فرض لاعبو الشباب سيطرتهم الميدانية على ضيفهم فريق العين طوال شوطي المباراة، واعتمدوا على قوة شخصيتهم الفنية التي تمتعوا بها، بفضل ترابط الخطوط وتبادل الأدوار بصورة مكنتهم من خلق الكثير من الفرص الخطرة القابلة للتسجيل، خصوصاً مع مجريات الشوط الثاني، واعتمد مدرب الشباب خوزيه على منح لاعبيه حرية التنقل في أرجاء الملعب، شريطة ألا يكون ذلك سبباً في فوضى تكتيكية تتسبب في إحداث مصاعب للفريق. وهذا ما مكن لاعبيه من فرض السيطرة الميدانية والوصول لمناطق الخطر العيناوية من دون رد فعل يذكر من منافسهم، إلا في كرتين خطرتين تم إحباط خطورتهما سريعاً. وعلى رغم التشكيل الثابت الذي يعتمد عليه مدرب الشباب منذ فترة طويلة بالاعتماد على العناصر نفسها، إلا أن الواجبات تختلف من مباراة إلى أخرى ومن شوط إلى آخر، وهذا ما صعب المهمة على مدرب ولاعبي العين، الذين ظلوا في حدود منطقة الجزاء طوال التسعين دقيقة في مهمة الحفاظ على مرماهم، على رغم مطالبتهم بتحقيق الفوز حتى يعود لهم الأمل في المنافسة على خطف بطاقة التأهل عن هذه المجموعة، إضافة إلى علمهم بفوز فريق سباهان الإيراني على الاتحاد السوري، ما يحتم عليهم التفاعل مع هذه النتيجة والبحث عن الفوز ولا بديل له كردة فعل على الأقل. وعلى النقيض تماماً كان لاعبو الشباب في قمة الهدوء وفي قمة التركيز وهم يتأخرون في تحقيق هدف السبق خلال الشوط الأول، جراء إخفاقهم في إيجاد الحلول المناسبة والملائمة للوضعية التي كان عليها لاعبو العين والكثافة العددية أمام مرماهم، ولم يحسن ناجي مجرشي والغاني غودين أترام فتح ثغرات للاعبي الوسط عبده عطيف والعراقي نشأت أكرم كي يتوغلا أو يسددا من وضعية مريحة، وهذا ما سهل المهمة على مدافعي العين في تشتيت الكرات بعيداً من مرماهم، أو الاستحواذ عليها بسبب تفوقهم العددي. جماعية الأداء وعدم الارتباك جاء حصادهما في الشوط الثاني عن طريق الظهير الأيسر عبدالله الأسطا الذي تفاعل مع الظهير الأيمن حسن معاذ، وشكلا جبهتين خطرتين كانتا أفضل الحلول لفك طلاسم التكتل الدفاعي العيناوي، وتسببا في فتح المزيد من الثغرات أمام مهاجمي الفريق، وأضاع فيها المهاجمون المزيد من الفرص المحققة للتسجيل، وإن كان البديل وليد الجيزاني حفظ ماء وجه مهاجمي الفريق بتسجيله الهدف الثاني بطريقة ذكية، وكدليل قاطع على أن مثالية التركيز والهدوء للاعبي الشباب كانا من مفاتيح الفوز والتفوق الكبير على فريق العين. إلا أن التبديلات التي أجراها المدرب خوزيه في الوقت المناسب والزج باللاعب المناسب ألقت بظلالها الإيجابي على سير المباراة ومنحت فريقه مزيداً من القوة، حتى تمكن من إنهاء هذه المهمة وهو يتفوق على منافسه في النتيجة والمستوى.