توقعت دراسة دولية متخصصة زيادة كبيرة في انفاق مطارات المنطقة على التكنولوجيا لتعزيز الحماية من جهة وتسهيل إجراءات السفر من جهة ثانية. وأفادت الدراسة التي أجرتها شركة"سيتا"، أكبر مزود عالمي للحلول التقنية في قطاع السفر، ان أكثر من 2.1 بليون مسافر استخدموا النقل الجوي خلال السنة الماضية، وما كان لهم أن يتمتعوا بتجربة سفر مريحة وآمنة من دون الإنفاق المتزايد على التكنولوجيا. ومع توقعات بمتوسط نمو سنوي في أعداد المسافرين جوا بنسبة 5 في المئة على الأقل خلال السنوات المقبلة، والتوسعات الكبيرة في مطارات المنطقة، تتزايد الحاجة الى استثمارات تقنية. وتشير تقديرات شبه رسمية إلى ان دول الخليج وحدها تستثمر حالياً أكثر من 60 بليون دولار في بناء مطارات جديدة أو توسيع مطاراتها القائمة، بينها"دبي وورلد سنترال"الذي سيكون أكبر مطار في العالم بتكلفة 15 بليون دولار. وأظهرت الدراسة، التي حملت عنوان"التوجهات التكنولوجية في أكبر 200 مطار في العالم"أن تخفيف الازدحام وضمان الأمن والحماية، أهم العوامل وراء الاستثمارات التي تقوم بها تلك المطارات في مجال تكنولوجيا المعلومات. وتزامن الاعلان عن نتائج هذه الدراسة مع دراسة أخرى أجراها الاتحاد الدولي للنقل الجوي"أياتا"حول"السفر لقطاع الأعمال"، أظهرت أن المسافرين لا يتقبّلون الخيارات التقنية المتطوّرة خلال السفر فحسب، بل يطالبون أيضاً بمزيد من الفرص للتحكّم بتجربة سفرهم قدر المستطاع. وأظهرت النتائج أن 89 في المئة من المسافرين يفضلون بطاقة السفر الإلكترونية e-ticket على البطاقات التقليدية الورقية، وأن 56 في المئة أتموا إجراءات التسجيل على الإنترنت، وأن 69 في المئة استخدموا أكشاك الخدمة الذاتية. وأظهر استطلاع"أياتا"، أن الشرق الأوسط وأفريقيا الأكثر اهتماماً بالتطبيقات التقنية في قطاع السفر بنسبة 64 في المئة، في مقابل 57 في المئة في الأميركتين، و53 في المئة في أوروبا و51 في المئة في آسيا المحيط الهادي. وقال المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد جيوفاني بيسيغناني، ان الخدمة الذاتية أصبحت جزءاً من الخدمات الكاملة المتوقّعة، وان على شركات الطيران الرد بتوفير تقنيات أكثر راحة وملاءمة للمسافرين، إلى جانب الكثير من الخيارات الإضافية تمكّنهم من التحكّم بتجربة السفر. وأضاف:"لا شك أن ثورة الخدمة الذاتية آتية وهي مفيدة للطرفين، بحيث أنها تسلّح المستهلكين بتقنيات جديدة وتوجد فعالية ضرورية لصناعة تحتاج اللجوء إلى كل الوسائل لخفض التكاليف". وستقوم"اياتا"بتأمين معلومات حول المرحلة الثانية من برنامج"تسهيل إجراءات العمل"في كانون الأول ديسمبر المقبل. فيما أشارت دراسة"سيتا"التي أعلن عنها أمس على هامش الملتقى الدولي للعاملين في صناعة الطيران، ان الكثير من المطارات يخطط لإجراء الكثير من التغيرات الجذرية، خصوصاً في مجال خدمات المسافرين الذاتية وأنظمة الاستخدام المشترك، لمواكبة النمو الهائل في أعداد المسافرين، وتشديد الإجراءات الأمنية. وقال نائب الرئيس عن منطقة الشرق الأوسط وتركيا ان التحديات الأمنية التي تواجهها المطارات، وكيفية التعامل معها، تشمل التحديات المادية، وتلك المتعلقة بحماية البيانات. وذكر ان مديري المطارات يخططون للاستثمار في أنظمة حماية المسافرين، مثل أنظمة المقاييس الحيوية، والتحكم في نقاط الحدود، والجيل الجديد من أنظمة الكاميرات التلفزيونية المغلقة، وأنظمة مراقبة مواقف السيارات والمناطق المحيطة بالمطار، وأنظمة الدخول والخروج، لتشكل جميعها خطاً دفاعياً إضافياً لضمان الحماية المادية للمطار والمسافرين. وتسعى المطارات أيضاً إلى تحسين مستويات حماية البيانات من خلال الاستثمار في أنظمة التعافي من الكوارث، والتكامل مع الأجهزة الطرفية وغير ذلك من مسائل حماية البيانات وإدارتها. وأفادت الدراسة ان المطارات مستعدة لضخ استثمارات كبيرة لتطوير العمليات المتعلقة بالطيران وتخفيف ازدحام الطائرات في المدرجات، كالاستثمار في أنظمة المعلومات الجغرافية الجديدة، وأنظمة المراقبة الأرضية ومتابعة المركبات، وأدوات اتخاذ القرارات التعاونية، وهي الأنظمة والتقنيات التي تتصدر اللوائح التكنولوجية لمشتريات المطارات. وتشير التقارير الى ان 51 في المئة من مطارات العالم تطبق أنظمة إدارة الشبكات، وأن 40 في المئة منها تطبق أنظمة الاتصال الهاتفي عبر بروتوكول الإنترنت. ويطبق 27 في المئة من المشاركين في الدراسة أكشاك الخدمة الذاتية المتخصصة لتسجيل المسافرين، بينما ينوي 54 في المئة تطبيقها خلال العامين المقبلين. ويقدم 28 في المئة خدمات تسجيل المسافرين البعيدة عن المطار، بينما ينوي 42 في المئة تقديمها خلال فترة تراوح بين سنة وخمس سنوات. ولا يؤمن أكثر من 3 في المئة فقط من المطارات المشاركة حالياً، خدمة بوابات الخدمة الذاتية المؤتمتة لصعود الركاب إلى الطائرة، بينما ينوي 13 في المئة تقديمها خلال عامين، و21 في المئة خلال فترة تراوح بين ثلاث وخمس سنوات.