أعطى الملك محمد السادس أمر انطلاق الأشغال في بناء مدينة جديدة على مشارف العاصمة الرباط، أطلق عليها أسم "تامسنا"، تمتد على مساحة 4 آلاف هكتار، بهدف إسكان 250 ألف مواطن قبل حلول عام 2016. وتقدّر مساهمة الدولة في بناء تجهيزات المدينة الجديدة بحوالى 5.22 بليون درهم مغربي حوالى 625 مليون دولار، وتشارك في تشييدها ست شركات عربية وأوروبية. وأوضح وزير الإسكان توفيق حجيرة، ان مدينة"تامسنا"سترى النور قبل مطلع العقد المقبل، وستقام على شاكلة المدن الجديدة عالمياً بمواصفات الجودة العالية والمرافق المختلفة والمساحات الخضراء، وتشمل فيلات راقية ومتوسطة واقامات خاصة ومنازل تقليدية وشقق اقتصادية، وهي ثاني مدينة جديدة بعد"تمانصورت"في مراكش، والخامسة مغربياً. وأشار الوزير حجيرة إلى ان 29 شركة بناء محلية وعربية وأوروبية، وحوالى 34 مكتب دراسة وخبرة هندسية، منها شركات فرنسية وإسبانية وبرتغالية وماليزية وقطرية وليبية، تشارك في تصميم المدينة الجديدة وبنائها بهدف معالجة مشكلة السكن في العاصمة، من خلال تشييد حوالى 50 ألف وحدة سكنية جديدة. وستربط المدينة التي تقع جنوب العاصمة الرباط، بشبكة من الطرق وشبكة للسكك الحديد في اتجاهات الرباطوالدار البيضاء. وتشمل المرحلة الأولى بناء 6764 وحدة بكلفة 3.3 بليون درهم. وينتظر ان تنتهي الأشغال في عام 2016 باستكمال التجهيزات كافة، منها بناء 43 مؤسسة تعليمية ومستشفى جامعياً متعدد التخصصات وملاعب رياضية وترفيهية وتجهيزات سياحية ومراكز تجارية. وتشهد أسعار العقار في المغرب، خصوصاً في المدن الكبرى، ارتفاعات متواصلة منذ ثلاث سنوات حيث تضاعفت أسعار المنازل مرتين على الأقل، وباتت في غير متناول أغلب الأسر المغربية الباحثة عن مسكن. ويقدر ثمن المتر المربع الواحد في الرباطومراكشوالدار البيضاء بما بين 20 و40 ألف درهم، ويقدر سعر عقار متوسط المساحة بين 200 و500 ألف دولار، وترتفع قيمته فوق مليون دولار في الرياض الأندلسية والفيلات الفاخرة. وتواجه شرائح واسعة من المجتمع المغربي صعوبات في تحصيل مساكن لائقة، وبعضها يتجه إلى الأحياء الفقيرة التي تنتشر حول ضواحي المدن الكبيرة وتشكل مصدر الانحراف للشباب. ويقدر العجز السكاني بپ1.2 مليون وحدة، نصفها في الدار البيضاءوالرباطوطنجة وفاس. ولأجل معالجة أزمة السكن، تشيد حالياً ست مدن منها"زناتة"في الدار البيضاء وپ"ملوشا"في طنجة وپ"تغاديرت"في أغادير وپ"ليخياتة"في حد السوالم، إضافة إلى"تمنصورت"في مراكش وپ"تامسنا"في الرباط. وستتمكن هذه المدن عند الانتهاء من تشييدها في العقد المقبل من إيواء حوالى مليون نسمة، جلّهم من الأسر الشابة. ولوحظ ان على رغم دخول شركات عربية قطاع العقار في المغرب في العامين الأخيرين وتوجّه الحكومة نحو بناء 140 ألف وحدة سكنية سنوياً، تسجل أسعار العقار مستويات خيالية تساهم في ارتفاعها ندرة الأراضي الصالحة للبناء وشبكة الوسطاء العقاريين وارتفاع أسعار مواد البناء.