اعتقدت أنه ما أن تبدأ مباريات"خليجي 19"حتى تخف حدة التوتر بين القنوات الفضائية، ليتسنى لنا التركيز على أهم ما جئنا من أجله، ولكي نتواصل مع بعضنا بعضاً، ولكن صراع الديوك في القنوات الفضائية ما زال مستمراً، بل انه يتعاظم وبإمكانه التأثير على علاقاتنا مع إخواننا وأصحابنا وجيراننا، فكلنا يعرف حق المعرفة أن دورة الخليج أقيمت بسبب إيماننا بضرورة التقاء الإخوان والجيران في دورة حبية أخوية مثيرة تقربنا من بعضنا بعضاً، ولا ضير من وجود الإثارة وتعاظم المنافسة وسخونة التصريحات والردود التي لا تحتمل التأجيل والتأويل، ولكن المعركة اللفظية بين القنوات الفضائية بين الجزيرة والكأس من ناحية ودبي وابوظبي الرياضية تحولت إلى حرب شعواء لا هوادة فيها، وهي بالتأكيد امتداد لحرب بدأت قبل عامين في"خليجي 18"التي أقيمت في الإمارات وعانت من خلافات كبيرة حول بيع الحقوق بين القنوات الأربع حتى اللحظات الأخيرة، لذلك فإن تصفية الحسابات بين القنوات تحول إلى تصفية حسابات شخصية ثم لحرب في الكلمات والعبارات التي وصلت إلى حد أنها أزّمت العلاقات بين الأشقاء وهذا ما لا نرتضيه على أنفسنا، فهذه رياضة، وكرة القدم ما هي إلا لعبة للمتعة والتشويق والإثارة، ولكنها ليست الإثارة التي تلجأ إليها بعض القنوات الفضائية في الوقت الحالي، صدقوني جماهيرنا العربية الخليجية أصبحت تحمل وعياً كاملاً بكل ما يدور بين القنوات الفضائية ويترقب أن يشاهد برامج رياضية مميزة من حيث المعلومات والأخبار والانفرادات والتحليل المميز والبرامج المنقولة من موقع الحدث، إضافة إلى وجود مذيعين ومحللين من ذوي الخبرة والكفاءة ولكن بطريقة عقلانية وموضوعية وهادفة، فلقد سئمنا المناقشات الحادة والعصبية والمتوترة التي لا تخدم مصلحة الكرة الخليجية وإنما تغذي غرور البعض، لذلك فإنني أطالب منذ الآن بوقف المهاترات بين جميع الأطراف والانتباه والتركيز على مباريات وأحداث البطولة وتقريب وجهات النظر، فلقد اخترعنا هذه البطولة لتقربنا لبعضنا بعضاً بدلاً من أن تبعدنا وتفرقنا، ولا بد من تغيير طريقة التفكير، فبدلاً من الاصطدام يجب أن نؤمن بثقافة قبول الآخر وأن يكمل بعضنا بعضاً في سبيل تقديم خدمة إعلامية وصحافية مميزة لشعوب المنطقة التي تعشق الكرة المستديرة وتلتف من حولها طوال الوقت. إلى الآن لم تختبر قوة بعض الفرق المشاركة في"خليجي 19"، فالفريقان البحرينيوالإماراتي بالذات واجها فريقين ضعيفين نوعاً ما، هما المنتخب العراقي الذي قدم مباراة باهتة أمام البحرين لذلك فمن الصعب أن نحكم عليه من خلال هذه المباراة التي أضعفت حظوظ العراق أو أنهتها تقريباً، والقضية نفسها تواجهنا عندما نتحدث عن منتخب الإمارات الذي فاز بسهولة غير متوقعة على المنتخب اليمني، لذلك فإنني اعتقد أن الاختبار الحقيقي أمام المنتخب الإماراتي سيكون غداً أمام قطر، خصوصاً بعد أن قدم القطريون مباراة كبيرة أمام المنتخب السعودي على رغم حالة التعادل، أما منتخبات عمان والكويت والسعودية وقطر فإن مستوى هذه الفرق سيتيح لها فرصة المنافسة على قمة البطولة، خصوصاً بعد أن أثبتت في مباراتها الأولى أنها جاهزة للمنافسة على القمة. رئيس القسم الرياضي في صحيفة"الإمارات اليوم"