ممثلون صغار يرسمون البسمة على الشفاه وجمهور يصفق في مهرجان مسرح الطفل الذي أقيم في المسرح القومي العراقي. أخذ الطفل أبا ذر فاضل البالغ من العمر 11 سنة، يردّد عبارة"انا سريع... أنا سريع... ها ها"وهو يقفز على خشبة المسرح مرتدياً حلّة أرنب مصنوعة من الفرو، في دور رئيسي من مسرحية"ما أجمل الصداقة"المأخوذة عن قصة قديمة عن السلحفاة والارنب. وأخذ الارنب يضايق السلحفاة التي تقوم بدورها فتاة صغيرة ترتدي تنورة قصيرة خضراء وصَدفة من الورق المقوى، وهو يقول لها"هل تريدين أن تصبحي صديقتي... لكنك بطيئة للغاية لا يمكنك ان تصبحي صديقة". وبالنسبة الى الذين لا يعرفون القصة ينتهي الامر بأن يصاب الارنب ويعتمد على السلحفاة في مساعدته. ويصرخ الارنب بينما يشعر الجمهور من الأطفال بالسعادة"ساعديني يا صديقتي"وترد مجموعة من الاطفال قائلة:"ماذا قلت..."فيُكرّر الأرنب:"ساعديني يا صديقتي". وقالت مخرجة المسرحية سهيلة عبد الحسين عن الممثلين"أنهم مسيحيون وأكراد وسنة وشيعة. جميعهم أصدقاء ويمكنك ان تشعر بذلك على رغم خلافات زعمائهم". وأضافت:"من فكرة الصداقة بين الاطفال والناس قدم كاتب المسرحية كفاح عباس نصاً لطيفاً عن الصداقة في شكل عام، تجاوب معها الاطفال، وكان بمثابة رسالة الى كل الوطن". ومن المسرحيات التي عرضت في المهرجان الذي انطلق الثلثاء الماضي ويختتم"مراجيح الوطن"من تأليف الشاعر صباح الهلالي واخراج عباس الخفاجي و"في حصن الاخيضر"من تأليف واخراج فالح حسين، و"آسيا تذهب الى المدرسة"من تأليف اسعد الهلالي واخراج بكر نايف. وعلى هامش المهرجان افتتح معرض لرسوم الاطفال بمشاركة دار ثقافة الاطفال التابعة لوزارة الثقافة وتلاميذ مدارس عكست لوحاتهم مواضيع متنوعة يتعلق بعضها بالعنف الذي يستهدف مدارسهم، بينما عكست لوحات أخرى التوق الى السلام والمحبة بين ابناء البلد الواحد. ونظّمت خلال المهرجان جلسات لنقد مسرح الطفل، شارك فيها عدد من الفنانين والكتاب مثل كريم شغيدل وشوقي كريم وعباس لطيف وصباح المندلاوي، استعرضوا فيها واقع مسرح الطفل في شكل خاص وما تواجهه الحركة المسرحية من مصاعب ومشاكل حالياً. كما تخلّل المهرجان معرض للصور الفوتوغرافية للمصور علي عيسى وثق من خلاله العروض المسرحية للأطفال التي قدّمت منذ عام 2003 حتى الآن. يشار الى ان مسرح الطفل يعاني تراجعاً كبيراً بسبب غياب المهتمين بهذا المجال وهجرة عدد آخر، فضلاً عن التداعي الذي شهده هذا المسرح منذ تسعينات القرن الماضي نتيجة الحظر الذي فرض على البلاد.