طوّرت الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء ناسا بالتعاون مع الصانع الأميركي جنرال موتورز، قفازاً آلياً يمكن روّاد الفضاء ارتداءه للقيام بمهامهم الاعتيادية والحدّ من الإصابات المتكررة التي قد تلمّ بهم. وسمّي هذا القفاز"قفاز K"أو RoboGlove ويتيح لمستخدميه القبض على الأشياء براحة تامة ومن دون الشعور بالتعب حتى ولو استمرت العملية لفترة زمنية أطول مقارنة بالذين يحملون أدواتهم الصلبة من دون ارتدائه. ومن هذا المنطلق، تكمن أهمية هذا القفاز عندما ندرك أنه يمكن مثلاً رائد فضاء أو عامل تجميع بأحد المصانع المختصة في إنتاج السيارات، إحكام قبضته بقوة تتراوح ما بين 15 إلى 20 رطلاً على أدواته خلال عملية ما، ولكن مع استخدام القفاز الآلي يمكن فقط استدعاء قوة تتراوح ما بين 5 إلى 10 أرطال، أي تخفيف حدة القبض على الأشياء إلى النصف تقريباً. ويعود تعاون ناسا مع جنرال موتورز إلى عقد الستينات من القرن الماضي، عندما طوّرت الشركتان أنظمة ملاحة خاصة بمركبات"أبولو"الفضائية، علماً أن جنرال موتورز لعبت دوراً فعّالاً في تطوير أول مركبة قمرية وهي"روفر"التي استخدمتها ناسا. كذلك، تعاونت ناسا مع جنرال موتورز تطوير أحدث أجيال الروبوتات والتقنيات المتعلّقة بها من خلال"روبونات 2"أو R2 الذي يحاكي الإنسان، والقادر على العمل معه جنباً إلى جنب وذلك سعياً إلى تطوير صناعتي السيارات والملاحة الفضائية عبر الاستعانة بتقنيات تحكّم ومجسّات استشعارية متطورة. وقد استوحى المهندسون آلية عمل القفاز الآلي من محركات"روبونات 2"، حيث اعتمدوا محركات بالجزء العلوي من القفاز لتوفير الدعم الكافي للقبض على الأشياء بأصابع اليد البشرية، كما تحدد حسّاسات للضغط متى يقبض مرتدو القفاز الآلي على أداة ما، وعندها تقوم الأنسجة الاصطناعية تلقائياً بالارتداد، لتشدّ الأصابع عند وضعية القبض والمسك بالأشياء حتى تحرر الحسّاسات الاستشعارية.