قالت مصادر متطابقة ل "الحياة" أمس إن الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والسوري بشار الأسد سيقران في لقائهما الرسمي في قصر الاليزيه بعد ظهر اليوم"خريطة طريق"تحدد خطوات محددة لتطوير العلاقات السورية - الفرنسية في المستقبل. ومن المقرر أن يصل الأسد وعقيلته السيدة أسماء صباح اليوم الى العاصمة الفرنسية، في أول زيارة إلى باريس منذ سبع سنوات. وكان وزير الخارجية وليد المعلم وصل بعد ظهر أمس إلى العاصمة الفرنسية. وأوضحت المصادر أن الاتصالات الديبلوماسية بين الجانبين السوري والفرنسي أسفرت عن الاتفاق على أن يتناول لقاء الأسد وساركوزي خمسة عناوين: العلاقات الثنائية، الأوضاع في لبنان، عملية السلام والمفاوضات السورية - الإسرائيلية، العلاقة السورية - الأوروبية، وتطورات الوضع الفلسطيني سواء بعملية السلام أو ما يتعلق بالحوار بين السلطة الوطنية الفلسطينية و"حماس". ولن يصدر بيان مشترك في ختام اللقاء، لكن الاتصالات لا تزال مستمرة للبت في ما إذا كان سيصدر بيان صحافي مشترك أم أنه سيتم إصدار بيانين مستقلين يلخصان العناوين التي بحثت في اللقاء. وقالت مصادر سورية إن ساركوزي يلتقي الأسد بصفته رئيس فرنسا وليس بصفته رئيساً للاتحاد الأوروبي. وبحسب المعلومات المتوافرة ل"الحياة"أن الأسد وساركوزي سيقران"خريطة طريق"لتطوير العلاقات الثنائية، إذ يتوقع أن يؤكد الجانب السوري قراره ايفاد سفير إلى باريس باعتبار أن"القرار اتُخذ وتجري دراسة مجموعة من الاسماء"المقترحة لهذا المنصب. وأوضحت المصادر السورية والفرنسية أن المرحلة المقبلة ستشهد سلسلة من الخطوات المحددة، إذ يقوم نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري بزيارة باريس يومي 21 و22 الشهر الجاري في حين يقوم وفد برلماني فرنسي يضم ستة نواب برئاسة فيليب ماريني بزيارة دمشق بين 23 و28 الشهر الجاري. كما سيتوجه وفد اقتصادي فرنسي كبير إلى دمشق في تشرين الأول اكتوبر المقبل. وبدأ الحديث عن احتمال اعادة احياء صفقة شراء شركة الطيران السورية عدداً من طائرات"ايرباص". كما وعد مسؤولون فرنسيون نظراءهم السوريين بتحريك اتفاق الشراكة خلال ترؤس فرنسا للاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من العام الجاري. واكدت المصادر أن الطرفين السوري والفرنسي أقرا مبدأ أن يقوم وزير الخارجية برنار كوشنير بزيارة دمشق، ربما في آب اغسطس المقبل، تمهيداً لزيارة رسمية يقوم بها ساركوزي قبل نهاية العام، حيث يجري الحديث عن شهري أيلول سبتمبر وتشرين الأول اكتوبر المقبلين. وعلم أن كوشنير أبلغ مسؤولين أوروبيين انه ينوي بحث"علاقة سورية وأوروبا"على مأدبة الغداء مع نظرائه الأوروبيين قبل نهاية الشهر الجاري. وفي هذا المجال، قالت مصادر ديبلوماسية بريطانية إن لندن لا تزال تربط الانفتاح الأوروبي على دمشق بتطورات الملف العراقي خصوصاً في المجال الأمني، ذلك أن لندن تطالب بدور سوري في تفكيك"شبكات ارهابية"وبتعاون أمني مع بريطانيا في مقابل تأكيد دمشق لقيام السلطات السورية بواجبها والمطالبة بمظلة سياسية للتعاون الأمني. وقالت مصادر سورية إن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند طلب موعداً مع المعلم خلال وجوده في باريس. كما أن وزير الخارجية التركي علي باباجان طلب لقاء المعلم، لاطلاعه على نتائج الاتصالات التركية في شأن المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل خصوصاً أن أنقرة باتت تلح على نقلها إلى المفاوضات المباشرة. وسيكون هذا جزءاً من لقاء الأسد وساركوزي. وقالت مصادر سورية إن دمشق تريد انخراطاً أوروبياً أكبر في المفاوضات باعتبار أن ادارة الرئيس جورج بوش غير مهتمة بتحقيق السلام، مشيرة إلى أن المفاوضات المباشرة تنتظر الادارة الجديدة لرعايتها. وسيلتقي الرئيس الأسد في باريس الرئيس اللبناني ميشال سليمان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو. وقالت المصادر السورية إن لقاء الأسد وسليمان سيتناول عناوين اساسية تتعلق بالتعاون لأمن واستقرار البلدين ودعم سورية الحوار الوطني اللبناني واستعدادها لإقامة علاقات ديبلوماسية بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية، اضافة الى احتمال التنسيق في المفاوضات مع اسرائيل، مع توقع تجديد الدعوة للرئيس سليمان كي يزور دمشق. ووضعت المصادر السورية هذه الاتصالات في اطار المناخ الايجابي الجديد، وقالت:"عندما يكون السلوك السوري لمصلحة خفض التوتر ويثبت انه جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلة، تتشجع الأطراف الأخرى على الاقتراب لإطلاق حوار سياسي واقتصادي وفني". إلى ذلك، عقد كبار الموظفين والخبراء في الدول العربية اجتماعاً تنسيقياً في باريس بعد ظهر أمس قبل الاجتماع المخصص لممثلي جميع الدول المتوسطية لحل العقد السياسية والفنية قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يسبق بدوره اجتماع الوزراء صباح الأحد.