هل تتقدم مرشحة الحزب الاشتراكي الفرنسي للرئاسة، سيغولين رويال على خصميها، مرشح الوسط فرانسوا بايرو ومرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن، لتنافس مرشح اليمين الحاكم نيكولا ساركوزي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 6 أيار مايو المقبل. أم أن رويال ستخسر الدورة الأولى لصالح بايرو وتحدث إنفجاراً في الحزب الاشتراكي الذي سيخرج بذلك من المعركة الرئاسية؟ ورويال التي تترأس مجلس منطقة بواتو شارانت، كانت منذ آب أغسطس الماضي نجمة الاعلام الفرنسي الذي جعل منها اسطورة وجذب الأنظار الى مسيرتها وكيفية صعودها من لا شيء. لقد سطت رويال على الحزب الاشتراكي الذي يترأسه شريك حياتها ووالد أولادها الخمسة، فرانسوا هولاند، فبعد الحملات التي جعلت منها النجم الصاعد فيه، تمكنت من إبعاد رئيس الحكومة السابق لوران فابيوس والوزير السابق دومينيك شتراوس كان عن الترشح للرئاسة. وتكمن قوة رويال في كونها تجرأت في آذار مارس 2004 في انتخابات مجالس المناطق، على منافسة رئيس الحكومة اليميني السابق جان بيار رافاران، ففازت وتولت رئاسة المجلس ومثلت بذلك نموذجاً للنجاح الاشتراكي في هذه الانتخابات. واستطاعت رويال ان تكون أول امرأة تترشح للرئاسة في فرنسا عن الحزب الاشتراكي. وهذه السيدة التي تبلغ 53 سنة تخرجت في معهد الادارة الوطنية الشهير الذي يتخرج فيه معظم افراد الطبقة السياسية، ومن دورة رئيس الحكومة الحالي دومينيك دوفيلبان. وهي من عائلة محافظة، والدها جاك رويال عسكري متشدد، وقد ولدت في داكار عاصمة السنغال في عائلة كبيرة مكونة من 8 أولاد. واختلفت رويال مع والدها وغادرت المنزل العائلي ويقال انها أقامت دعوى قضائية ضد الوالد. وتولت سنة 1993 منصب وزيرة في عهد رئيس الحكومة الراحل بيار بيريغوفوا، ثم عملت وزيرة مفوضة لدى وزير التعليم كلود اليغر في حكومة التعايش التي ترأسها ليونيل جوسبان سنة 2000. وتتباهى رويال بعلاقة جيدة بالرئيس الراحل ميتران، الا ان المسؤولين الذين عايشوا فترة عملها في الرئاسة اكدوا لپ"الحياة"انها لم تكن مقربة منه على رغم ان زوجة الرئيس الراحل، دانيال ميتران حضرت لتأييدها في احد الاجتماعات الانتخابية. وعلى رغم صعودها الصاعق في الحزب، فإن رويال لا تحظى بشعبية داخل حزبها الذي انضم اركانه اليها مكرهين، بسبب رغبتهم في الخروج من اللعبة الرئاسية في حال وصولها الى القمة. ورويال غير محبوبة في العديد من الاوساط الاشتراكية التي تؤكد انها صعبة المزاج وتحب الانتقام. الا انها نجحت بفضل عملها الدؤوب مع فريق عمل مقتضب، فجالت المدن وتحدثت مباشرة مع الناخبين، لكنها تأخرت في توضيح برنامجها مما جعل البعض يعتبر انها لا تبوح ببرنامج واضح نظراً لمحدودية معرفتها وخبرتها في الشؤون السياسية والاقتصادية. وسر وصولها مرتبط بمثابرتها وطموحها ومساعدة الاعلام لها وحديثها المباشر مع الناس، بدلاً من وضع برامج خطية لا يقرأها أحد. وكانت رويال سلمت إبنها توماس، مسؤولية الاهتمام بموقعها على الانترنت، وكانت رائدة في ذلك. أما خبرتها الدولية فهي محدودة علماً ان مواقفها بالنسبة للشرق الاوسط جيدة وتندرج في اطار استمرارية السياسة الحالية. وتعتبر رويال انه ينبغي رفع العقوبات عن الشعب الفلسطيني والتحدث الى جميع الاطراف بما فيها"حماس"وانشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة. وأكدت اهتمامها باستقلال لبنان وسيادته وبضرورة انشاء محكمة ذات طابع دولي، وتربطها علاقة قوية بالحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وزعيمه وليد جنبلاط الذي استقبلها في المختارة والتقاها في باريس. وهي تعارض حصول ايران على تكنولوجيا نووية حتى ولو كانت مدنية، مما تسبب لها بانتقادات كثيرة انطلقت من انها لا تعرف ان ايران موقعة على معاهدة حظر انتشار الطاقة التي تخولها استخدام الطاقة النووية لأغراض مدنية. واذا وصلت رويال الى الدورة الثانية من الانتخابات، فإن هذه الدورة ستكون بمثابة منافسة اعتيادية بين قوى اليسار وقوى اليمين.