وصف رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود اقتراح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار الرقم 1559 تيري رود لارسن دمج المقاومة مع الجيش ونشره على الحدود الجنوبية بأنه"طرح قديم هدفه انهاء دور المقاومة اللبنانية والغاء قدرة لبنان على مواجهة الاحتلال الاسرائيلي". وركز الرئيس لحود خلال استقباله ظهر امس الاعلاميين المعتمدين في قصر بعبدا على"ضرورة إقامة افضل العلاقات مع سورية في اطار احترام سيادة واستقلال كل من البلدين الشقيقين"، داعياً الى"التعاطي مع الملف السوري بموضوعية وحكمة بعيداً من الانتقادات وحملات التجريح والشتائم". واعتبر رئيس الجمهورية ان"تغيير الذهنية السائدة لدى غالبية السياسيين اللبنانيين هو الأساس في أي عملية اصلاحية متعددة الوجوه"، ورأى ان"الاصلاح الحقيقي هو الذي يأخذ بحاجات الناس ومطالبهم ويضع حداً للهدر والفساد". وجدد لحود مطالبته بكشف الحقيقة الكاملة حول اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري"وباعطائها الاولوية في هذه المرحلة وذلك لكشف المرتكبين الحقيقيين ومحاكمتهم وإنزال أشد العقوبات بهم". ودعا الى تمكين القضاء اللبناني او الدولي من استجواب محمد زهير الصديق بعدما اطلق سراحه في فرنسا ومواجهته مع الضباط الموقوفين الأربعة المشتبه بهم"ولو اقتضى الامر نقلهم الى فرنسا لهذه الغاية لا سيما ان شهادة الصديق التي تراجع عنها في ما بعد هي التي أدت الى توقيفهم"، مستغرباً استمرار توقيفهم"على اساس إفادة كاذبة". وقال:"كما انني لا اغطي احداً ولا احمي احداً وسأحاسب كل مرتكب مهما علا شأنه، فإنني لا اقبل ان يقع الظلم على احد فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته". وأعلن لحود انه طلب الى وزير العدل فتح ملف"بنك المدينة"والتوسع في التحقيق فيه،"لا سيما بعدما سلم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كل الوثائق والمستندات المتعلقة بهذا الملف الى القضاء المختص منذ اكثر من شهرين". وأشار الى ان"الحفاظ على المقاومة يشكل ضمانة في يد لبنان لمنع حل القضية الفلسطينية على حسابه من خلال توطين الفلسطينيين على أرضه". ودعا الرئيس اللبناني الى عدم تسييس العملية الاصلاحية، مشيراً الى ان الملفات يجب ان تعالج كلها من خلال المؤسسات، ووصف علاقته بالبطريرك نصر الله صفير بأنها"ممتازة والبطريرك ليس طرفاً في الجدل السياسي ولا يجوز إقحامه به من جانب احد. البطريرك متمسك بتطبيق الدستور لما فيه مصلحة لبنان". وعن زيارة الرئيس فؤاد السنيورة الى الولاياتالمتحدة الاميركية والأمم المتحدة، اعتبر الرئيس لحود"ان الرئيس السنيورة تلقى دعوة فلباها والمهم ان تكون النتائج على مستوى الآمال وان تعمل الولاياتالمتحدة فعلياً وفق ما يخدم مصلحة لبنان لأنها حتى الآن كانت تفضل اسرائيل على لبنان ونحن مشكلتنا الحقيقية هي مع اسرائيل". وعما اذا كان يدعم ولادة"الجبهة الوطنية"التي يعمل الرئيس عمر كرامي على انشائها، أجاب:"هناك مواضيع يلتقي عليها عدد من السياسيين اللبنانيين وهم يجتمعون مع بعضهم البعض لأنهم في خط سياسي واحد". وعن العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري المنقطع عن زيارة قصر بعبدا، اجاب الرئيس لحود:"عندما حصلت موجة الاغتيالات كانت هناك اعتبارات امنية وطلبت من الرئيس بري الا يعرّض نفسه للخطر بالانتقال في مواعيد ثابتة الى قصر بعبدا واستبدلنا اللقاء الاسبوعي بالتشاور الدائم عبر الهاتف". وعن العلاقة مع النائب ميشال عون قال الرئيس لحود:"ما قلته مراراً هو رغبتي في إقرار قانون عادل للانتخابات النيابية ليتمكن اللبنانيون من انتخاب من يمثلهم فعلاً ويكون المجلس النيابي ممثلاً حقيقياً للشعب اللبناني وينتخب بدوره رئيساً للجمهورية يستحق ان يكون رئيساً ولديه اكثرية حقيقية وليس وهمية. قلت مراراً ان العماد عون من المدرسة نفسها التي انتمي اليها واذا حالفه الحظ فإنه سيقف في وجه الفساد ويصون استقلال لبنان ويكمل الطريق التي بدأناها". واعتبر الرئيس لحود ان"المجلس الاعلى اللبناني - السوري يبقى المرجعية الاعلى للعلاقات الاخوية بين البلدين، وان مسألة التمثيل الديبلوماسي مطروحة للبحث، لكن لا بد من توفير مناخات هادئة للحوار بين البلدين لأن ما يحصل اليوم من حملات ضد سورية لا يساعد على اطلاق مثل هذا الحوار".