سحبت الولاياتالمتحدة قنابلها النووية من قاعدة ليكنهيث البريطانية منهية بذلك تواجداً في المملكة المتحدة بدأ قبل 54 عاماً، عندما ركزت فيها اول قواتها النووية الضاربة في ايلول سبتمبر 1954. ومع ان الحكومتين البريطانية والاميركية لم تعلنا الامر رسميا، ورفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق عليه، اعلن"اتحاد العلماء الاميركيين"الذي يراقب الترسانة النووية الاميركية، على موقعه الالكتروني، انه"تأكد من سحب الاسلحة من القاعدة البريطانية عبر مصادر عدة". وكتب الخبير النووي هانز كيرستينسن، في تقرير من ثلاث صفحات على الموقع، ان سحب هذه الاسلحة من القاعدة البريطانية الواقعة في سافولك 70 كلم من لندن جاء بعد انهاء الوجود النووي الاميركي في قاعدة رامستين في المانيا العام 2005 وقاعدة عسكرية في اليونان العام 2001، ما يعني ان الولاياتالمتحدة باغلاقها تمركزها النووي في ثلاث قواعد تقع في بلدين اطلسيين خفض الاعتماد على القوة الرادعة للقنابل النووية التي تنقلها القاذفات الاستراتيجية. واشار الى ان واشنطن ركزت بعض قوتها النووية الضاربة، المحمولة جواً، حالياً في ست قواعد في اوروبا من بينها قاعدتان اميركيتان آفيانو في ايطاليا وانجرليك في تركيا اضافة الى قواعد في كل من بلجيكاوهولنداوالمانياوايطاليا، لكن قاعدتا آفيانو وانجرليك تبقيان الاساس. وكانت الولاياتالمتحدة تحتفظ بنحو 7 الاف قنبلة نووية في اوروبا في عز الحرب الباردة، تم سحب غالبيتها في التسعينات. وقال كيرستينسن"لم تبق الاستراتيجية الاميركية حالياً سوى على عدد قليل نسبياً من القنابل في القواعد الست" مشيراً الى ان العدد يراوح بين 140 و240 قنبلة نووية من نوع"بي ? 61"، بعدما اصبح الاعتماد على القوة الصاروخية الضاربة المزودة رؤوساً نووية التي تتركز في الولاياتالمتحدة او في الغواصات والسفن الحربية في اماكن عدة من البحار والمحيطات في العالم. وتساءل عن الاسباب التي دفعت الحلف الاطلسي الى ابقاء الامر سرا.ً وقال"انها احجية لكن يبدو ان كل ما هو نووي هو من الاسرار". ويقدر عدد القنابل النووية في اوروبا، قبل اخلاء القاعدة البريطانية، بما يراوح بين 200 و350 قنبلة من نوع"بي ? 61". وتزامن الحديث عن اخلاء بريطانيا من الاسلحة النووية الاميركية مع تطورات الازمة النووية الايرانية والاعلان ان كوريا سلمت الصين بياناً بانشطتها النووية يتضمن معلومات دقيقة عن برامجها النووية. وتساءل كيرستينسن عن الاسباب التي تدفع الولاياتالمتحدة الى الابقاء على بعض اسلحتها النووية في دول اطلسية تحميها المظلة النووية الاستراتيجية الاميركية، في حين لا تحتفظ واشنطن باي اسلحة نووية في كل من اليابان وكوريا اللتين تدخلان في نظام الحماية الاميركي. وكان كيرستين كتب تقريراً في 19 الشهر الجاري اشار فيه الى ان تحقيقاً اجرته قيادة السلاح الجوي الاميركي خلص الى ان اجراءات الامن في القواعد الاوروبية التي تضم اسلحة نووية اميركية،"غير كافية ولا تتناسب مع المتطلبات الامنية"مشيراً الى ان توصيات تقرير للسلاح الجوي حتمت سحب القنابل النووية من قاعدة اوروبية واحدة اضافة الى"تأمين"القواعد الاخرى باسلوب افضل. وكان الجنرال روجر برادي قائد القوات الجوية الاميركية في اوروبا زار قاعدتي بروجل في بلجيكا وفولكل في هولندا حيث توجد قنابل نووية اميركية يمكن ان تستخدم في طائرات"اف ? 16"التي يملكها سلاحا الجو الملكيين في البلدين. ومنذ اعتداءات ايلول سبتمبر 2001 انفقت الولاياتالمتحدة بلايين الدولارات لحماية امنها الداخلي، خصوصاً المحطات النووية وقواعد الصواريخ المحملة اسلحة نووية. يُشار الى ان المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جون ماكين لا يرى فائدة في الابقاء على الاسلحة النووية الاميركية في اوروبا. وقال في 27 ايار مايو الماضي"في حال انتخابي، وبعد التشاور مع الحلفاء في اوروبا، سابحث مع القيادة الروسية في سبل انهاء الانتشار النووي في القارة الاوروبية".