قلت إنك بعد الأربعين لن تتابع الرياضة وما زلت تتابع...؟ - لن تكون الرياضة من أولى اهتماماتي، أنا لست ضد الرياضة، أنا أمارس الرياضة وأتابعها باستمرار، لكنها ليست كما كانت بالنسبة إلي في السابق، فعندما تذكر اهتمامات محمد الدويش الآن لن تكون الرياضة في قائمة اهتماماتي، والرياضة أنا أقصد بها التشجيع وليس الممارسة، لأنني أمارس الرياضة ولله الحمد. وماذا عن التشجيع؟ - التشجيع هو ما أقول إن له سناً، فأنا منذ فترة لم أعد أحضر إلى الملاعب، وحتى لو كانت المباراة منقولة تلفزيونياً ولدي عمل آخر أذهب لأنجزه على حساب المباراة فلا أراها، بينما في السابق كان جدولي اليومي يترتب بناء على المباراة حتى أشاهدها. تركت تشجيع الأندية؟ - لم أعد أتابع كرة القدم كمشجع. دعني أكن أكثر وضوحاً؟ فالجميع يعرف أنك تشجع نادي النصر؟ هل تركت تشجيع النصر؟ - لا لم أترك النصر، فما زلت أحبه، لكنني لست متحمساً له كما كنت، فلا أغضب إذا خسر كما في السابق، أبحث عن المستوى أكثر من النتيجة. هل تعني أنه لو أطربك ناد آخر من ناحية المستوى فستشجعه؟ - عزيزي منصور، المشجع دائماً يبحث عن النتيجة، لكن أنا أصبحت الآن أهتم بمستوى النصر، ويهمني أن يقدم النصر مستوى جيداً، فمثلاً في آخر مباراة أمام الطائي، النصر تغير كثيراً مقارنة بمستوى الفريق الموسم الماضي والذي قبله، وكاد ألا يخرج بنتيجة إيجابية، وصدقني لو كان النصر خرج بالتعادل لكنت أيضاً سعيداً بالمستوى. البعض يقول إنك تكتب في الانترنت بأسلوب وطريقة مختلفين عن كتابتك السابقة في الصحف؟ - في الإنترنت أخذت حريتي أكثر، فالحرية لم تتح لي في الصحف، فقد عوقبت بالإيقاف أكثر من مرة، فأنا أمارسها الآن بالانترنت. وماذا عن تجربتك في صحيفة"الجزيرة"؟ - تجربة لها رائحة، وتجربة ناجحة جداً، وأضافت الشيء الكثير لتاريخي الصحافي. الجماهير النصراوية تتحدث عن أنهم طفشوك من"الجزيرة"؟ - غير صحيح، فأنا من تركت الصحافة بملء ارداتي واختياري، وما زالت العروض تنهال علي حتى هذا اليوم. وهل ستعود؟ - لن أعود، فالكتابة الرياضية تحتاج إلى المتابعة المستمرة وحضور التدريبات، ومتابعة جميع المباريات، وهذه الامور غير متاحة لي. ولكنك تظهر تلفزيونياً؟ - أقسم بالله أنني أذهب مجاملة لبعض الأشخاص الذين تربطني بهم علاقة، ويلحون علي بالحضور كثيراً، ولو تسألهم كم مرة اعتذر محمد، ليس من باب التغلي ولكن لأنني لا أملك المعلومة، ولك أن تعرف أن بعض مدربي الدوري لا أعرفهم، ولذلك أصبحت أشترط أن أحضر البرامج الرياضية كقانوني. وهل هذا ما جعلتك تتجه للكتابة القانونية صحافياً؟ - عملي وشهادتي ومؤهلي وخبرتي، وأمر أفهم فيه، لكن لا آتي لأحلل وأنا لا أعرف الفرق. كيف ترى مقاطعة نادي النصر لصحيفة"الجزيرة"؟ - أنا ضد هذا، وأقول لمسؤولي نادي النصر إن"الجزيرة"ليست عبدالعزيز الهدلق أو عبدالكريم الجاسر، الجزيرة فيها رجل اسمه خالد المالك، وأنا أقترح على نادي النصر أن يشكل وفداً أو لجنة تلتقي به وتعرض عليه المشكلات التي تثيرها"الجزيرة"في نادي النصر، وتصحح هذه العلاقة، لأنه حرام أن تصل المسائل إلى هذه المرحلة، بينما يحمل لاعبو النصر"الجزيرة"على صدورهم. كيف تصف الوسط الإعلامي الرياضي وعلاقته بالأندية؟ - هناك عالم إما أنها تضحك على نفسها أو تضحك على القراء، فكل صحيفة تدعي أنها المحايدة وهي الأفضل، لكنك تجد في الكل الشيء نفسه، فالجميع يدعي الحياد، لكن في حال معينة تظهر تعصبها، ف"عكاظ"إذا جاء"الأهلي"تظهر عدم الحيادية، و"الرياضي"تشيل وتحط وكذا وهي متعصبة متعصبة جداً ل"الاتحاد"، وكذلك"الجزيرة"ل"الهلال"و"الرياض"كذلك، فالمسألة ذات تصنيف معروف. هل كنت أنت محايداً؟ - محايد ... اذا عرفنا المحايد بأنك كنت مع الحق فأنا كنت مع الحق، حتى حينما كان الأمر ضد نادي، ففي مواقف كثيرة وقفت ضد النصر او ضد لاعب في النصر، فبهذه الصفة نعم أنا كنت محايداً، أما اذا كنت تقول إن المحايد هو الذي لا يشجع فأنا كنت مشجعاً لنادي النصر. هل ترى أنه من الطبيعي أن تصل علاقة الصحافي بالنادي إلى مرحلة التماهي؟ - لا ... لم أكن أنا كذلك مع النصر. وماذا عن المدرب الذي أحضرته للنصر؟ - سأتحدث عن هذه النقطة، ولكن قبل ذلك أود أن أقول إن مشكلاتي مع النصر لا تعد ولا تحصى، أما التجربة الوحيدة التي خضتها وندمت عليها إلى اليوم وأخطأت فيها فعلاً، وهي من أخطاء العمر، فهي هذا العمل. فأنا رفضت أن أعمل مديراً للكرة في النصر، ورفضت أن أدخل الإدارة، ورفضت آخر العروض بأن أعمل في لجنة، فأنا رفضت العمل رسمياً. ولكن موضوع المدرب هو الذي وافقت عليه، لكن معظم الناس لا يعرفون القصة، فأنا ذهبت كقانوني وليس كصحافي، حيث أبلغني الأمير عبدالرحمن بن سعود، أو ليس الأمير عبدالرحمن بل أعضاء الشرف الذين كانوا مجتمعين في بيت الأمير، وقرروا أن يحضروا مدرباً من يوغسلافيا، وشكلوا لجنة متكاملة فيها كل التخصصات الإداري والفني والمالي، وانا كان تخصصي في هذه اللجنة"قانوني". ومن الناحية القانونية، حققت نجاحاً، لأنه كان أول مدرب تطأ قدماه أرض المملكة العربية السعودية من دون مقدم عقد، حيث أعطيناه رواتب سنة كاملة مقدماً وكان العقد لمدة سنتين ومن دون مقدم مستقل، وأعتقد أن هذا نجاح قانوني باهر، ولكن عندما فشل المدرب فنياً وضعوها في الدويش. تصف الصحافة الهلالية دائماً بالتعصب؟ لماذا؟ - ما زلت عندي رأيي، وأنا أقول لك لماذا، فهل عندما لا يكون الحق مع الهلال تقف ضده، فمثلاً ما حصل في مباراة الهلال والاتحاد أخيراً، فالاتحاد أخطأ والهلال أخطأ، وجمهور الهلال قال كلاماً لا يقال، فماذا فعلت صحافة الهلال، هل قالت لهذا الجمهور غلط وأنك أخطأت والمفروض ألا تقول هذا الكلام، وانا أقول لك لماذا لا يقولون ذلك، فهذا الكلام مكتوب في"الجزيرة"قبل أن يقال في المدرجات. قلت إن النصر لم يستغل فترة التنافس الهلالي - الاتحادي وانشغالهما ببعضهما البعض في انتشال الفريق؟ هل ما زلت عند هذا الرأي؟ - نعم... للأسف الشديد ضيع الفرصة، على رغم أنها لا تزال قائمة بالمناسبة، وعندما يعود النصر ستتغير أمور كثيرة، فلن ترى هذا الكلام بين الاتحاد والهلال، فإذا عاد النصر إنتهى الموضوع. هل تقصد ان المنافسة الحقيقية بين الهلال والنصر؟ - أنا لا أنكر على أحد، فالمنافسة مفتوحة للجميع، وهذا عمل وجهد، فمن حق الاتحاد ومن حق الأهلي ومن حق أي ناد أن ينافس، لكن تظل المنافسة بين الهلال والنصر لها طعمها الخاص، كما هي المنافسة بين الاتحاد والأهلي، والكلام ذاته ينطبق على الأهلي، فالأهلي لم يستغل هذا الانشغال الاتحادي - الهلالي. هل تعتقد أن النصر قادر على العودة إلى ما يؤمله منه جمهوره على المدى القريب؟ - نعم إذا بدأ العمل بشكل صحيح. كيف؟ - يتركون المدرب هايبكر يعمل، فعلى ما يبدو أنه يعمل بطريقة صحيحة، فالنصر لا ينقصه شيء ليعود، كل الحكاية أن يتركوا الخلافات والأمور الشخصية، ويعملوا بطريقة جادة وصحيحة. فمثلاً عبداللطيف الحسيني قدّم درساً كبيراً وكبيراً جداً في العمل الفني الجاد المدروس المخطط له في العام الماضي، في ظرف فترة وجيزة لا تزيد على الشهر، حين قلب فريق الشباب رأساً على عقب، عندما عمل بشكل صحيح وجاد، وصدقني أن من يخلص النية ويشتغل بطريقة صحيحة فإن ربنا يوفقه. رفضت أنت العمل رسمياً في الإدارة النصراوية وفي المقابل رشح صحافي آخر هو سعود عبدالعزيز نفسه لرئاسة النصر، فكيف ترى ذلك؟ - أولاً سعود سيترك الصحافة، ووقتها يمكن أن يعمل، لكن أنا ضد أن تجمع بين أن تكون صحافياً ومسؤولاً في ناد. وهل تعتقد أنه من الممكن ان ينجح؟ برأيك الشخصي؟ - المشكلة أنه لن يحظى بإجماع، فهو مدعوم بعضو شرف أو عضوين، بينما البقية ضده، مثلما حدث مع الامير سعد بن فيصل. فلا يمكن أن يأتي أحد ويرأس النادي إلا إذا كان سيستغني عن أعضاء الشرف، فالشباب مثلاً يعتمد على عضو شرف واحد، فحتى لوجاء رئيس لا يريده بعض الأعضاء لا يؤثر ذلك في العمل. كذلك الاتحاد الذي تركه أعضاء شرفه، ولو كان البلوي لا يجد القدرة المادية على الصرف على نادي الاتحاد بهذه الطريقة لفشل، ولما استمر. هل ترى أن القدرة المالية سبب رئيسي للنجاح؟ - لكن الفكر أهم من المادة عندي، فلو عندك فلوس الدنيا وليس عندك فكر فلن تنجح، والآن النصر أكبر دليل، فالنصر العام الماضي والعام الحالي صرف ما لم يصرفه في تاريخه كله، ولكن ليس هناك فكر. اذاً، لن تكون هناك نتائج؟ - أنا أراقب الفريق داخل الملعب، فبالمقارنة بين مستوى النصر العام الماضي ومستواه العام الحالي، واضح ان الفريق سيتغير، إذ بدأنا نشاهد عملاً داخل الملعب، فقبل مباراة النصر لم أكن متفائلاً، وفي العيد كنت موجوداً في النادي بعد فترة انقطاع طويل، حيث لم أدخل النادي منذ عام 1417ه، وقلت لهم في ذلك العيد إن نادي النصر سيهبط اذا استمر على هذا المستوى، وقلت لهم: هل ستفوزون على الفيصلي والطائي والخليج وهذه هي الفرق التي تنافسكم على البقاء، بينما الوحدة والاتفاق هزما النصر؟ لكن بمنتهى الصراحة غيرت رأيي بعدما شاهدت مباراة الطائي، لأن هناك عملاً داخل الملعب، فكرة القدم لا تستطيع إخفاءها، فأنا شاهدت الهلال مثلاً وفوجئت به أمام الاتحاد تغير كثيراً عن بداية الموسم، حيث عاد الهلال الذي نعرفه. فكرة القدم تظهر في الميدان. فالمسألة داخل الميدان وليست كلمات متقاطعة أو ألغازاً، بل عمل يشاهده كل الناس. تتحدث عن هبوط النصر؟ كأنك تعزز مقولة جماهيره بأن النصر لم يعد من فرق المقدمة أو الوسط، بل هو من فرق الصف الأخير؟ - بكل تأكيد... وهذا أمر يا منصور لا يمكن إخفاؤه، بل نتائج تقال، ولكن أنا أرى تغيراً كبيراً في النصر، وأتمنى أن أكون مخطئاً، فالفريق لم يكن عنده أي مستوى أو شخصية. كتب الدكتور حافظ المدلج مقالاً حذّر فيه من"البرامكة الجدد"في معرض حديثه عن الاستثمارات المقبلة في الأندية، كقانوني... هل ترى الأرضية الادارية والقانونية كافية لحماية الاندية؟ - هناك صفقات تمت في اندية استفاد منها بعض الاشخاص، ولا داعي أن أقول أسماء فهي معروفة، واتضح في ما بعد أنها صفقات وهمية ولم تكن صفقات جادة، وهذا أمر يحصل، لكن الوضع الحالي هو من يساعد على وجود برامكة فعلاً، لكني أسأل الدكتور حافظ المدلج: هل البرامكة فقط في الأندية، فأين حقوق الأندية التي حرمت منها سنوات طويلة؟ ومن الذي حرمها؟ فالبرامكة موجودون حتى في اماكن أخرى في الرياضة، وهم الذين أخذوا حقوق الأندية لسنوات طويلة، حقوق الإعلان والتلفزيون... إلى آخره. كقانوني، ما الآليات الواجب توافرها لحماية الجميع لمصلحة الرياضة؟ - يجب أن يكون هناك محاسب قانوني إذا كانت الأندية حكومية وتصرف عليها الدولة، فيجب أن يتدخل ديوان المراقبة العامة ليعرف كم صرف وأين تم الصرف، ولكن الأندية متروكة، فطالما أنها أندية حكومية فيجب معاملتها مثل أية جهة حكومية، وكذلك وزارة المال، أما لو تم تحويل الأندية إلى قطاع خاص فيجب أن نعاملها كما نعامل الشركات التي يحاسبها المحاسب القانوني، فكل شركة لها محاسبون قانونيون هم من يقدمون موازنتها ويعرفون ما دخل وما خرج. وأنا لا أتهم أحداً لكنني سأسأل سؤالاً مشروعاً: أين ذهبت أموال الصفقات التي تمت بالملايين في الأندية؟ فالملايين التي دفعت للدعيع أين ذهبت؟ والملايين التي دفعت للقحطاني أين ذهبت؟ ولكن هناك من يتعلل بأن العاملين هم من المتبرعين من أموالهم الشخصية؟ - هل إذا كنت متبرعاً تقول إنك غير محاسب، فعندك الجمعيات الخيرية، أليس العاملون بها متبرعين، أي إنسان يعمل عملاً يخص الناس يجب أن يحاسب أياً كان، ويجب أن يكون العمل تحت الشمس وليس في الزوايا المظلمة، فالذين يخافون هم من يقولون لا يحاسبنا أحد، أما من عمله ليس فيه أية مشكلة فهو يقول لك أهلاً وسهلاً. { اعترف الكاتب الرياضي المعروف محمد الدويش بأنه ارتكب خطأ العمر، عندما شارك في التعاقد مع مدرب بلغاري لنادي النصر. وأكد الدويش أن الصحف الرياضية المحلية لا تمتلك الحيادية، وأن حياديتها تقف عند حدود ناد معين لكل صحيفة، مشيراً إلى أن هناك تصنيفاً معروفاً لميول الصحف، بدءاً من أهلاوية"عكاظ"، مروراً بهلالية"الجزيرة"و"الرياض"، وانتهاء باتحادية"الرياضي". وأشار الكاتب الصحافي المعروف إلى أنه يمارس حالياً في كتاباته على"الانترنت"حرية لم يجدها إبان كان يكتب زواياه في الصحف المحلية، مؤكداً أنه تعرض للعقوبات والإيقافات في تلك المرحلة، بينما لم يواجه ذلك في كتاباته الحالية على الشبكة العالمية الإنترنت.