دعت منظمة التحرير الفلسطينية امس الى اضراب شامل في عموم الاراضي الفلسطينية السبت المقبل احتجاجا على قرار السلطات الاسرائيلية هدم حي كامل في مدينة القدس. وقال امين سر اللجنة التفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه ان"مدينة القدس تتعرض اليوم لمجزرة، مجزرة تعادل مجزرة غزة التي ارتكبت قبل نحو شهر". واضاف:"للمرة الاولى منذ الاحتلال هناك محاولة لهدم حي بأكمله في سلوان المقدسية، وهو ما يترتب عليه هدم 80 بيتاً، وتشريد 1500 مواطن". وكانت البلدية الاسرائيلية للقدس اعلنت اول من امس قرارها هدم 80 منزلاً في حي البستان في بلدة سلوان في القدس لإقامة حديقة وطنية تحمل اسم"حديقة داود". وقالت في بيان لها ان البيوت المذكورة التي يقطنها 1500 مواطن، اقيمت من دون ترخيص. لكن اصحاب البيوت الذين عقدوا امس اجتماعا لهم في مقر الرئاسة في رام الله، قالوا ان كثيرا من هذه البيوت مقام منذ ما قبل احتلال المدينة عام 1967. وكان موظفو التفتيش في البلدية دهموا الحي اول من امس، ترافقهم قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيلية، وسلموا سكانا إنذارات بهدم منازلهم. وقال سكان الحي ان موظفي البلدية الذين سلموهم اخطارات بإخلاء بيوتهم، قاموا بعمليات قياس وتصوير عدد من البيوت والشوارع. وقالت البلدية التي يرأسها يهودي من المعسكر اليميني ان"المنطقة التي شيدت عليها هذه المنازل مخصصة لأن تكون منطقة خضراء في نطاق المشاريع الهيكلية". وجاء في بيان البلدية ان"هذا الحي يشتمل على نحو 100 وحدة سكنية شيد معظمها خلال السنوات الأخيرة بصورة غير مشروعة". وتعهد مكتب الرئيس محمود عباس لاهالي البيوت الوقوف الى جانبهم في دفاعهم عن بيوتهم، معتبرا الاجراء الاسرائيلي"سياسيا". وقال عبد ربه ان السلطة ستتوجه الى كل الجهات الدولية، بما فيها مجلس الامن، داعيا الرئيس باراك اوباما شخصيا الى التدخل. واضاف ان المخطط الاسرائيلي يستهدف المسجد الاقصى، مشيرا الى ان المنطقة المستهدفة لصيقة بالمسجد. وناشد الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي التحرك لمواجهة المشروع. ووصف مسؤولون فلسطينيون القرار الاسرائيلي بأنه ترحيل جماعي. وقال مستشار شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية حاتم عبدالقادر:"هذا القرار ترحيل جماعي تسعى حكومة اسرائيل الى تنفيذه ضد الفلسطينيين في المدينة المقدسة". ورداً على ادعاء البلدية اقامة المباني بصورة غير قانونية، قال عبدالقادر:"اضاف بعض اصحاب البيوت غرفاً الى بيوتهم، فاستغلت اسرائيل الامر لتبرير هدمها". واشار الى ان اصحاب المنازل تقدموا بطلبات لترخيص تلك الاضافات في بيوتهم، لكن السلطات رفضت ذلك. وقال ان للمشروع الاسرائيلي بُعدا سياسيا، مشيرا الى ان السلطات الاسرائيلية عرضت على اصحاب البيوت بيوتا بديلة، معتبرا ان ذلك يشير الى ان الهدف هو إخلاء الحي المذكور وتهويده. وتدعي جماعات يهودية ان بلدة سلوان الفلسطينية مقامة فوق بلدة يهودية قديمة تدعى"مدينة داود". وأبدت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تمسكها ببقاء هذه البلدة تحت السيادة الاسرائيلية في اي حل سياسي مقبل. وقال رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية المحامي أحمد الرويضي إن قضية هذا الحي ظهرت قبل سنوات حين اصدرت بلدية القدس الغربية قرارات بهدم المنازل. واضاف ان القرار يعيد الى الاذهان هدم حي المغاربة في القدس عام 1967 وتحويله الى حي اليهودي. وقال ان بعض المنازل في هذا الحي مقام منذ ما قبل 1948. وتجري هيئة الآثار الاسرائيلية منذ سنوات عمليات حفر واسعة أسفل بلدة سلوان بحثاً عن آثار"مدينة داود". وأدت هذه الحفريات اخيرا الى انهيار ارضية أحد المدارس التابعة ل"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين"اونروا في البلدة.