سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نصرالله : لو علمنا أن عملية الأسر ستقود الى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعاً واتصالات التبادل بدأت منذ فترة . محادثات أنان اليوم في بيروت تركز على الحصار الاسرائيلي وسلاح "حزب الله"
يتوقف رفع الحصار الجوي والبحري الإسرائيلي على لبنان على المحادثات التي يجريها اليوم في بيروت الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، مستهلاً بها جولته على عدد من عواصم المنطقة ومن بينها تل أبيب التي سينتقل إليها مساء غد الثلثاء بعد انتهاء زيارته الى لبنان. راجع ص2و3 وينتظر ان يلتقي أنان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ويعقد اجتماعاً موسعاً مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في حضور نائبه وزير الدفاع الوطني الياس المر ووزير الداخلية والبلديات أحمد فتفت وقائد الجيش العماد ميشال سليمان والمديرين العامين للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والأمن العام اللواء وفيق جزيني. كما يلتقي وزير الخارجية فوزي صلوخ. وسيخصص اللقاء مع السنيورة لبحث الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الأجهزة الأمنية المعنية في مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت من اجل الإسراع في فك الحصار الإسرائيلي المفروض على هذين المرفقين الحيويين، إضافة الى المرافق الأخرى. خصوصاً في ظل استعداد دولي قوامه فرنسا واليونان والنروج وألمانيا التي تأخذ على عاتقها المراقبة البحرية للموانئ اللبنانية. ولم تستبعد مصادر لبنانية رسمية وأخرى دولية احتمال عقد لقاء بين أنان وقياديين في"حزب الله"، مؤكدة انه بوشر بالتحضير لهاذ اللقاء لا سيما ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أعلن في حديث لتلفزيون الجديد ان تي في بثه ليل أمس، ان لا مشكلة لديه في لقاء أنان و"هناك بعض الاتصالات للتحضير للقاء بيننا، لكن الإشكال الوحيد هو أمني". ورداً على سؤال قال نصرالله:"ان قيادة الحزب لم تتوقع ولو واحداً في المئة ان تؤدي عملية أسر الجنديين الإسرائيليين الى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم، لأنه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل". وقال:"لو علمنا ان عملية الأسر ستقود الى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعاً". واضاف ان"لا مشكلة مع يونيفيل طالما ان مهمتها ليس نزع سلاح المقاومة". وأعلن نصرالله ان"الاتصالات في شأن تبادل الاسرى بدأت منذ فترة وجيزة للتفاوض، ويبدو ان ايطاليا تحاول الدخول في الموضوع والأمم المتحدة مهتمة والتفاوض يتم عبر الرئيس بري". وتواكب زيارة أنان لبيروت، التي يلتقي خلالها قيادة قوات الطوارئ الدولية"يونيفيل"في مقرها في الناقورة في جنوبلبنان، الاستعدادات اللبنانية الرسمية والسياسية للانتقال بالبلد الى مرحلة جديدة مختلفة استجابة للقرار الدولي 1701 الرامي الى إنهاء النزاع وتأمين عودة الاستقرار الى كل الأراضي اللبنانية. وإذ لم تستبعد المصادر الدولية والمحلية مبادرة أنان الى تحريك ملف تبادل الأسرى بين"حزب الله"وإسرائيل انطلاقاً من الآلية التي نص عليها بهذا الشأن القرار 1701، قالت أوساط رسمية لبنانية ل"الحياة"إن السنيورة سيحاول الضغط من أجل رفع الحصار البحري والجوي عن لبنان في مهلة اقصاها الخميس المقبل، باعتبار ان معاودة الملاحة الجوية والبحرية من وإلى لبنان تشكل عاملاً نفسياً يدعو الى الارتياح، إلا أن الوضع سيعود تدريجاً الى حاله الطبيعية، وأن لا عودة الى الوراء لجهة احتمال اندلاع جولة جديدة من الحرب بين اسرائيل و"حزب الله"الذي أكد أمينه العام في حديثه المتلفز امس"أن لا جولة ثانية من الحرب وأن كلام تيري رود لارسن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لتطبيق القرار 1559 يخدم الإسرائيليين بالدرجة الأولى ولا أعلم اذا كان الإسرائيليون طلبوا منه ان يأتي ليخوّف اللبنانيين". كما سيسعى السنيورة اضافة الى بري، الى اختصار المدة الزمنية للمرحلة الانتقالية الفاصلة بين وقف العمليات العسكرية وبين نشر الجيش اللبناني في الجنوب بدءاً من الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل بمؤازرة مباشرة من"يونيفيل"التي بدأت طلائعها في الوصول الى لبنان. وفي هذا السياق، قالت الأوساط الرسمية ل"الحياة"إن الحكومة تتخوف من استمرار الوضع الأمني هشاً في الجنوب وفي شكل يدعو الى القلق في ظل مواصلة اسرائيل خرقها الأجواء اللبنانية وقيام جيشها الذي لا يزال ينتشر في معظم البلدات الواقعة على طول الخط الأزرق باعتداءات مستمرة تتجاوز الخروق العادية الى تهديد مباشر لوقف العمليات العسكرية. وأكدت الأوساط نفسها ان السنيورة سيضغط في اتجاه تثبيت وقف إطلاق النار لجهة الإسراع في نشر القوات الدولية الجديدة على طول الخط الأزرق بمواكبة من الجيش اللبناني، مشيرة الى انه سيطلب من أنان الضغط على اسرائيل لاختصار الفترة الانتقالية من خلال التسريع بسحب جيشها من الجنوب. وأوضحت ان لا مشكلة امام مباشرة القوات الدولية الانتشار على طول الخط الأزرق وإلى جانبها الجيش اللبناني، وعزت السبب الى ان طلائع القوات الدولية بدأت تصل الى لبنان وأن أعداداً اضافية منها ستصل قبل نهاية هذا الأسبوع، ما يسمح ببدء انتشارها الفوري في الجنوب. بدورها، أكدت مصادر دولية ل"الحياة"ان أنان سيناقش مع الحكومة الشروط الآيلة للانتقال بلبنان الى مرحلة الحل الشامل والنهائي في ضوء ما تضمنه القرار 1701 من بنود بهذا الشأن، لافتة الى انه سيبحث في مصير سلاح"حزب الله"، ليس من باب الإلحاح على سحبه من جنوب الليطاني، وإنما من زاوية الوقوف على رأي لبنان في هذه المسألة، لا سيما ان القاعدة الأساسية للقرار هي اتفاق الطائف والقرار 1559. وأشارت المصادر نفسها الى ان أنان لا يربط نشر القوات الدولية في جنوب الليطاني بسحب سلاح"حزب الله"بمقدار ما أنه يريد الوقوف على رأي الحكومة، خصوصاً انه يستعد لرفع تقريره في 11 الشهر المقبل الى مجلس الأمن الدولي حول سير تطبيق القرار 1701. وأضافت ان الحكومة اللبنانية كانت التزمت ببسط سلطتها على كامل أراضيها من دون أي وجود مسلح غير شرعي وأن هذا البند بالذات وارد في بيانها المعروف بالنقاط السبع، وبالتالي فإن أنان سيشجع على استئناف الحوار مع"حزب الله"للتوصل الى حل يتعلق بسلاحه. لكن هذه المصادر تعترف بأن ما ورد في القرار 1701 بالنسبة الى تكليف أنان تقديم اقتراحات عملية من مجلس الأمن حول ترسيم مزارع شبعا يشكل خطوة متقدمة على طريق تثبيت لبنانيتها، إذ ان تثبيتها وإعادتها الى السيادة اللبنانية سيساعدان على ايجاد مخرج لسلاح"حزب الله". وأبدت المصادر ارتياحها الى التعاون القائم بين الجيش اللبناني ومسؤولي"حزب الله"في الجنوب حيث يمارس الأخير سياسة ضبط النفس بعدم الرد على الاستفزازات الإسرائيلية، ويتجنب الدخول في مشكلة مع الجيش الذي ضبط اول من امس السبت عدداً من الصواريخ العائدة للحزب في القطاع الغربي، منطقة صور، وصادرها من دون أي رد فعل من الحزب. وبالعودة الى الحديث المتلفز لنصرالله فقد أكد انه"اذا انتشرت"يونيفيل"والجيش اللبناني فمن المفترض ان لا يبقى إسرائيليون، وبالتالي لا مبرر لأن أعمل عملية حيث لا يوجد إسرائيلي لأقاتله هناك، وأي نقطة يبقى فيها الإسرائيليون من حقنا ان نقاتلهم فيها". وعن علاقة الحزب بالجيش اللبناني قال نصرالله:"الجيش سيلقى منا كل تسهيل وكل الدعم والمساندة وأن أي شيء ممكن ان يحرج هذا الجيش لن نفعله". ورداً على سؤال قال نصرالله:"ان قيادة الحزب لم تتوقع ولو واحداً في المئة ان تؤدي عملية أسر الجنديين الإسرائيليين الى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم، لأنه، وبتاريخ الحروب، هذا لم يحصل". وقال:"لو علمنا ان عملية الأسر ستقود الى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعاً".