تخطّى ماراثون بيروت الدولي بسرعة قياسية الأبعاد الفنية والتنظيمية المألوفة منذ انطلاقه عام 2003، ويُتوقع أن تشهد نسخته الخامسة "بلوم بيروت ماراثون 2007" المقررة في 18 تشرين الثاني نوفمبر المقبل وتحمل شعار"يلا نركض"، تعزيزاً لمفهوم ثقافة الجري والأعمال الاجتماعية الهادفة التي سعت إليها مي الخليل مُطلقة هذا الحدث الضخم رئيسة جمعية"بيروت ماراثون"، لا سيما أن السباق أضحى محطة مهمة تكلل جهود سنة كاملة ومراحل استقطاب وترويج ومنافسات في المناطق والمحافظات تحشد عشرات الآلاف. في العام الماضي، تحدّت النسخة الرابعة حال الاعتصام في وسط العاصمة و"اخترقته"فجاءت مدوية بمشاركة حوالى 22 ألف عداءة وعداء من 71 بلداً، تنافسوا وتآلفوا في سباقات المقعدين والماراثون الأصيل 42.195 كيلومتراً وال10 كيلومترات وال 5 كيلومترات للصغار. وينتظر ان يتعزز رقم المشاركين هذه السنة. خصوصاً ان مهلة التسجيل مددت حتى نهاية الشهر الجاري. فنيا،ً اُدخلت تعديلات على مسار السباق الأصيل في شوارع بيروت ومناطق أخرى آخذة في الاعتبار تسهيله وملائمته لتسجيل أزمنة جديدة. وتبلغ قيمة الجوائز المالية 50 ألف دولار، مع الحرص على زيادة الجوائز المخصصة للعدائين المحليين تحفيزاً لتحطيم أرقامهم. وسبق أن أطلقت الجمعية برنامج"أبطال الماراثون"الذي يلحظ أعداد عدائين وعداءات وتحضيرهم لخوض سباقات خارجية واكتساب الخبرة. وكانت الخطوة الأولى مع داوود مصطفى في ماراثون لندن العام الماضي، حيث تمكّن من تحطيم الرقم اللبناني مسجلاً 2.28.16 ساعة. ورعت الجمعية هذه السنة مشاركة عمر عبد اللطيف وماريا بيا نعمة حاملة الرقم القياسي المحلي البالغ 3.9.06س وزهير ناجي في ماراثون برلين منذ أسابيع. واستطاع عبد اللطيف تحطيم الرقم اللبناني 2.27.54س. كما تتطلع الجمعية لتفعيل هذا البرنامج من خلال تأمين موارد مالية تساعد على إقامة معسكرات تدريب. وتولي أهمية لفئة المعوقين على كراس متحركة، ويبرز في هذه الفئة إدوار معلوف الذي حصد انتصارات محلية وخارجية عدة، ومؤهل للمشاركة في"البارا أولمبيك"التي تلي دورة"بكين 2008". والملفت أن النجاح التنظيمي والإقبال الكبير على المشاركة بلغت أصداؤهما الخارج، فباتت المناسبة من معالم بيروت والرياضة اللبنانية الأسرع نمواً. وسعت هيئات خارجية الى الاستفادة من خبرات الاختصاصيين في جمعية بيروت ماراثون التي وقعت اتفاق تعاون مع الجهات الرياضية في قطر للإشراف على تنظيم"ماراثون الدوحة 2008"، كما هناك اتجاه لتعاون مماثل مع الأردن. يذكر ان المنظمين ألغوا فعاليات ما كان يعرف بالقرية الماراثونية، وهي عبارة عن معرض كبير يتضمن أجنحة لمؤسسات بلدية واقتصادية وتجارية ورياضية فضلاً عن نشاطات ثقافية وتراثية، وذلك لاعتبارات أمنية في ضوء الأوضاع التي يعيشها لبنان. واستعيض عنها ببرنامج ترفيهي رياضي وفني وتراثي على طول مسار السباق وعند نقطة الوصول، بمشاركة شخصيات ووجوه بارزة.