن الأمر انتهى بإصابتها بالصلع في زوايا مقدمة الرأس ما اضطرها للخضوع لجلسات حقن بالإبر وعلاج دام شهوراً حتى نما الشعر من جديد. ويرجع الأطباء والمختصون في التجميل معظم المشكلات التي تواجهها النساء في الوجه والشعر إلى مستحضرات الماكياج والتجميل رخيصة الثمن رديئة الصنع. وتؤكد اختصاصية الأمراض الجلدية في مجمع الخليج الطبي في حائل الدكتورة ريم الجندي أن عدد المترددات على العيادة للعلاج من أمراض ناتجة من الذهاب للمشاغل يتراوح بين ست وسبع حالات شهرياً. وترجع الدكتورة ريم ذلك إلى إهمال المشاغل لعملية التعقيم وافتقار بعض العاملات للخبرة، وتنصح السيدات بعدم إجراء تنظيف للبشرة بالمشغل، لأن هذه العملية يجب أن تتم بإشراف طبي، كما تنصح بعدم شراء أي خلطات من المشاغل. من جهتها، تنفي سيدة أعمال تملك مجموعة مشاغل نسائية في حائل، وجود إهمال، وتطالب بإتاحة فرص وظيفية للفتاة السعودية في هذا المجال. وتقول :"نهتم بالجوانب الصحية وما يخص تعقيم الأدوات، وهناك تركيز على وجود توافق كبير بين ما نقوم به وبين الجوانب الصحية، لأن هذا هو الأهم"، وتضيف:"لا شك أن سوق العمل بالمشاغل النسائية في السعودية تتطور بشكل سريع، وهناك حاجة لتأهيل الفتاة السعودية في المجالات الفنية والمهنية، ومنها التجميل والماكياج وتصميم الأزياء وإدارة المشاغل النسائية، بعدما أثبتت جدارتها في العمل والإنتاج". وتؤكد ترحيبها بفكرة توظيف الفتيات المؤهلات في مشاغلها، مشيرة إلى استعدادها لتحقيق السعودة بنسبة 100 في المئة، شريطة توافر المتخصصات الجيدات من السعوديات.