نددت فصائل فلسطينية بينها "حماس" بقرار اسرائيل إغلاق المعابر التجارية مع قطاع غزة أمس، واعتبرته "تراجعاً واضحاً" عن بنود اتفاق التهدئة. ورأت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في القرار الاسرائيلي بإغلاق معابر قطاع غزة"بمثابة تعطيل لبنود اتفاق التهدئة، الهدف منه ابتزاز الفصائل والشعب الفلسطيني، وتعطيل الدور المصري الذي يرعى هذا الاتفاق". واعتبر الناطق باسم حركة"حماس"فوزي برهوم القرار"تراجعاً واضحاً من الاحتلال عن اتفاق التهدئة ينسجم تماماً مع ما أعلنته الناطقة باسم الخارجية الإسرائيلية أميرة اورون أول من أمس أن فتح المعابر رهن إطلاق الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليت، وهذا يؤكد أن كل ما يتذرع به الاحتلال هو مبررات واهية، الهدف منها التنصل من استحقاقات التهدئة". وقال برهوم في تصريح صحافي أرسل نسخة منه الى"الحياة":"نحن في حركة حماس والفصائل الفلسطينية سندرس كل هذه التطورات، وهذا التراجع الصهيوني عن اتفاق التهدئة، وكذلك الخروق الإسرائيلية اليومية والمتكررة التي كان آخرها إطلاق النار المباشر على المواطنة عائشة عطايا وإصابتها بجروح خطيرة"شرق خان يونس جنوب القطاع يوم أمس. وأضاف:"سنعمل على تقويم هذه المرحلة وهذه الخروق من الاحتلال الصهيوني، وبالتواصل مع كل الفصائل الفلسطينية، والأطراف المعنية، وعلى رأسها مصر التي رعت اتفاق التهدئة، من أجل كشف زيف وكذب ادعاءات هذا الاحتلال بهدف فضحه والضغط عليه كي يلتزم كل ما جاء في بنود التهدئة". من جهته، دعا الأمين العام ل"لجان المقاومة الشعبية"في فلسطين الحاج كمال النيرب"أبو عوض"الحكومة المصرية إلى"العمل على تشغيل معبر رفح مع مصر في شكل يومي وعادي من أجل الاسهام في التخفيف من معاناة المواطنين في غزة، وخصوصاً المرضى والمصابين والطلاب والعالقين". وقال"أبو عوض"في تصريح صحافي أرسل نسخة منه الى"الحياة"أمس إن"المقاومة الفلسطينية تعتبر معبر رفح معبراً فلسطينياً مصرياً خالصاً لا سيادة فيه إلا لأصحابه، ويجب أن تخدم آلية تشغيله المصالح الفلسطينية - المصرية بعيداً عن أي ارتباط بملفات أخرى، حتى لا تغيب الحاجة الإنسانية الملحة للمواطن الفلسطيني التي يؤثر فيها استمرار إغلاق معبر رفح". وأضاف:"لا نريد أن يفتح معبر رفح للنزهة، بل هناك حاجة ملحة لإنقاذ حياة مئات من المرضى المكدسين في المستشفيات ولا يستطيعون السفر لاستكمال علاجهم، والمماطلة الصهيونية في ما يتعلق بمعبر رفح قد تجعل أبناءنا يدفعون الثمن حياتهم، فلا تجعلوا المعبر أداةً لابتزازنا". واعتبر أنه"بعد إعلان التهدئة وسريانها في قطاع غزة حسب المبادرة المصرية، من الطبيعي أن لا يكون هناك أي عائق على حركة المواطنين من قطاع غزة واليه، وذلك بعد عامين من الحصار الصهيوني الذي استهدف المواطن في حبة الدواء ولقمة العيش، من أجل كسر إرادة الصمود التي فشلت فشلاً ذريعاً بفضل الله عز وجل وإيمان شعبنا بعدالة قضيته". وثمّن"الدور المصري رئاسةً وحكومة وشعباً في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مختلف القضايا والأزمات التي تمر بها القضية الفلسطينية". وشدد"أبو عوض"على أن"مصر بوابة غزة للعالم الخارجي. كما أن فلسطين ومقاومتها خط الدفاع الأول عن مصر من الأطماع الصهيونية المعلنة والخفية على مصر وخيراتها". وفي هذه الأثناء، فتحت السلطات المصرية أمس معبر رفح الحدودي بالتنسيق مع وزارة الداخلية في الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية. وقال ل"الحياة"الناطق الاعلامي باسم الادارة العامة للمعابر محمد سلطان إن"حوالي 160 عالقاً من حملة الاقامات والطلاب وغيرهم، وحوالي 40 مريضاً اجتازوا المعبر أمس". وأضاف سلطان أن"عدد المرضى المسجلين لدى وزارة الصحة الراغبين في تلقي علاج في الخارج يبلغ حوالي 1500 من بينهم 250 مريضاً حالتهم الصحية صعبة لا تحتمل الانتظار، إضافة الى أن 5500 مواطن مسجلين راغبين في السفر من الطلاب وحملة الاقامات". ويفتح المعبر أبوابه اليوم الأربعاء للمغادرين، فيما سيخصص يوم غد للقادمين الى القطاع من العالقين في مصر أو دول أخرى. وفي غضون ذلك، طالب"أبو سليم"الناطق الرسمي باسم"كتائب المقاومة الوطنية"الذراع العسكرية ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"مصر بصفتها راعية اتفاق التهدئة، ب"ضرورة وقف السياسة الاستفزازية الإسرائيلية التي تمارس ضد أبناء شعبنا المتمثلة في الخرق اليومي للتهدئة، والإغلاق المتواصل للمعابر تحت ذرائع واهية، وإطلاق النار على منازل المواطنين في منطقة معبر صوفا شمال شرقي مدينة رفح جنوب القطاع والاجتياحات المتواصلة في الضفة الفلسطينية". وقال"أبو سليم"في تصريح صحافي أرسل نسخة منه الى"الحياة"أمس إن"الخروق الإسرائيلية للتهدئة متواصلة في ظل الالتزام الكامل من فصائل المقاومة بشروطها، حتى لا يكون هناك مبرر لإسرائيل لممارسة أي سياسة عدوانية في حق أبناء شعبنا". وأكد أنه"في حال استمرار الخروق الإسرائيلية للتهدئة، فمن حق فصائل المقاومة الدفاع عن أبناء شعبنا بكل الإمكانات المتاحة". الى ذلك، أعلنت"سرايا القدس"الذراع العسكرية ل"حركة الجهاد الإسلامي"في فلسطين أمس أن"ناشطيها تمكنوا من تنفيذ عدد من العمليات والمهمات العسكرية خلال شهر حزيران يونيو الماضي ضد مواقع جيش الاحتلال وجنوده ومستوطناته وآلياته". وحسب احصاءات نشرها المكتب الاعلامي ل"سرايا القدس"، نفذ ناشطوها"عمليات ومهمات، وأطلقوا على أهداف اسرائيلية محاذية للقطاع 85 صاروخاً محلي الصنع وقذيفة".