عشية اجتماع "الستة الكبار" في لندن اليوم، لمناقشة فرض عقوبات جديدة على إيران في مجلس الأمن، صعّدت طهران لهجتها، وربطت بين الضغوط الأميركية والدولية عليها، وبين ما تمرّ به المنطقة، في ظل الأحداث المتسارعة، في وقت رأى ديبلوماسيون روس أن موسكو تسعى إلى"مقايضة"الملف الايراني بالدرع الصاروخية الأميركية وغيرها من الملفات التي تهمها. راجع ص 8 وتحدث رئيس مجلس الخبراء الإيراني الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الذي يرأس ايضاً مجمع تشخيص مصلحة النظام، عن"تهديد اميركي اعتبره سابقة"مقارنة بالتهديدات التي واجهتها ايران في الماضي، فيما تعهد الرئيس محمود أحمدي نجاد تحويل التهديدات الى فرص. وقال نجاد:"على عكس ما يشيع المسؤولون الاميركيون حول العقوبات، تمكن الشعب الإيراني من جعلهم معزولين في العالم، وعلاقات ايران الديبلوماسية والاقتصادية اوسع، وموقعها اكثر ثباتاً". وأشار إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن النشاطات النووية السلمية الإيرانية، وقال مخاطباً الأوروبيين:"كان محتملاً أن يكون لديكم بعض نقاط الغموض قبل هذا التقرير، ولكن بعد إعلان الوكالة صراحة أن النشاطات النووية الإيرانية سلمية، واذا أردتم مواكبة أعدائنا، لا يمكننا أن نقول ان هناك سوء فهم، بل ان موقفكم في هذه الحال لا يعتبر ودياً". واضاف نجاد محذراً الأوروبيين:"سترتكبون خطأ لو فرضتم الحظر على إيران لأننا قادرون على تأمين ما نحتاجه في فترة قصيرة". في غضون ذلك، دعا رفسنجاني في خطاب ألقاه أمام حشد من العسكريين في مدينة آراك وسط إيران، الى إبقاء"حال التأهب"، مشيراً الى تحركات القوات الأميركية وانصارها في المنطقة، و"مناخ التهديد والخوف الذي توجده وهو سابقة". وأضاف أن الوجود الاميركي في المنطقة وأجواء التهديد والخوف"لم يسبق لها مثيل"، وقال ان"الاعداء خططوا كثيراً ضد ايران منذ الثورة الاسلامية العام 1979 لكن الوضع الحالي سابقة ويجب أن يبقى الجميع متأهباً". بذلك يكون رفسنجاني أخذ موقفاً متناقضاً مع مواقف نجاد الذي يقلل بانتظام من احتمال تدخل عسكري اميركي ضد ايران بسبب برنامجها النووي. وفي موسكو، اعربت مصادر ديبلوماسية روسية عن اقتناعها بأن روسيا تسعى إلى"مقايضة"موقفها المتشدد بتنازلات أميركية في ملفات مهمة للروس، خصوصاً بعد تسريبات عن تقديم واشنطن اقتراحات إلى موسكو تربط"المرونة الروسية حيال ملف ايران مع ملفات حيوية بالنسبة إلى موسكو، كالدرع الصاروخية ومعاهدة الحد من الاسلحة التقليدية في اوروبا". وأفاد مصدر ديبلوماسي بأن روسيا تدرك أن واشنطنوطهران اختارتا نهج تصعيد المواجهة وتستعدان للصدام المسلح، وان الرئيسين الأميركي والإيراني"في حاجة إلى حرب محدودة"، معتبراً أن الأول يسعى إلى إنهاء رئاسته بتحقيق"نصر افتراضي"، والثاني يحتاج الى الظهور مجدداً امام الشعب الإيراني، والعالم الإسلامي بوصفه"ضحية الإمبريالية الأميركية". وأوضح المصدر ذاته ان موسكو"لا تطمح إلى تسوية النزاع المتأجج بين واشنطنوطهران، لأنه نافع للطرفين، وسيكون كبح جماحه صعباً"، مضيفاً أن موسكو ستطالب بعدد من التنازلات السياسية المهمة، مقابل التزامها الحياد في هذا النزاع.