أكد إخضاع أنشطتها لدراسة ميدانية بكلفة 761 ألف ريال . الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ل "الحياة" : نحرص على تدابير للحد من الجرائم ... والزي الموحد قضية "مؤجلة"

أكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم الغيث، حرص "الهيئة" على التواصل مع مختلف وسائل الإعلام، وشدد على أن هذا التواصل لا يقوم على اجتهادات شخصية، وإنما وفق الأنظمة والتعليمات، وعبر إدارة متخصصة. وأوضح في حديث إلى"الحياة"أنه لا نية لدى"الهيئة"في الوقت الحالي للبحث في موضوع توحيد لباس أعضائها، معتبراً التزامهم بوضع البطاقة الخاصة بانتمائهم إلى"الهيئة"أثناء العمل الميداني"فيه الكفاية حالياً للتعريف بهم"، لكنه استطرد مؤكداً أنه"متى ما دعت الحاجة إلى لباس موحد فستتم دراسة ذلك في حينه". وأشار إلى أنه لا مكان لغير الملتزم دينياً في"الهيئة"، على رغم أن وظائفها تخضع للمعايير نفسها المطبقة عند التوظيف في غيرها من الإدارات الحكومية. وفي ما يأتي نص الحديث:
على رغم تأثير الإعلام في خدمة قضايا المجتمع وهمومه، إلا أنكم ما زلتم تتجاهلون هذا الدور المهم، لدرجة أن إنجازاتكم تصل إلى الإعلام عن طريق اجتهادات شخصية؟
- لا شك في أن الإعلام له دوره المنشود في خدمة قضايا المجتمع وهمومه، وإيصال الصورة الصحيحة، ونحن كغيرنا من الأجهزة الحكومية، نتعاطى معه لإيضاح دورنا وأهدافنا ورسالتنا، وهي الحفاظ على الدين والعقيدة والأخلاق والآداب المرعية. من هنا كان لا بد من تعريف منسوبي"الرئاسة"بالأهداف التي أنشئت من أجلها، و"الرئاسة"لها عناية بالإعلام بمختلف وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة.
ليس صحيحاً أننا نتجاهل دور الإعلام، ف"الرئاسة"أولت هذا الجانب جل اهتمامها، عبر إدارة للعلاقات العامة والإعلام تشرف على الجوانب الإعلامية، ولها مشاركات إعلامية وصحافية، فهناك نشرة"الحسبة"، وصفحة"الرسالة"الأسبوعية في جريدة"الجزيرة"، ناهيك عن إصدارها، بشكل يومي، أخبار"الرئاسة"وفروعها، وإرسالها إلى وكالة الأنباء السعودية والصحف كافة، ومنها"الحياة"، كما أن لها دوراً في التواصل مع الإعلام بشتى أنواعه، عبر الحوارات والندوات والمداخلات المرئية والمسموعة، خصوصاً التلفزيون السعودي والإذاعة السعودية وإذاعة القرآن الكريم.
وقولكم إن إنجازات الرئاسة تصل إلى الإعلام عن طريق اجتهادات شخصية يخالف الحقيقة، لأن كل ما يتعلق بالتواصل مع الإعلام لم نتركه للاجتهادات الشخصية، بل إنه يتم وفق الأنظمة والتعليمات، ولا يكون إلا عبر إدارة العلاقات العامة والإعلام في"الرئاسة"، فهي المخولة بذلك.
اللباس الموحد
أين وصل موضوع اللباس الموحد لأعضاء"الهيئة"، وماذا عن تعليق البطاقات الشخصية لعضو"الهيئة"للتعريف به في الأماكن العامة؟
- كل رجل من رجال"الهيئة"ملزم أثناء ممارسته العمل الميداني بأن يضع البطاقة الخاصة بالعمل على جيبه، حتى يتمكن الناس من الاطلاع عليها، ليتحققوا من شخصية كل من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. ودور من ليس من رجال"الهيئة"يتوقف على النصح فقط، من دون اتخاذ أي إجراء تنفيذي، لأن رجال"الهيئة"وحدهم هم المخولون من ولي الأمر بسلطة تنفيذية، يأمرون بها وينهون، متخذين لذلك الإجراءات وفق الأدلة الشرعية والأنظمة المرعية. والبطاقة التي يضعها عضو"الهيئة"أثناء عمله في الميدان، تشتمل على شعار"الرئاسة"وصورته واسمه ومقر عمله ... إلى آخر ذلك.
أما بالنسبة إلى موضوع توحيد لباس أعضاء"الهيئة"، فلا نية في الوقت الحالي لبحث ذلك. وكما ذكرت آنفاً، فإن رجال"الهيئة"ملزمون أثناء ممارستهم العمل الميداني بوضع البطاقة الخاصة بالعمل، وذلك فيه الكفاية حالياً للتعريف بهم، لكن متى دعت الحاجة إلى لباس موحد فستتم دراسة ذلك في حينه.
دراسات ميدانية
سمعنا بتوجه"الرئاسة"إلى إخضاع أنشطتها لدراسات ميدانية، فهل من إيضاح لذلك؟
- موضوع الدراسات لدينا ليس توجهاً، بل هو واقع، فقد تم إنشاء مركز للبحوث والدراسات متخصص في هذه المهمة، وأبرمنا عقداً مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، يتضمن دراسة ميدانية ل"وقائع"مراكز"الهيئة"في عموم مناطق المملكة، بكلفة إجمالية تبلغ 761 ألف ريال، ومدة تنفيذ المشروع 18 شهراً، ونتوقع نتائج إيجابية لهذه الدراسة بإذن الله.
هل لكم أن تلقوا مزيداً من الضوء على هذا العقد، والنتائج المرجوة منه؟
- الدراسة ستتناول أنواع"الوقائع"وحجمها وأسبابها، والآثار المترتبة عليها وأساليب الحد منها ووسائل رفع كفاءة العمل. ويتولى الدراسة مجموعة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في مجال الدراسات الاجتماعية، وهي تأتي ضمن خطط الرئاسة للرفع من مستوى أدائها للعمل، وحرصها على وضع تدابير وقائية تهدف إلى الحد من الجرائم والمخالفات التي تعالجها، وفق ما أسند إليها بموجب نظامها المتوج بالأمر السامي الكريم رقم 37/أ وتاريخ 26-10-1400ه. وقام مركز البحوث والدراسات في"الرئاسة"، من خلال اللجان العاملة، بالإعداد الكامل لهذه الدراسة.
وهذا العقد يأتي في إطار سعي الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى مزيد من هذه الدراسات التي ستسهم نتائجها في مزيد من حسن الأداء، والدقة في معالجة القضايا، ومن ثم الرقي بأساليب العمل الميداني، والاستفادة من معرفة أسباب وقوع القضايا للوصول إلى الإجراءات الوقائية، التي من المصلحة أن تتخذها الرئاسة وغيرها من الأجهزة الأمنية والتربوية والاجتماعية وغيرها، للحد من والحيلولة دون وقوع المنكرات.
معايير وشروط
ما الآلية التي يتم من خلالها اختيار أعضاء"الهيئة"؟ هل هناك معايير وشروط معينة لقبول الأعضاء الجدد، وهل يتاح التسجيل لمن يرغب في ذلك حتى وإن لم يكن ملتزماً دينياً مثلاً؟
-"الرئاسة"، شأنها في ذلك شأن الجهات الحكومية الأخرى، تطبق قواعد وأنظمة الخدمة المدنية. وبالنسبة إلى التعيين في العمل الميداني، فهو يتم وفق الشروط التي حددها النظام، وتحديداً دليل تصنيف الوظائف في الخدمة المدنية، لذا نحن في"الرئاسة"نعمل وفقاً لما يتضمنه قرار مجلس الخدمة المدنية، من قواعد وشروط الوظائف المستثناة من المسابقة، وذلك بالإعلان عن الوظائف للجميع بهدف توسيع دائرة الاختيار للأفضل من بين المتقدمين، ممن تتوافر لديهم المؤهلات والشروط المطلوبة للوظيفة، ومن ثم تحديد مواعيد لهم من اللجان المختصة، لإجراء المقابلة الشخصية لهم واختيار الأفضل، وفق ما يحصل عليه كل منهم من درجات.
أما ما يتعلق بإتاحة التسجيل لمن يرغب في ذلك، وإن لم يكن ملتزماً دينياً، فقد أشرنا إلى أن الإعلان يكون شاملاً الجميع للتقدم، ولكن هناك شروطاً محددة في دليل تصنيف الوظائف في الخدمة المدنية.
فقد حدد دليل تصنيف الوظائف في الخدمة المدنية معارف وقدرات ومهارات، مطلوبة لشغل وظائفنا الميدانية منها:
1- المعرفة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسيرة السلف الصالح، و بواقع الحسبة.
2- أن يكون متحلياً بالحلم والأناة، مطبقاً أحكام الله مجتنباً ما نهى عنه، وكل ما يخل بالمروءة، متحلياً بالأخلاق الفاضلة.
3- أن يكون فقيهاً في ما يأمر به و ما ينهى عنه، حليماً صبوراً.
4- اجتياز المقابلة الشخصية.
أما غير الملتزم دينياً فيتعذر قبوله، لعدم توافر الشروط اللازمة لديه.
دورات متخصصة
هل هناك دورات متخصصة في كيفية التعامل مع الجمهور، وماذا عن دور"الرئاسة"في رفع مستوى منسوبيها الميدانيين؟
- لدينا دورات متخصصة في كيفية التعامل مع الجمهور، والآلية المثلى للتعامل مع المخالف، ولمسنا المردود الإيجابي لهذه الدورات في سير العمل الميداني، ولعلي ألقي الضوء على ذلك الدور الذي توليه الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في جانب إقامة الدورات التوجيهية بشتى أنواعها للعاملين في الميدان، فمن تلك الدورات:
1- دورة الحسبة والعلاقات الإنسانية: وتركز على التعامل مع الجمهور وطرق ذلك ووسائله، وكل ما استجد في هذا العلم، وتستهدف حملة الشهادة الجامعية، ومدتها أربعة أسابيع، وتشتمل على جانب نظري وآخر ميداني، وتقام الدورات بشكل دوري في مختلف فروع"الرئاسة".
2- الدورة التأهيلية للمستجدين: وتستهدف المعينين الجدد، إذ لا يمكن مباشرتهم العمل الميداني إلا بعد أخذ هذه الدورة، والتدريب الميداني مع بقية الأعضاء، وهذه الدورة تقدم للمشاركين فيها المواد المتعلقة بأحكام الحسبة وأنظمتها في المملكة، وكذلك تاريخ الحسبة في الإسلام، وصفات المحتسب، والقواعد الشرعية في الاحتساب، وكذلك كيفية كتابة التقارير، وغير ذلك من الأمور الإدارية.
3- الدورة التوجيهية: وهي دورة علمية يستفيد منها جميع منسوبي"الرئاسة"العاملون في الميدان، وتشتمل على مواضيع مختلفة منها: احتساب النبي صلى الله عليه وسلم، وفقه إنكار المنكر. كما تحوي بعض اللقاءات المفتوحة مع بعض المسؤولين في الدوائر الحكومية، ذات العلاقة من ناحية طبيعة عملها بطبيعة عمل"الهيئة"، وذلك من منطلق التعاون وتبادل الخبرات مع إمارات المناطق، والشرطة، وبقية أجهزة الدولة.
4- دورات التميز: وخصصت هذه الدورات للأعضاء المميزين، ومن هم في مراتب قيادية في الميدان، تكون مدتها خمسة أيام، يشارك فيها بعض المسؤولين من القطاعات الحكومية، والمميزين من منسوبي الجهاز. وهناك دورات في معهد الإدارة العامة، وكذلك في المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جامعة أم القرى.
ما جديد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
- الجديد لدينا نراه كل يوم في الرئاسة ? ولله الحمد والمنة ? فالرئاسة تلقى الرعاية والعناية من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، و الأمير سلطان بن عبدالعزيز ? حفظهما الله،
ونحن على وشك الانتهاء من مشروع الموقع الرسمي للرئاسة على شبكة الإنترنت، ومن ثم تدشينه قريباً. لدينا حالياً موقع وحيد لفرعنا في منطقة المدينة المنورة، ورابطه www.hesbah.gov.sa.
ومن الجديد أيضاً، عقد دراسة الوقائع مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، والرئاسة ماضية قدماً في تدريب أعضائها وتطوير قدراتهم نحو الأفضل.
محطات في سيرة إبراهيم الغيث
درس الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن الغيث، الابتدائية في مدرسة العزيزية في الرياض، وتخرج فيها عام 1379ه. ودرس المرحلتين المتوسطة والثانوية في معهد الرياض العلمي في الرياض التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتخرج في عام 1385ه. كما تخرج في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعام الدراسي 1388-1389ه. ولازم الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، إذ قرأ عليه صحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي، ولا يزال حتى اليوم ملازماً لدرسه، وله إسهامات في مجال الدعوة والإرشاد، ويقوم بإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات في المساجد والكليات والمعاهد والمدارس وغيرها. ويشارك في برامج إذاعية وتلفزيونية عدة، فضلاً عن مشاركات عدة في الصحافة.
وبدأ عمله في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسجلاً لمصروفات الموازنة في قسم المحاسبة عام 1386ه. وبعد حصوله عام 1389ه على الشهادة الجامعية عين رئيساً لهيئة السوق في الرياض، ثم رئيساً لهيئة مدينة الرياض، فرئيساً لها في المنطقة الوسطى. وبعد ذلك عين مشرفاً عاماً على فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الرياض، ثم كلف بعمل وكيل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وصدر قرار تعيينه وكيلاً للرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل صدور الأمر السامي بتكليفه رئيساً عاماً مكلفاً. وأخيراً صدر الأمر السامي بتعيينه رئيساً عاماً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمرتبة وزير في 12-6-1423ه.