قالت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن امس ان 57 فلسطينيا قتلوا في شباط فبراير نتيجة الانفلات الامني الذي تشهده الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقال مأمون عتيلي مسؤول التوثيق في الهيئة ل "رويترز" امس: "الاراضي الفلسطينية المحتلة شهدت منذ بداية العام الجاري سقوط 133 قتيلا نتيجة الانفلات الامني، منهم 76 الشهر الاول من هذا العام و57 في الشهر الثاني". وأرجع عتيلي ارتفاع عدد القتلى في شباط فبراير على رغم توقف المواجهات الدموية بين أنصار حركتي"فتح"بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الاسلامية حماس التي ترأس الحكومة الى تحول الصراع من فصائلي الى عائلي وقال:"في غياب تطبيق القانون وتقديم القتلة الى العدالة بدأت العائلات بنفسها بأخذ ثأرها ممن قتلوا أبناءها". وأضاف عتيلي:"المطلوب لوقف دائرة القتل المستمرة في الاراضي الفلسطينية هو البدء بالتطبيق الفوري للقانون وتقديم القتلة الى العادلة والاثبات للعائلات ان القانون سيقتص لها من قتلة أبنائها". وأوضح عتيلي انه يضاف الى القتلى الذين سقطوا بسبب الثأر سقوط قتلى بسبب سوء استخدام السلاح وآخرين على خلفيات امنية، اضافة الى تسجيل مقتل ثلاث نساء في قطاع غزة في الايام الاخيرة الماضية وبهذا الخصوص قال عتيلي:"الهيئة المستقلة لحقوق المواطن بانتظار تقارير باحثيها لمعرفة ما اذا كانت خلفيات عمليات القتل هذه تمت تحت ما يسمى الدفاع عن الشرف او غير ذلك". وكانت المواجهات الدموية بين"فتح"و"حماس"أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى من الجانبين في كانون الثاني يناير الماضي قبل ان يتم التوصل الى اتفاق مكةالمكرمة في 8 شباط فبراير لوقف الاقتتال الداخلي والبدء بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضع حدا لهذا الصراع الداخلي وتعمل على انهاء الحصار الدولي المفروض على الشعب الفلسطيني منذ تسلم حركة حماس الاسلامية الحكم في آذار مارس الماضي. وقال جبريل الرجوب القيادي البارز في حركة"فتح"امس في برنامج"واجه الصحافة"الذي تنظمه وزارة الاعلام الفلسطينية:"كلمة السر لنجاح اتفاق مكة هي الامن وانهاء مظاهر العنف اللفظي والجسدي في الاراضي الفلسطينية". وأضاف الرجوب:"المطلوب من الاجهزة الامنية فرض حالة من النظام في اطار سيادة القانون واستبدال ثقافة العنف والتكفير والتخوين بثقافة النزاهة والشفافية". ودعا الرجوب الذي شغل في وقت سابق منصب مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الامن القومي الى تشكيل مجلس للامن القومي الفلسطيني وتوظيف الامن لنجاح المشروع الوطني الفلسطيني وقال:"المؤسسة الامنية يجب ان تكون ورقة مساومة في يد القيادة السياسية وأمن الاسرائيليين يجب ان يرتبط بتحقيق امالنا وطموحاتنا في مشرعنا الوطني". وقال الرجوب:"ان ردات الفعل غير المبررة وأطلاق الصواريخ من غزة ذريعة لتصعيد العدوان الاسرائيلي يجب ان يتم وقفها فورا". وبالرغم من الهدنة المستمرة منذ تشرين الثاني نوفمبر بين الفلسطينيين والاسرائيليين في قطاع غزة، الا أن فصائل المقاومة الفلسطينية تواصل من وقت لآخر اطلاق الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع على البلدات الاسرائيلية المتاخمة لغزة، فيما تواصل اسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية التي لم تشملها الهدنة وكان احدثها غارة على مدينة جنين بالضفة الغربيةالمحتلة ادت الى مقتل ثلاثة فلسطينيين امس. وأضاف الرجوب:"يجب أن نتخذ خطوات أحادية لنقنع العالم بأننا قادرون على التأثير الايجابي أو السلبي".