غادر الرئيس الافغاني حميد كارزاي كابول امس، متوجهاً الى كامب ديفيد ولاية ماريلاند شرق الولاياتالمتحدة حيث يجري محادثات مع نظيره الاميركي جورج بوش. وقالت الرئاسة الافغانية في بيان امس، ان المحادثات بين كارزاي وبوش ستتناول اعادة اعمار افغانستان ومقتل مدنيين في عمليات عسكرية غربية في هذا البلد ومكافحة الارهاب والمخدرات. وكان عدد الضحايا المدنيين بسبب غارات اميركية تزايد في افغانستان، نتيجة عدم قدرة الطيارين على التمييز بين مقاتلي حركة"طالبان"وتجمعات السكان العاديين. وتأتي زيارة كارزاي للولايات المتحدة والتي تستغرق يومين، وسط ازمة الرهائن الكوريين الجنوبيين المحتجزين لدى"طالبان"منذ 19 تموز يوليو الماضي. وتطالب الحركة بمبادلتهم ببعض معتقليها في السجون الافغانية. واعلن مسؤولو"طالبان"امس، انهم لم يتوصلوا الى اتفاق على مكان عقد محادثات مباشرة مع ديبلوماسيين من كوريا الجنوبية يسعون الى اطلاق 21 من مواطنيهم خطفوا قبل أكثر من اسبوعين. والوفد الكوري الجنوبي موجود حالياً في اقليم غزني جنوب غربي كابول حيث خطف المتطوعون المسيحيون في 20 تموز. ويسعى الوفد الى اجراء محادثات وجهاً لوجه مع الخاطفين. وتريد"طالبان"عقد المفاوضات اما في مناطق تسيطر عليها أو تقديم الاممالمتحدة ضمانات لسلامة وفدها اذا عقدت المحادثات في مكان آخر. وقال قاري محمد يوسف الناطق باسم"طالبان"ان"اتصالات ومحادثات مازالت تجري لاتخاذ قرار في شأن مكان عقد المحادثات، لكن لم يتم التوصل الى اتفاق." وأضاف الناطق ان"طالبان لم تتلق اقتراحات من الجانب الكوري في شأن المكان الذي يرغب في عقد اجتماع فيه وجهاً لوجه". وطلبت كوريا الجنوبية اجراء المحادثات محاولة كسر الجمود في أزمة الرهائن. وقتلت"طالبان"اثنين من المحتجزين لديها وهددت بقتل الباقين اذا لم تطلق الحكومة الافغانية سجناء من الحركة. ورفضت كابول تحرير رجال"طالبان"المسجونين، معتبرة انذلك يشجع على المزيد من عمليات الخطف. وأبلغت سيول المتمردين بأن هناك حدوداً لما يمكنها فعله بما انها لا تمتلك سلطة تحرير سجناء من الحركة من سجون افغانية. وقال يوسف:"ابلغ الفريق الكوري طالبان بأنه سيقنع كابول بِإطلاق سجناء طالبان." واتهم حاكم غزني معراج الدين باتان ما وصفه ب"طالبان الباكستانية وعملاء من الاستخبارات الداخلية الباكستانية"باحتجاز الرهائن. وقال باتان:"في البداية كانت طالبان المحلية متورطة لكن بعد أيام وصل أعضاء من طالبان الباكستانية وضباط من الاستخبارات الباكستانية تخفوا في هيئة مقاتلي طالبان الى المنطقة وتولوا السيطرة على الوضع." وساندت الاستخبارات الباكستانية حركة"طالبان"لدى صعودها لتسيطر على غالبية أفغانستان في منتصف التسعينات، لكنها اسقطت مساندتها للحركة في أعقاب هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. وعادة، يتهم مسؤولون أفغان الاستخبارات الباكستانية بمساندة وايواء متمردي"طالبان"سراً. وتنفي باكستان الاتهام. ورفض الناطق باسم"طالبان"اتهام باتان، وقال انه أدلى بتلك التصريحات لأن الحكومة الافغانية"ترغب في صرف الانتباه عن ضعفها الخاص". وقد تعرقل الاتهامات لباكستان، مؤتمراً كبيراً للسلام لشيوخ القبائل الافغانية والباكستانية يعقد خلال أيام، بهدف الاتفاق على كيفية منع رجال"طالبان"والقاعدة من التسلل عبر الحدود. هجومان على صعيد آخر، قال مسؤولون افغان، ان مقاتلي"طالبان"قتلوا تسعة من رجال الشرطة وأصابوا ثمانية آخرين بجروح في هجمات منفصلة في الجنوب والجنوب الشرقي خلال الساعات ال 24 الماضية. وقال شاليزي ديدار حاكم ولاية كونار الشرقية ان ثلاثة من الشرطة قتلوا واصيب ثلاثة عندما انفجرت قنبلة مزروعة على الطريق في سيارتهم في الولاية امس. وقال شاه وصي منغل الناطق باسم الولاية ان مقاتلي"طالبان"قتلوا شرطيين افغانيين وأصابوا ثلاثة في هجوم على مركز للشرطة في منطقة تشابا دارا في جزء آخر من كونار أيضاً. واعلن مقاتلو"طالبان" مسؤوليتهم عن الهجومين. وقال الناطق باسم الحركة:"قتلنا سبعة من الشرطة الافغانية وهاجمنا ثلاث نقاط تفتيش للشرطة في منطقة تشابا دارا في كونار". وفي حادث منفصل، قال عبد الله وردك حاكم ولاية لوغر الجنوبية ان أربعة من رجال الشرطة الافغانية قتلوا واصيب ثلاثة بجروح، عندما انفجرت قذيفة صاروخية في سيارتهم في الولاية ليل اول من امس.