نفثات ... !

لك في الهزيع مناحة و"بواكي"
وصدى ينوس مسامع الأفلاك
شرفات امسك لم تزل مهجورة
كاللهو بين ضراعة النساك
تبدو كأشباح المساء كئيبة
وتموج في محلولك حلاك
قدر تنزل بالملاحن من دمي
ورمى حبال البين فوق شباكي
حبك الأسى شركاً بصوت ربابتي
فانا المُرن بشدوها والحاكي
وأضاعني نغماً تنوح ظلاله
كالذكريات على الغريب الشاكي
وهو يرف على الربوع"سحائبا"
ويهل من شرف الغمام الباكي
أنا يا ربوع الحي رجع صبابة
دفق الفراق بدمعها السفاك
قلق بكف الريح تحت وسائدي
حرق من الآهات في مثواك
سأضيع في عينك جمر مدامع
وأذوب كالمجنون في ليلاك
للحي... للرقصات في اعياده
للدرب... للخطوات في مغناك
أبكي فيسترق المساء صبابتي
ويفيض بالأشجان من ذكراك
وأنوح كالمغدور في خلواته
يشكو حنين الغادر الفتاك
أنا يا ربوع الحي ليل مواجعي
ارق تكب رماده عيناك
السوسنات البيض احرقها الدجى
والعمر جف شبابه يهواك
والأمنيات كواكب مسحورة
والذكريات حوافر بخطاك
سكن النوى حلماً بليل مدامعي
فمتى يشف الحلم عن رؤياك
تتلاحق النفثات بين جوانحي
قلقاً، ويهدر سيلها بدراك
عيناي أذبلها السراب وخافقي
عطش كزئبقة على الاشواك
نفثت مزامير الهوى ذكراك
وسرت كنار الحي في مسراك
تحمر من غصص الفراق"لواعجا"
وتسعر الأشواق من لقياك
أو أن أشرعتي يرق نسيمها
أو يلمح الترحال برق دجاك
لسريت منتحباً إليك وقادني
شوق يعانق دربه بثراك