جرت العادة في عالم الألعاب الرياضية أن يكون هناك أحد اللاعبين مكلفاً بقيادة الفريق أثناء المباريات، ونتذكر مهمة هذا القائد على توجيه زملائه داخل الملعب والتفاهم مع الحكام والإداريين في بعض الأمور الخاصة بالفريق، ويكون بمثابة المدرب والرئيس داخل المستطيل الأخضر وحلقه الوصل بين الحكام واللاعبين، ويأتي اختياره وانتقاده بدقة متناهية من الجهاز الفني والإداري وفق معايير خاصة، في مقدمتها قوة الشخصية والعقلانية وهدوء الأعصاب، وأحياناً يكون لنجومية اللاعب دور في تقلد شارة القيادة، وفي المنتخب السعودي تعاقب كثير من النجوم على قيادة "الأخضر" بالمحافل الدولية، وكان أول قائد للكرة السعودية هو لاعب نادي الاتحاد عبدالمجيد كيال عام 1377ه مع تشكيل أول منتخب سعودي، وشارك بالدورة العربية الثانية في لبنان، ثم تلاه لاعب الوحدة عبدالرحمن الجعيد وعبدالرزاق بكر ومبارك عبدالكريم وسلطان مناحي، أول قائد سعودي في دورات الخليج، ثم عبدالرزاق أبو داود وناصر الجوهر وخالد التركي وتوفيق المقرن، وإبراهم تحسين وعثمان مرزوق وصالح النعيمة وماجد عبدالله، ومحمد عبدالجواد وفؤاد أنور ويوسف الثنيان وأحمد جميل وسامي الجابر ومحمد الدعيع وخميس العويران. ومع اختلاف الزمان وتغير أسماء القادة تظل بعض الأسماء عالقة في أذهان الوسط الرياضي، لأنها تمثل دور القائد الحقيقي داخل الملعب، بل والضابط يحترمه كافة أفراد الفرقة ويفرض الانضباط داخل المعسكرات وأثناء إقامة اللقاءات يكون دوره أكبر حيث يشحذ همم زملائه ويطالبهم بالجدية والهدوء. وفي السابق كان هناك هيبة واحترام للقائد، ودور فعال داخل الميدان، وهو مثال للاستقامة والإخلاص والتفاني حتى في حياته الشخصية، ولعل صالح النعيمة هو أحد أبرز القادة وأكثرهم كفاءة في حمل الشارة، وكان أشبه بالقائد العسكري الذي يجيد تسيير الكتيبة نحو تحقيق الانتصارات، ويعتبر النعيمة أكثر اللاعبين تشرفاً بقيادة "الأخضر" لفترة تتجاوز العشر سنوات، فقد تقلد الشارة في عام 1401ه وحتى اعتزاله في شهر ذي القعدة من عام 1411ه. وفي الفترة الأخيرة تراجع دور القائد بل ولم يعد قدوه كما كان سابقاً، وبعضهم يكون أكثر إثارة للفوضى من زملائه في المعسكرات وارتكاب تصرفات غير لائقة أثناء سير المباريات، مما يشجع بقية اللاعبين على الوقوع بالتجاوزات التي تصادر تفوق الفريق فنياً، وتبعده عن تحقيق الانتصارات، وأصبحت الفرق تواجه عائقاً كبيراً في اختيار القائد لعدم وجود اللاعب القادر على إدراك المسؤولية الملقاة على عاتقه، بل وأصبح القائد غير معروف تقريباً لدى زملائه ودوره لا يتجاوز المشاركة في إجراء القرعة ووضع شارة على ساعده الأيسر.