ارتبط اسم العمارة الزرقاء التي بنيت في حي الكندرة قبل أكثر من 26 عاماً، وتحديداً في 1979م بالمناسبات ومحافل الأعراس، وأصبحت معلماً مهماً من معالم مدينة جدة، إذ يقصدها الكثير من الزوار الراغبين في التسوق والتبضع لمراسم الأفراح والأعراس. ويقول مدير مركز الشرق التجاري"العمارة الزرقاء"محمد محفوظ سالم عشميل"أسس البناية ثلاثة شركاء، هم: محفوظ سالم عشميل، وسالم بن علوي العطاس، ومرعي بن عمر بن طالب، الذين كانوا شركاءً منذ أكثر من 50 عاماً في مكتب عقار في باب شريف، وجمعوا من هذا المكتب مبلغاً من المال اشتروا به أرضاً تبلغ مساحتها 2400 متر مربع تقريباً، واقترحوا إنشاء مركز تجاري عليها". وأضاف عشميل أن الشركاء الثلاثة أنجزوا رحلات عدة داخل السعودية وخارجها بحثاً عن التصميم الأفضل لمركزهم التجاري الجديد، وكانت إيطاليا أكثر الجهات زيارة لتميزها بالفن المعماري، وهناك اتفقوا مع أحد المهندسين المعماريين الايطاليين للإشراف على بناء العمارة وهو البروفسور"شيبوتي". وأشار إلى أن العمارة بنيت وفق تصاميم حديثة جعلت منها في وقتها تحفة عمرانية فريدة في محافظة جدة، وكانت هي المركز الوحيد في المنطقة التي بني فيها، كما تعتبر العمارة الزرقاء النواة الحقيقية والفعلية لسوق الكندرة وما حولها. وأوضح عشميل أن قرار الملك خالد بن عبدالعزيز إنشاء مشروع لجسر الستين شجع الشركاء الثلاثة على بناء العمارة في أرضهم المجاورة له. وقال:"كان تأجير محال البناية يجري في السابق من طريق المزاد العلني، إلى أن وصل سعر الإيجار إلى 80 ألف ريال سنوياً لمحل لا تتجاوز مساحته الأربعة أمتار، ويصل سعر التقبيل الآن في العمارة إلى أكثر من ربع مليون ريال". أما بالنسبة إلى اسم البناية وهو"العمارة الزرقاء"فاكتسبها من خلال لون العمارة الأزرق التي كانت مبنية من بلاط و"خردة"زرقاء اللون جلبت من إيطاليا، وكانت أول عمارة زرقاء اللون في مدينة جدة وبنيت تحت إشراف فريق هندسي إيطالي. وأكد عشميل أن الشراكة في ملكية العمارة مازالت قائمة بين الشركاء الثلاثة الذين مازالوا على قيد الحياة إلى الآن، ويقول"هذه الشراكة سر بركة العمارة، إذ أنه على رغم أن لكل واحد منهم نشاطاً تجارياً مستقلاً إلا أن العمارة الزرقاء لا تزال هي الرابط بينهم". أما بالنسبة إلى أنشطة البناية التجارية، فهي متنوعة ما بين مشاغل خياطة ومراكز أزياء وسهرة ولوازم أفراح وأقمشة نسائية وإكسسوارات وعطور، كما يوجد طابق جديد سيدشن قريباً مخصص لمطاعم الوجبات السريعة. وتتكون البناية من مواقف للسيارات تعلوها سبعة طوابق، ويختص الطابق الأرضي بالأقمشة النسائية والإكسسوارات والعطور ويضم 70 محلاً، أما الطابق الأول فيضم 80 مشغلاً نسائياً ومعرضاً للأزياء، أما بالنسبة إلى الدور الثاني فهو طابق عالم الأفراح، إذ أن جميع محاله مختصة بتفصيل وتجهيز فساتين الأعراس والحفلات وجميع مستلزماتها، ومن هذا الدور اكتسبت السوق اسم سوق الحب. أما الدور الثالث فهو مخصص حالياً للوجبات السريعة، إضافة إلى بقية الخدمات من مصلى خاص بالنساء والرجال ودورات المياه وأماكن مخصصة لقياس الملابس، أما الدوران الرابع والخامس فهما مخصصان لفندق السعادة الموجود في البناية نفسها، وافتتح في عام 1989، وتعود ملكيته إلى الشركاء الثلاثة، ويحوي كل طابق منها 40 غرفة وجناح بإجمالي 120 غرفة وجناح يتسع ل 335 شخصاً. وعن أبرز الشخصيات التي زارت المركز يؤكد عشميل أن المركز استقبل العديد من الشخصيات البارزة إلا أن آخر شخصية زارته كانت نائبة رئيسة الوزراء البنغلاديشية.