نقل السفير السعودي لدى لبنان عبدالعزيز خوجة الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان احتجاج المملكة العربية السعودية على بعض التصريحات التي تسيء إليها وإلى المسؤولين فيها. وأعرب سليمان خلال استقباله خوجة في بعبدا أمس، عن حرصه"الشديد على حسن العلاقات بين الدول العربية وعدم السماح بتعكيرها أو التعرض لها او الإساءة اليها، انطلاقاً من حرصه على التضامن العربي ومنعة القضايا القومية ورفضه في الوقت نفسه التعرض بأي شكل لهذه الدول ورؤسائها التزاماً بالقوانين المرعية". وشدد سليمان على أن السعودية داعم أساسي للبنان في كل المراحل والحقبات والمحطات وفي شتى المجالات، ودان التعرض لها. وعلمت"الحياة"أن خوجة التقى أمس سليمان بناء على رغبة الأخير، بعدما أجرت الدوائر المعنية في القصر الجمهوري أول من أمس اتصالاً بخوجة، نقلت فيه استنكار الرئيس المواقف المسيئة الى العلاقات بين البلدين، والمرفوضة من كل اللبنانيين، وأبلغته رغبة الرئيس في اللقاء الذي تم أمس. وكانت تصريحات رئيس حركة"التوحيد"الوزير السابق وئام وهاب والتي يتحامل فيها على السعودية مستخدماً تعابير غير مألوفة في الحياة السياسية اللبنانية، قوبلت بحملة تنديد واسعة نظراً الى العلاقات التاريخية بين لبنان والسعودية، والدور السعودي الداعم للبنان في كل المحن، وآخرها خلال عدوان تموز، ووقوف المملكة على مسافة واحدة من الجميع. صلوخ وكذلك استغرب وزير الخارجية فوزي صلوخ الذي زار خوجة أول من أمس للهدف ذاته،"بعض التصريحات والمواقف التي تنال في شكل مسيء من السعودية"، آملاً"من الجميع مراعاة علاقات لبنان الأخوية مع المملكة". ودعا صلوخ في تصريح له أمس إلى"عدم التنكر لدور المملكة في لبنان والذي طالما تميز بالدعم والمساندة وبالمساعدات الخيّرة التي قدمتها السعودية سياسياً واقتصادياً للبنان وشعبه، فضلاً عن استضافة عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين يعملون في المملكة، وينعمون برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والسلطات السعودية". وأكد أن"مصلحة لبنان لا تتأمن بتناول الدول الشقيقة بالسوء والتنكر لها بهذا الشكل، لا سيما ان السعودية بلد محوري في العالم العربي والإسلامي، ولها موقع مرموق دولياً"، ومشدداً على أن"من مصلحة لبنان الحفاظ على أفضل العلاقات معها وعدم التنكر للتاريخ الطويل من العلاقات اللبنانية - السعودية التي امتازت بالأخوة والاحترام". رحلة ألمانيا ونتائج دمشق إلى ذلك يغادر سليمان بيروت اليوم الى المانيا في زيارة رسمية تستغرق يومين يلتقي خلالها نظيره الألماني هورست كوهلر والمستشارة أنغيلا مركل وعدداً من كبار المسؤولين الألمان تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة. ويرافق سليمان وفد يضم وزراء: التربية والتعليم العالي بهية الحريري، والدفاع الوطني الياس المر، والشؤون الاجتماعية ماريو عون. ورأس سليمان في بعبدا قبل ظهر أمس اجتماعاً للوفد المرافق تم خلاله وضع اللمسات الأخيرة على المواضيع التي ستتناولها المحادثات اللبنانية - الألمانية. وكان سليمان التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي وضعه في أجواء زيارته لدمشق ونتائج المحادثات التي أجراها مع المسؤولين السوريين وفي طليعتهم الرئيس بشار الأسد. وصدر أمس عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان جاء فيه:"تناقل بعض وسائل الإعلام كلاماً منسوباً الى قائد الجيش العماد جان قهوجي حول طبيعة التجهيزات المرتقبة للمؤسسة العسكرية. ان قيادة الجيش تنفي هذا الكلام وتؤكد أن لا صحة له على الاطلاق". شيباني من جهة أخرى، زار السفير الإيراني لدى لبنان محمد رضا شيباني كلاً من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، والعلامة السيد محمد حسين فضل الله، وأطلعهما على أجواء سليمان الأخيرة لإيران. وقال شيباني إنه شرح لقبلان النتائج التي ستنعكس في المستقبل لزيارة سليمان لإيران"في الاتجاه الذي يخدم مصلحة الشعبين والدولتين". وبعد زيارته فضل الله، أكد شيباني حرص بلاده على استقرار لبنان والحفاظ على سيادته، مشدداً على أن"إيران ستواصل دعمها للبنان والدولة اللبنانية في المجالات المتعددة، وخصوصاً في مجال الإعمار وإعادة بناء مقومات البنى التحتية التي دمرها العدوان الإسرائيلي في خلال حرب تموز يوليو 2006". نشر في العدد: 16678 ت.م: 02-12-2008 ص: 17 ط: الرياض