سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيران محبطة من سياسة أوباما وتعتبر الحظر على برنامجها النووي "سيفاً أكله الصدأ" . واشنطن تبلور استراتيجيتها مع طهران : محاورة خامنئي مع إبقاء سيف العقوبات
بدأت عناصر الاستراتيجية الأميركية الجديدة لادارة الرئيس باراك أوباما تكتمل حيال إيران، بعد سلسلة اجتماعات عقدها أخيراً المسؤول عن ملف الخليج وجنوب غربي آسيا دنيس روس، مع ديبلوماسيين أوروبيين وإقليميين لاطلاعهم على مغزاها، واستشارتهم في الإطار الأفضل لتطبيقها. راجع صفحة 7 في غضون ذلك، أبدت إيران امس"خيبة أملها"من سياسات الإدارة الأميركية، وشبّهت الحظر المفروض عليها ب"السيف الذي أ?له الصدأ". وقال رئيس مجلس الشورى البرلمان علي لاريجاني، في إشارة الى رفع إدارة اوباما شعار التغيير، ان"بعض المقاربات مخيب للآمال ويثير اليأس والإحباط. لكننا نحتاج للوقت لدرس تصرفاتهم في شكل اكبر وإجراء تقويم ?امل لأداء الإدارة". وأكد ان لإيران"مسارها الخاص لتحقيق الاستقرار في المنطقة". أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي، فعلّق على تمديد الحظر الأميركي على بلاده وإعداد الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة في حقها، قائلاً ان"مسار العقوبات والحظر أضغاث أحلام لن تتحقق، ولا تأثير للحظر على البرنامج النووي الإيراني السلمي. الحظر ?السيف الذي أكله الصدأ". وفي واشنطن، أكدت ل"الحياة"مصادر مطلعة على مضمون اجتماعات روس أن الإدارة الأميركية ستسعى الى انخراط"هادئ وعبر قناة خلفية"مع طهران، وستوجه مبادرتها الى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي وليس الرئيس محمود احمدي نجاد، بالتزامن مع العمل في مجلس الأمن وخارجه، لتشديد الضغوط والعقوبات الاقتصادية على إيران. ويتولى إدارة هذه المهمة دنيس روس ووليام بيرنز النائب الثاني لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وأكدت المصادر أن روس اجتمع مع ديبلوماسيين أوروبيين لمناقشة المرحلة الأخيرة للمراجعة، كما ناقش الاستراتيجية الجديدة مع رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي، في ظل تحفظات إسرائيلية عن أي حوار أميركي - إيراني. وكانت صحيفة"يديعوت احرونوت"نقلت عن اشكنازي قوله للمسؤولين الأميركيين، ان العقوبات الاقتصادية يمكن ان تردع التهديد الإيراني، لكنه اكد ان مهاجمة طهران عسكرياً خيار"جدي". وأفادت مجلة"فورين بوليسي"بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتانياهو قال لكلينتون خلال زيارتها المنطقة أخيراً، أن تل أبيب"تريد حلاً للتهديد الإيراني شرطاً لأي تقدم في عملية السلام"في الشرق الأوسط. وكشفت المصادر أن روس أبلغ الى الأوروبيين أن إدارة أوباما تدرس بعض الإجراءات الممكن اتخاذها لتسهيل الحوار الديبلوماسي مع طهران، وبينها رفع الحظر عن المسؤولين الأميركيين للتواصل مع الديبلوماسيين الإيرانيين. لكن روس أكد لهؤلاء أن أي حوار رسمي أميركي - إيراني سيكون بالتواصل مباشرة مع خامنئي وليس أحمدي نجاد، ذلك ان المرشد يُعتبر القائد الأعلى للقوات المسلحة في إيران كما يعود إليه صوغ استراتيجية الأمن القومي للبلد. ولم يحدد روس خلال الاجتماعات الأسلوب الذي ستتخذه الخطوة الديبلوماسية الأولى من الولاياتالمتحدة باتجاه ايران، بعد أكثر من ثلاثة عقود على انقطاع العلاقات الديبلوماسية بين الجانبين، لكنه لمّح الى أن الإدارة تدرس فكرة توجيه رسالة الى خامنئي وهو ما كانت أوردته صحيفة"ذي غارديان"البريطانية الشهر الماضي. وانعكس الانفتاح الديبلوماسي دعوة وجهتها كلينتون الى طهران للمشاركة في المؤتمر الدولي حول أفغانستان المقرر عقده في لاهاي نهاية الشهر الجاري. ويحبذ الأوروبيون هذا التوجه، ونقلت صحيفة"لوس أنجلس تايمز"عن ديبلوماسي أوروبي حضر الاجتماع، أنهم نصحوا روس بالابتعاد عن لغة التحريض وعدم بدء الحوار بمناخ متشنج وسلبي، بل اعتماد لغة تخاطب تتفادى التهديدات، وتؤكد أن واشنطن"لا تسعى الى تغيير النظام في طهران". لكن مراقبين وخبراء في العاصمة الأميركية بينهم المستشار السابق للأمن القومي برنت سكوكروفت، يشددون على أهمية الانطلاق بقناة هادئة و"سرية"للحوار بين واشنطنوطهران، وهي الاستراتيجية ذاتها التي اعتمدها الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون في التواصل مع الصين عام 1972، قبل لقائه التاريخي مع الزعيم ماو تسي تونغ وتطبيع العلاقات بين البلدين. كما طغى هذا النهج على المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين مطلع تسعينات القرن العشرين، ما ادى الى اتفاق أوسلو. وتدرك واشنطن صعوبة أية مفاوضات مع إيران، كما أكد مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية دنيس بلير أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، مشيراً الى أن إيران تعتبر الولاياتالمتحدة"عدوها الدائم"، ومحذراً من"تمادي"نفوذها اقليمياً ونووياً. ويعكس تولي روس الملف الإيراني بتشعباته الخارجية والدفاعية، إصرار واشنطن على سياسة براغماتية في التعامل مع هذا الملف، وترك كل الخيارات على الطاولة بما فيها الخيار العسكري. ويعرض روس إطلاق مسار متوازٍ لكنه منفصل عن الأممالمتحدة، لفرض عقوبات على إيران، بالتعاون مع الأوروبيين واليابان وروسيا والصين والسعودية لضمان فعالية أكبر. ويفضل الأوروبيون تأجيل تشديد العقوبات الى ما بعد الانطلاقة الأولى للمفاوضات، لكن الأزمة الاقتصادية ومواجهة طهران معدلات تضخم تصل الى 26 في المئة و13 في المئة للبطالة، تتيحان"فرصة"أمام واشنطن لزيادة الكلفة الاقتصادية على طهران بسبب تعنتها في الملف النووي. نشر في العدد: 16784 ت.م: 18-03-2009 ص: الاولى ط: الرياض عنوان: واشنطن تبلور استراتيجيتها مع طهران : محاورة خامنئي مع إبقاء سيف العقوبات