ألغت موسكو مناورات عسكرية مشتركة مع الولاياتالمتحدة كانت مقررة خلال النصف الثاني من الشهر الجاري، بسبب ما وصف بأنه"خلاف بين الجانبين على صلاحيات القوات الأميركية المشاركة في المناورات". وكانت المناورات المشتركة التي تحمل اسم"تورغاو 2006"مقررة في مدينة نيجني نوفغورود في حوض الفولغا بعد اقل من أسبوعين، لكن مصدراً عسكرياً روسياً أعلن أمس أن موسكو أبلغت الجانب الأميركي رغبتها في"تأجيل المناورات إلى وقت لاحق". وأوضح المصدر أن الطرفين فشلا في التوصل إلى اتفاق حول وضعية وصلاحيات العسكريين الأميركيين الذين كان من المفترض أن يشاركوا في المناورات ، لافتاً إلى مطالب وضعها الطرف الأميركي واعتبر الروس أن تلبيتها تشكل مخالفة للقوانين الروسية. وكان من المفترض أن يشارك مئات من عناصر وحدات المشاة والبحرية من الطرفين في المناورات التي تحمل اسم المدينة الألمانية تورغاو ، حيث جرى قبل ستين عاماً أول لقاء مباشر بين عسكريين روس وأميركيين في الأيام الأخيرة للحرب العالمية الثانية. وكشفت مصادر في العاصمة الروسية أن قرار موسكو يعكس ازدياد الفتورالذي اتخذ منحى تصاعدياً في العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن القرار جاء بعد أيام قليلة على محادثات مطولة أجراها وزيرا دفاع البلدين سيرغي ايفانوف ودونالد رامسفيلد في ألا سكا تناولت"محاور خلافية"من بينها ملفا إيران وكوريا الشمالية إضافة إلى الوضع في الشرق الأوسط. والمثير أن إلغاء المناورات في الأيام الأخيرة قبل بدئها، جنّب موسكو أزمة داخلية كبرى، إذ كانت قوى المعارضة هدّدت بالقيام بتحرك واسع في حال أصرت موسكو على استقدام عسكريين أميركيين لإجراء المناورات على الأراضي الروسية. واستعدت القوى القومية واليسارية لإنزال ملايين من مؤيديها إلى الشوارع خلال الأيام القليلة القادمة لإجبار السلطات على اتخاذ قرار بإلغاء المناورات. وهذه ثاني مناورات مشتركة لدولة سوفياتية سابقة مع القوات الأميركية، تلغى في اللحظات الأخيرة ، إذ كانت الولاياتالمتحدة اضطرت قبل أسابيع إلى سحب معدات وقوات أميركية كانت تستعد لإجراء مناورات مع قوات أوكرانية في شبه جزيرة القرم، بعدما ووجهت بموجة احتجاجات عارمة اجتاحت الإقليم لأيام عدة. وقال ناطق باسم الحزب الشيوعي الروسي الذي لعب مع أحزاب معارضة أخرى دوراً نشطاً في الاحتجاجات في أوكرانيا، إن المعارضين الروس استعدوا لتنظيم حملة مماثلة يرى البعض أن التحضيرات الجارية لتنظيمها شكلت عنصراً ضاغطاً إضافياً حمل السلطات الروسية على إلغاء المناورات.