دعا الرئيس اللبناني اميل لحود رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة وجميع المعنيين الى الالتقاء في أسرع وقت ممكن للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تحل كل القضايا المطروحة ويتم في الوقت نفسه فك الاعتصامات في الوسط التجاري في بيروت تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري. وشدد لحود في لقاء مع الاعلاميين المعتمدين في قصر بعبدا أمس على أن ما يجب أن يحصل الآن هو تسليم كل من اعتدى على الجيش اللبناني الى العدالة وهذا في صلب الجهود والمساعي التي تبذل حالياً. وأضاف لحود:"أما ان نقول إننا نريد القيام بحرب على المخيمات فهذا ليس لمصلحة لبنان التي تكمن في ضمان حق عودة الفلسطينيين الى أرضهم وتنتهي المشاكل عندنا". واعتبر لحود ان"اسرائيل هي المستفيد الوحيد مما يحصل اليوم وليس أي طرف لبناني لأن مصلحتها في حصول معارك داخلية في لبنان لتدمير الوطن". وقال:"يجب أن نعرف ماذا يجري في المنطقة لنصل الى فهم ما يجري اليوم في لبنان ابتداءً من كلام رئيس الوزراء البريطاني المقبل غوردن براون الذي قال إن أول ما سيقوم به هو الانسحاب من العراق اضافة الى النقاش الاقليمي حول تطورات الأوضاع والمساعي لعقد مؤتمر على غرار مؤتمر مدريد وقول الاسرائيليين انهم على استعداد للقبول بالمبادرة العربية شرط اسقاط بند حق العودة من المبادرة العربية ما يؤدي الى خراب لبنان". ورحب لحود بموقف نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان الذي دعا الى عقد اجتماع في قصر بعبدا يضم الرؤساء لحود وبري والسنيورة، مشيراً الى انه كان دعا الجميع منذ ثلاث سنوات الى المجيء الى قصر بعبدا لكنهم لم يتجاوبوا مع دعوته. وأكد أن على الفصائل الفلسطينية توقيف عناصر"فتح الاسلام"ووضع حد لها لأنها هي التي تشرف على الأمن داخل المخيمات وليس الدولة اللبنانية وعليها أن تساعد الدولة عملياً وليس فقط بالكلام. ورأى لحود أن من الممكن أن يكون هناك مخطط لإضعاف الجيش اللبناني والدولة تمهيداً لتدويل لبنان ونشر قوات دولية فيه، معتبراً أن ذلك يتحقق"اذا ضعف لبنان وهذا يحصل عندما نتلهى ببعضنا بعضاً ونعيد الأمور الى ما كانت عليه قبل الطائف". كما دعا جميع اللبنانيين سواء كانوا في الأكثرية أم في المعارضة أم على الحياد الى أن يلتفوا حول الجيش الذي يقوم بواجباته. وأضاف لحود:"بالنسبة اليّ لا حكومة شرعية، وأنا رئيس المجلس الأعلى للدفاع والقائد الأعلى للجيش وقلت نحن الى جانبكم ولا أحد يعتدي على الجيش". وكشف عن معلومات وردت اليه حول مشاركة بعض الذين خرجوا من السجن من المتهمين في احداث الضنية ضد الجيش اللبناني في الأحداث الدائرة حالياً، لافتاً الى أن اخراج هؤلاء من السجن تم بفعل تدخل بعض السياسيين لمصالح انتخابية. وعن اتهام الأكثرية سورية وبعض أركان المعارضة بفتح المعركة مع"فتح الاسلام"في حين أن بعض أركان المعارضة يحمّل الحكومة المسؤولية متهماً إياها بالإخفاق الأمني قال لحود:"إن كلامي اليوم هو بهدف الجمع وليس التفرقة. أنا أؤكد أن أفضل السبل للحل هو تشكيل حكومة وحدة وطنية. بعد ذلك يتبين في التحقيقات التي ستجرى من هو المسؤول. ولكن ما نعرفه حتى الآن هو ان لهذه الخلية المسماة"فتح الاسلام"مشكلة أيضاً مع سورية. وتم توقيف من يتزعمها، وأفراد الخلية يقولون بأنفسهم إنهم كانوا يخضعون للتعذيب في سورية. ولكن الكلام السياسي للاستهلاك ليس في محله. من المفيد أن نعرف الحقيقة وفي الوقت عينه يجب علينا أن نجمع كل الأطراف ولهذا الأمر طريق واحد تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس تقاذف المسؤوليات.