قال مساعدون للرئيس الأميركي باراك اوباما وخبراء تشاوروا مع الإدارة الأميركية حول إيران، إن واشنطن قد تتخذ موقفاً متشدداً حيال طهران في الشهور المقبلة، على رغم إعلان إدارة اوباما استعدادها لإجراء محادثات مباشرة مع المسؤولين الإيرانيين. وأوضح مساعدو اوباما ان الرئيس الأميركي قد يسعى الى تشديد العقوبات على إيران، بالتزامن مع تخفيف النهج الذي اعتمدته إدارة الرئيس السابق جورج بوش حيالها. وكان الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أبدى"قلق الإدارة الشديد"حيال القمر الاصطناعي الذي وضعته إيران في مدار حول الأرض أول من أمس. وقال ان"كل هذا يؤكد ان إدارتنا ستستخدم كل عناصر قوتنا القومية للتعامل مع إيران، ولمساعدتها على ان تصبح عضواً مسؤولاً في المجتمع الدولي". وقال اوباما لقناة"العربية"انه"اذا أرادت دول مثل إيران ان ترخي قبضتها، فستجد يداً ممدودة من قبلنا". لكن عدداً كبيراً من الخبراء الذين يقدمون المشورة لاوباما حول إيران، يدعون أيضاً الى تشديد الضغوط عليها. ويعتبر دنيس روس الذي يُتوقع ان يُعين في منصب بارز يتعلق بإيران، ان على الولاياتالمتحدة ان تقنع حلفاءها الأوروبيين بتشديد الضغوط الاقتصادية على إيران. وأشار مساعدون لاوباما الى ان غاري سايمور، وهو المفاوض السابق حول مراقبة التسلح في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، والذي يُتوقع ان يصبح"قيصر"منع انتشار الأسلحة النووية في إدارة الرئيس الجديد، كان يؤثر منح إيران إمكان إقامة علاقات اكثر دفئاً مع الولاياتالمتحدة، بينها إلغاء بعض العقوبات الأميركية المفروضة عليها وطمأنتها الى ان واشنطن لن تسعى الى إسقاط النظام في طهران. لكن سايمور يعتبر ان هذا العرض لن يكون كافياً اذا لم يُدعم بالتهديد بأن تفرض الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وأوروبا عقوبات اكثر قسوة على إيران، مثل حظر الاستثمار في قطاعي النفط والغاز. وكانت روسيا والصين وبعض الدول الأوروبية رفضت فكرة إدارة بوش تشديد الضغوط الاقتصادية على إيران. ويأمل مساعدو اوباما في أن ينجح الرئيس الأميركي في إقناع تلك الدول بأن تفعل من اجله ما لم تُرِدْ فعله من اجل بوش. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية ان"بعض الدول الأوروبية أبدت استعدادها لدعم فرض عقوبات إضافية على إيران، معتبرة أنها رافعة ديبلوماسية قد تقود الى محادثات مباشرة بين الولاياتالمتحدةوإيران". وقال ديبلوماسيون أوروبيون ان فرنسا وبريطانيا والمانيا قد تكون مستعدة للبحث في تشديد العقوبات على إيران، اذا قامت إدارة اوباما بجهد لتحسين المناخ مع طهران. لكن مساعدي اوباما يقولون ان أي قرار لم يتخذ بعد حول السياسة الواجب اتباعها في شأن إيران. وإزاء احتمال ان يعمد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الى استغلال الانفتاح الأميركي حيال طهران، لتعزيز فرصه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 حزيران يونيو المقبل، رأى توماس بيكرينغ مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية سابقاً، والذي شارك في اتصالات غير رسمية مع مسؤولين إيرانيين، ان"انتظار رئيس اكثر محاباة فكرة غير جيدة"، مؤثراً انتهاج"خطوات لبناء الثقة"قد تؤدي الى إجراء محادثات مباشرة بين طهرانوواشنطن. نشر في العدد: 16743 ت.م: 05-02-2009 ص: 13 ط: الرياض