ينتخب أعضاء حزب "العمل" الإسرائيلي اليوم زعيما جديداً للحزب وسط منافسة شديدة بين المرشحيْن اللذين وصلا إلى المرحلة الثانية والحاسمة: زعيم الحزب رئيس الحكومة سابقاً ايهود باراك ورئيس جهاز الاستخبارات شاباك سابقاً النائب عامي أيالون. وسيحل الفائز محل وزير الدفاع عمير بيرتس الذي خسر المنافسة في الجولة الأولى التي جرت قبل أسبوعين. وأقر معدو استطلاعات الرأي بصعوبة تكهن النتائج حيال التنافس اللصيق بين الرجلين، رغم ان غالبية وزراء"العمل"ونوابه تؤيد باراك بداعي انه صاحب خبرة أفضل من ايالون ومن دون إخفاء حقيقة ان باراك هو أكثر الشخصيات التي تقلدت أوسمة بطولة عسكرية في تاريخ اسرائيل وأنه الأنسب لمنصب وزير الدفاع. وكان نحو 36 في المئة من أعضاء الحزب الشريك في الائتلاف الحكومي انتخبوا باراك في الجولة الأولى مقابل نحو 31 في المئة دعموا أيالون و22 في المئة اختاروا بيرتس و8 في المئة صوتوا للنائب اوفير بينيس وأقل من 3 في المئة اختاروا النائب داني ياتوم. وإذ لم ينجح أي من المرشحين في حصد 40 في المئة من الأصوات على الأقل لإعلانه فائزاً انتقل صاحبا أكبر عدد من الأصوات للجولة الثانية والحاسمة. وأعلن بيرتس دعمه لأيالون لكن مراقبين يشككون في ما إذا كان أنصار معسكر بيرتس سينصاعون"ككتلة واحدة"لرغبة بيرتس. وفي المقابل أعلن بينيس دعمه باراك"مقابل التزام الأخير عدم الجلوس في حكومة بزعامة اولمرت". ومن المفارقات ان الأعضاء العرب في الحزب الصهيوني هم الذين سيحسمون الانتخابات اليوم إذ يشكل أعضاء"اللواء العربي"و"اللواء الدرزي"في الحزب 21 في المئة من مجموع الأعضاء لم يتردد الآلاف منهم في التصويت لباراك الذي يقاطعه قادة الأحزاب العربية الوطنية والإسلامية منذ إصداره الأوامر، حين كان رئيساً للحكومة، للشرطة عام 2000 بقمع هبة عرب الداخل التضامنية مع الانتفاضة في أراضي العام 1967 ما تسبب في قتل 13 شاباً عربياً. لكن أنصار باراك العرب يردون على مقرّعيهم بالتذكير بأن بيرتس الذي حظي بحصة الأسد من أصوات الأعضاء العرب في الجولة الأولى ليس أقل تطرفاً وكان شريكاً أساسياً في الحرب على لبنان وقتل مئات الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن يدي"رئيس شاباك"أيالون ملطخة هي أيضاً بدماء فلسطينيين. ووفقاً لأوساط قريبة من رئيس الحكومة ايهود اولمرت فإنه يفضل رؤية باراك يجلس على كرسي وزير الدفاع لاعتقاده أن من شأن ذلك أن يمنحه وحكومته شرعية أفضل في الشارع الإسرائيلي الذي وإن كان ليس من المعجبين بباراك الشخص، على خلفية مغادرته المعترك السياسي إلى عالم الأعمال حيث ضاعف ثرواته، إلا أنه يرى فيه الشخصية الأنسب للجلوس على أهم كرسي في الحكومة خصوصاً بعد فشل الحرب على لبنان وفي وقت لا تكف إسرائيل عن الحديث عن حرب محتملة مع سورية وعن تهديد ايران لوجودها. في المقابل يتوقع اولمرت أن يقوم أيالون بسحب الحزب من الحكومة ما يعرضها للسقوط والذهاب إلى انتخابات مبكرة سيخسرها اولمرت وحزبه"كديما"بكل تأكيد. من جهة اخرى، نقلت صحيفة"هآرتس"عن أوساط اولمرت انه في حال فوز أيالون بزعامة"العمل"فإنه سيقترح عليه منصب وزير المال على أن يعيد وزارة الدفاع إلى القطب في"كديما"وزير النقل شاؤول موفاز. وردت أوساط أيالون على هذا النبأ بتأكيد رغبته في تولي وزارة الدفاع والمطالبة أيضاً بحقيبة المال لحليفه النائب أفيشاي برفرمان. إلى ذلك، ينتخب البرلمان الإسرائيلي الكنيست غداً الأربعاء رئيساً جديداً للدولة مع انتهاء ولاية الرئيس موشيه كتساف. ويخوض المنافسة ثلاثة نواب هم النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز ورئيس الكنيست السابق رؤوبين ريبلين ليكود وكوليت أفيتال "العمل". ورغم ان بيريز هو مرشح الحزب الحاكم"كديما"ومدعوم من نواب حركة"شاس"الدينية الشرقية المتشددة وحزب"المتقاعدين"ونواب من"العمل"واليسار الصهيوني إلا أن أحداً لا يجرؤ على الجزم بأن عجوز السياسة الإسرائيلية بيريز 84 عاماً سيفوز بالمنصب لسببين أولهما أن التصويت سري ولا معنى جدياً للالتزام، والثاني ان بيريز خسر كل المعارك الانتخابية التي خاضها في حياته السياسية، حتى أمام مغمورين مثل موشيه كتساف وعمير بيرتس، ما منحه"بجدارة"لقب"الخاسر الأبدي".