تجددت التظاهرات ضد خطة حلف شمال الأطلسي نشر رادار للإنذار المبكر في تركيا، في إطار درع صاروخية أميركية لمواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية. وإذ اتسعت الاحتجاجات على نشر الرادار، لوحظ أن كل التظاهرات نظمها يساريون ومدافعون عن البيئة، اعتراضاً على سياسة التعاون مع الغرب و»الأطلسي»، أو على تأثير نشر الرادار على البيئة والصحة العامة. وعلى غير عادته، غاب الشارع الإسلامي عن المشاركة في التظاهرات، علماً أن الشائع في تركيا هو أن الرادار يستهدف التصدي للصواريخ الباليستية الإيرانية، ما اعتبره مراقبون مؤشراً الى تغيّر مهم في ميول الشارع الإسلامي ونظرته الى طهران، خصوصاً بعد أحداث سورية. وفي احدث تظاهرة، خرج أمس حوالى 5 آلاف محتج من جماعات يسارية وأهالي مدينة ملاطيا حيث سيُنشر الرادار، غداة مشاركة مئات في تظاهرة مشابهة في أنقرة، قرب مبنى البرلمان الذي استأنف أعماله في دورته الجديدة. وهتف المتظاهرون ضد «التعاون مع الإمبريالية الأميركية التي تستهدف السيطرة على الشرق الأوسط»، معتبرين أن مشاركة تركيا في مشروع نصب الرادار ستعيدها الى أجواء الحرب الباردة مجدداً، ويجعلها هدفاً للصواريخ الإيرانية. ورأى متظاهرون أن الرادار هو «المرحلة الأولى من مشروع لبناء قاعدة صواريخ باتريوت، ما يقحم تركيا في صراع لا شأن لها فيه»، بين الغرب وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى. كما طالب أهالي ملاطيا بتشكيل لجنتين، بيئية وطبية، للكشف على الرادار بعد بنائه، والتأكد من أنه لن يخلّف آثاراً ضارة بصحة سكان القرى القريبة من موقعه. وكانت تركيا ترددت كثيراً في المشاركة في مشروع «الدرع»، لكنها وافقت على نشر الرادار خلال قمة «الأطلسي» في لشبونة العام الماضي، بعد فشل مساعي أنقرة لإقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي، أو وضعه مجدداً تحت رقابة دولية كاملة. وقاد إسلاميون العام الماضي تظاهرات في إسطنبول، أعلنوا خلالها رفضهم «تورط» تركيا ب «الدرع» التي اعتبروا أنها تستهدف إيران. وإثر تلك الاحتجاجات، أصرّت أنقرة على حذف اسمي دولتين يستهدفهما المشروع، من محاضر اجتماعات «الأطلسي»، وهما إيران وسورية.