تحتفظ نشوى الخالد بالعديد من قصاصات المجلات في درج مكتبها، تحتوي في الغالب صوراً لفنانات مشهورات. والهدف من جمع تلك القصاصات هو رغبتها في تنفيذ فستان لها، مماثل لفستان احداهن، أو تسريحة شعر لإحدى الفنانات أعجبتها. وتقول الخالد 18 سنة: "الهدف من تجميع القصاصات بصفة مستمرة هو عرضها أمام مصففة الشعر لتنفذ لي تسريحة إحدى الفنانات، أو في حال رغبتي في تغيير لون شعري". وتضيف: "تعجبني طلة نانسي عجرم، وهذا ما دفعني الى تغيير لون شعري بحسب"اللوك"، الجديد لها"، مشيرة إلى أن تقليدها فنانة معينة ليس عيباً طالما ان أسلوب الفنانة يعجبها ويناسبها. ونشوى الخالد ليست السعودية الوحيدة التي تميل الى تقليد الفنانات والمشاهير في العالم. نهى عرفة تحرص هي أيضاً على متابعة قنوات الفيدو كليب بهدف اقتباس ما هو جديد في عالم الموضة والأزياء. وتقول:"ما العيب في اقتباسي من ملابس فنانات الفيديو كليب ما دامت تعجبني؟". أما خبيرة التجميل وعضو الاتحاد العالمي الفني للتزيين في الخليج العربي cmac منال خياط، فتلخص أذواق السعوديات في اختيار تسريحات شعرهن أو طرق ماكياجهن وحتى ملابسهن بقولها:"نسبة عالية من السعوديات يردن أن يصبحن كالفنانة هيفاء وهبي، و40 في المئة منهن يردن أن يشبهن الفنانة أليسا، و30 في المئة يفضلن أن يشبهن الفنانة نانسي عجرم". وتضيف:"عندما أطلت الفنانة هيفاء وهبي بلون الشعر الأسود، ظهرت لدينا موضة الشعر الأسود في السعودية، وكانت 90 في المئة من طلبات السيدات والفتيات صبغ الشعر باللون الأسود، وعندما ظهرت نانسي بلون الشعر البني تغيرت موجة طلبات زبوناتي ليطغى عليها اللون البني". وتشير منال إلى المشكلة الحقيقة التي تواجهها في عملها، وهي ليس تغيير لون الشعر وصبغه بألوان شعر المطربات اللبنانيات فحسب، بل في طرق الماكياج أيضاً. وتقول:"نجد صعوبة في إقناع الزبونة بان ماكياج إحدى تلك الفنانات لا يناسبها، لاختلاف لون بشرتها أو ملامح وجهها، ولكن الغالبية العظمى منهن يحرصن على تطبيق ماكياج الفنانة، بغض النظر إذا كان يناسبها أو لا، وهذا يضعني في موضع حرج خصوصاً مع ظهور النتيجة النهائية للماكياج، ففي الغالب تصدم الزبونة بأنها لم تظهر بالطلة نفسها ما يؤدي إلى غضبها في كثير من الأحيان". وتؤكد منال ان ظاهرة تقليد الفنانات لا تقتصر على الماكياج وتسريحات الشعر، بل تشمل عمليات التجميل. وتقول:"صادفت كثيرات حرصن على إجراء عمليات تجميل سواء في منطقة الأنف أو الشفتين، واستخدام البوتوكس في منطقة الخدود بهدف الحصول على طلة فنانة معينة، أو التغيير الكامل في اتجاه اللوك الجديد". ولا تنحصر العمليات بسن معينة أو شريحة معينة من السيدات والفتيات السعوديات، فحتى المراهقات يحرصن على تقليد النجمات وإن كانت أذواقهن تختلف عنها لدى الفتيات في سن العشرين أو الثلاثين. وعن المواقف المحرجة التي صادفتها تقول خياط:"من أصعب المواقف التي مرت عليّ، سيدة سمراء البشرة كانت ترغب بتغيير لون شعرها ليصبح كلون شعر الفنانة نيكول سابا، فحاولت إقناعها بأن هذا اللون لا يتناسب مع لون بشرتها، إلا أنها أصرت على ذلك، وكانت النتيجة انهيارها بعدما رأت النتيجة النهائية لعملية صبغ الشعر، وطلبت إعادة لون شعرها كما كان". وتواجه خياط حالات كثيرة مماثلة:"في كثير من الأحيان نغير الماكياج أو لون صبغة الشعر في حال عدم اقتناع الزبونة، مع العلم انني أحاول التدخل في حال كانت اختيارات السيدات غير ملائمة لهن، وهناك من تستجيب لنصائحي وهناك من تصر على رأيها".