استمرار حملة التنديد بإطلاق الصواريخ من الجنوب . إسرائيل تكثف طلعات طائراتها فوق الجنوب ودوريات للجيش و "يونيفيل" على الحدود

كثفت الطائرات الحربية الإسرائيلية طلعاتها في أجواء قرى صور وبنت جبيل وصولاً الى قرى منطقة الزهراني في جنوب لبنان غداة إطلاق صواريخ الكاتيوشا المجهولة"الانتماء"من القطاع الغربي في الجنوب باتجاه شمال إسرائيل أول من أمس.
وشهدت المناطق المحاذية للخط الأزرق هدوءاً ودوريات مكثفة لقوات"يونيفل"والجيش اللبناني، ووسعت"يونيفيل"من دائرة تحركاتها ودورياتها المؤللة والراجلة خصوصاً على جانبي الليطاني وشاطئ البحر. وتابع قائد الجيش العماد جان قهوجي التطورات في الجنوب والاجراءات المتخذة لحماية الاهالي والحفاظ على الاستقرار.
وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن الكتيبة الكورية العاملة في إطار"يونيفيل"كثفت دورياتها وعززت عمليات الحراسة بعد سقوط صواريخ أطلقت من لبنان على شمال إسرائيل ورد هذه الأخيرة بقصف مدفعي. ونقلت وكالة"يونهاب"الكورية الجنوبية للأنباء عن الناطق باسم وزارة الدفاع بارك سونغ قوله إن الكتيبة التي يطلق عليها اسم"وحدة دونغميونغ"رفعت درجة تأهبها ومستوى الإنذار من اللون الأصفر إلى الأسود من دون التقيد بتوجيهات أخرى. وكانت إسرائيل بعثت برسالة الى الأمم المتحدة احتجاجاً على إطلاق صواريخ الكاتيوشا على شمالها من جنوب لبنان، مطالبة المنظمة الدولية بالتحقيق الفوري بالحادث وتكثيف الجهود لمنع تكراره. واعتبرت إسرائيل العملية خرقاً للقرار 1701.
صفير: ما يجري لا يطمئن
وتوالت أمس، المواقف اللبنانية المستنكرة للخرق الذي حصل من لبنان للقرار 1701، ورأى البطريرك الماروني نصر الله صفير ان ما"يجري عندنا وعند غيرنا، وبخاصة عند غيرنا من أمور لا يطمئن وبالطبع هناك مهاجمات كلامية ومن ثم مهاجمات بالقنابل والمدافع وبآلات الحرب وهذا كله يقلق البال، ولكن نحن نأمل بالصلاة وبالطلب الى الله بقلوب بريئة، بأن يحقق لنا ما نسأله من أمان وطمأنينة وسلام للبنان، وعلينا نحن ان نتصرف بتعقل كما يتصرف الاخوة مع بعضهم بعضاً بالمحبة والتعاون المخلص، ولكن ما نراه لا يدل على أننا نتوجه هذا التوجه السليم وكل يحاول ان يؤثر في أخيه الإنسان، لا بل ان يقوى عليه ليسوده، وهذا ليس من شيم الكرام والمؤمنين، فعلينا ان نساعد بعضنا بعضاً على ان نبسط السلام في بلدنا ونكون دائماً يداً واحدة وقلباً واحداً في سبيل الخير والسلام والتعاون الأخوي المطلق في ما بيننا".
وأعلنت النائب نايلة معوض بعد زيارتها صفير رفضها"ما حصل بالأمس في الجنوب، ونشكر الله انه توقف، على ألا يكون ما حصل تجربة ومشروعاً نموذجياً لمحاولة زج لبنان في مشروع جديد تكون من نتائجه حرب جديدة على لبنان فتكون حتماً وحكماً كارثة على البلد".
ووصفت ما حصل بأنه"انقلاب على لبنان وعلى شرعية الدولة وعلى إعادة وضع لبنان في محاور إقليمية ضد مصلحتنا، ونكون فقط في مصلحة هذه الجهات الإقليمية من اجل ان تفرض علينا سيطرتها وخياراتها مجدداً في المنطقة". وتمنت ان"نبقى موحدين على رفض زج لبنان من جديد في مغامرات قد تجره الى حروب مدمرة". ودعت الجميع الى"العودة الى التعقل والحوار الوطني في العمق".
ورأى وزير الدولة وائل أبو فاعور، في حديث الى إذاعة"صوت لبنان"ان لبنان"تجاوز قطوع حادث إطلاق الكاتيوشا بسبب الموقف الموحد سياسياً في مجلس الوزراء وفي لبنان والذي يقضي برفض استدراجه الى مواجهة غير محسوبة".
ولفت الى"ان المواجهات في غزة لم تتوقف، بالتالي يمكن وفي أي لحظة أن يكون هناك أي عنصر دخيل على المعادلة اللبنانية ويعيد إقحام لبنان في ما لا يوافق عليه اللبنانيون، لذلك يجب ان يكون هناك حذر شديد وموقف واضح للبنان لتدارك أي تطورات مستقبلية".
وإذ أشار الى ان مجلس الوزراء أثار موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، قال:"لا يكفي ان نقول إننا نستنكر ما حصل ونستنكر ان تعمد جهة غير لبنانية الى أخذ الشعب اللبناني رهينة في حسابات غير لبنانية، ويجب ان يتم الشروع فوراً في تطبيق بنود الإجماع اللبناني لا سيما القرار المتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وأعتقد ان مجلس الوزراء مطالب بإجراءات فعلية بدل الاستنكار".
ورفض"حزب الوطنيين الأحرار"استدراج لبنان الى مواجهات جديدة، وأثنى على الموقف الرسمي ودعا الى"تنفيذ مقررات طاولة الحوار".
وكرر إدانته الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة"خصوصاً مجزرة مدرسة جباليا التي تستوجب تحقيقاً مستقلاً ومتابعة قانونية تجعل الدولة العبرية تتحمل مسؤولية عملها".
وأهاب بالمجتمع الدولي بذل الجهود"لوضع حد للارتكابات الإسرائيلية وفرض وقف نار لإعادة حظوظ المفاوضات على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338، ووضع الاتفاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين موضع التنفيذ ما يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وسيدة، وإلى حل سلمي انطلاقاً من إعادة الحقوق العربية".
واعتبر"اللقاء الوطني"في إقليم الخروب"ان عملية إطلاق الصواريخ أمر خطير جداً يهدف الى إسقاط القرار 1701 والتضحية مرة أخرى بلبنان"، مشدداً على أهمية"تثبيت الإجماع اللبناني على القرار الدولي ورفض جر لبنان الى أوضاع تطيح استقراره بما يخدم مخططات العدو الإسرائيلي".
نشر في العدد: 16717 ت.م: 10-01-2009 ص: 14 ط: الرياض