جدد الرئيس محمود عباس امس مطالبته بنشر قوات دولية في قطاع غزة. وقال عباس لدى استقباله رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في رام الله: "أكدنا ضرورة نشر قوات دولية في قطاع غزة من أجل تأمين وصول المساعدات الانسانية، وحرية حركة المواطنين ودخولهم وخروجهم الى القطاع ومنه، ووقف معاناتهم التي تَظهر مشكلة العالقين على معبر رفح شاهداً على هذه المعاناة الرهيبة". وقال مساعدون للرئيس عباس انه يرى في القوات الدولية وسيلة لادارة قطاع غزة، ومعالجة مشكلات اهل القطاع الذين يتعرضون لحصار في ظل حكم حركة"حماس". وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع برودي انه يطلب من العالم ان لا يعاقب اهل قطاع غزة جراء جرم اقترفته"حماس"، مشيرا بذلك الى سيطرة الحركة على القطاع بالقوة العسكرية في الرابع عشر من الشهر الماضي. وكانت اسرائيل اغلقت المعابر الموصلة الى غزة، خصوصاً معبر"رفح"الرابط الوحيد للقطاع مع العالم الخارجي، بعد سيطرة"حماس". وجاءت خطوة اسرائيل بعد مغادرة بعثة المراقبين الاوروبيين للمعبر الذي كانت تديره السلطة الفلسطينية. وترفض اسرائيل اعادة"فتح"المعبر من دون وجود بعثة المراقبين الاوروبيين ما ادى الى تراكم نحو ستة آلاف مسافر عائد على الجانب المصري من المعبر. ويعيش هؤلاء المسافرون الذين كانوا في الخارج عندما سيطرت"حماس"على غزة محنة انسانية كبيرة. فقد توفي بعض المرضى والمسنين منهم ونقل آخرون الى مستشفيات في مصر جراء مضاعفات مرضية. واتفقت مصر واسرائيل على اعادة هؤلاء العالقين عبر معبر تسيطر عليه اسرائيل لكن"حماس"رفضت ذلك خشية ان يشكل ذلك سابقة لاعادة السيطرة الاسرائيلية على المعابر الواصلة بين غزة والخارج، وايضا خشية تعرض عدد من اعضائها العائدين من دورات ومهمات في الخارج للاعتقال. وقالت مصادر في مكتب الرئيس عباس انه يرى ان الحل الوحيد لمشكلة الحصار الذي يتعرض له القطاع هو وجود قوات دولية تشرف على المعابر وتوفر الحماية لاهالي القطاع من الاعتداءت الاسرائيلية. واعلنت"حماس"رفضها دخول قوات دولية الى القطاع، وتعهدت بمقاومتها معتبرة اياها"عودة للوصاية الدولية على الشعب الفلسطيني". وربما تكون المواقف الفلسطينية المتعارضة من هذه المسألة سببا في تردد المجتمع الدولي في نشر مثل هذه القوات في القطاع في هذه المرحلة. وقال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في المؤتمر الصحافي المشترك مع عباس:"لا بد من اتفاق واضح بين مختلف الاطراف على نشر القوات الدولية وتعريف دورها". واضاف:"لم نصل بعد الى اتفاق حول هذه الامور ولسنا قريبين جدا منه". واعلن برودي عن مواصلة دعم بلاده للرئيس محمود عباس وحكومة سلام فياض بصورة مباشرة وعبر الاتحاد الاوروبي. وقال انه حكومته ستوفر قرضا للسلطة بقيمة 25 مليون يورو. وجدد عباس رفضه الحوار مع حركة"حماس"قبل اعادة الامور في قطاع غزة الى ما كانت عليه قبل الانقلاب. وقال:"لا حوار مع الانقلابيين قبل اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل الانقلاب".