رفض الرئيس السوداني عمر البشير مجدداً التعامل مع المحكمة الجنائية الدّولية، وقال إن بلاده لن تستجيب مطالب المحكمة بتسليم المطلوبين للمحاكمة بتهم التورط في جرائم دارفور وهما الوزير أحمد هارون وزعيم قوات الدفاع الشعبي السابق علي كوشيب. وتحدث البشير في كلمة ألقاها أمام حشد من المواطنين في منطقة المزموم بولاية سنار وسط، وأكد رفضه تسليم أي مواطن سوداني للمحاكمة خارج البلاد، مؤكداً ثقته في القضاء السوداني لمحاكمة كل من تثبت ضده أي جريمة. وكشف البشير أنه تعرض للمساومة بتسليم هارون وكوشيب في مقابل اسقاط التهم التي يريد مدعي المحكمة الجنائية توجيهها ضده، لكنه رد قائلاً:"لن أسلم قطة من السودان". في غضون ذلك، توجه إلى جوبا العاصمة الاقليمية لجنوب السودان، أمس، نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه في زيارة غير معلنة يبحث خلالها في جملة من القضايا على رأسها اعلان حكومة الجنوب إغلاق الحدود مع الكونغو، بسبب الهجوم المشترك بين القوات الكونغولية والاوغندية ضد"جيش الرب"قرب الحدود السودانية. من جهته، أعلن رئيس تحالف أحزاب جنوب السودان مارتن اليا لومورو تأييده العمليات العسكرية ضد"جيش الرب"، مؤكدا أن ذلك سيقود إلى حماية مواطني جنوب السودان مما وصفه بتهديدات هذه المجموعة التي يقودها جوزف كوني. وكان كبير الوسطاء في المحادثات بين الحكومة الأوغندية و"جيش الرب"الدكتور رياك مشار، نائب رئيس حكومة جنوب السودان، نفى مشاركة حكومة الجنوب في الهجوم المشترك على"جيش الرب". مشيراً إلى أن الحكومة الاقليمية أغلقت حدودها مع اوغندا لمنع انتقال النزاع بين الأطراف الأوغندية إلى السودان. ويُذكر أن جوزف كوني زعيم"جيش الرب"يرفض توقيع اتفاق سلامٍ مع الحكومة الأوغندية بوساطة من حكومة جنوب السودان ما لم تُسحب مذكرة الاعتقال الصادرة ضده من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب شمال أوغندا. نشر في العدد: 16694 ت.م: 18-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: البشير : لن أسلم "قطة" إلى المحكمة الجنائية