تنوي قوات الأمن العراقية التي تفتقد الى النظام والمعدات اللازمة التخلي عن مسؤولياتها في عدد من أحياء بغداد الحساسة للجنود الأميركيين الذين سيتولون الأمن في العاصمة بعد فشل خطة"الى الأمام معاً". وقال احد سكان العامرية التي كانت مزدهرة، غرب بغداد، قبل ان تصبح اكثر المناطق خطورة بسبب أعمال العنف:"في بادئ الأمر، كنا نشاهد الكثير من الدوريات العراقية وبعضها برفقة دبابات. لكن بعد مرور بضعة ايام انخفض عددها". وأضاف، رافضا ذكر اسمه، ان اطلاق النار تضاعف منذ أسابيع ما جعله مع غيره عرضة للعنف إثر فشل سيطرة الجنود العراقيين على بغداد على رغم تأكيد رئيس الوزراء نوري المالكي ان أمن العاصمة يشكل"أولوية"لدى إعلانه الخطة في 14 الشهر الماضي. ويأتي اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش إعادة انتشار الجنود الاميركيين في العراق لتعزيز وجودهم في بغداد تأكيداً للفلتان الأمني هناك. وقال الميجور سكوت كولسون من استخبارات فرقة الخيالة العاشرة المتمركزة غرب بغداد إن"الاستراتيجية الجديدة تقضي بتمركز عدد اكبر من الجنود في اماكن اصغر والعمل مع الجنود العراقيين عبر التركيز على مناطق تواجه مشاكل". وبالتالي عاد الجنود الأميركيون الى العامرية بعدما سلموها إلى العراقيين في نيسان ابريل الماضي. ميدانياً، ارغمت أربع سيارات مفخخة الاميركيين على تسليم احدى نقاط التفيتش في العامرية للجنود العراقيين. لكن العراقيين تراجعوا مع انه كان متوقعاً ان يكونوا أكثر قدرة على السيطرة لأنهم يعرفون الأرض والبشر. وقال السرجنت كوي غرير، بينما كانت دوريته تتنقل بين الحواجز المتروكة للجنود العراقيين:"انهم لا يسيرون دوريات بشكل جريء كما نفعل، لكن لا يمكننا البقاء ممسكين بأيديهم الى الأبد. احياناً يقيمون حواجز واحياناً اخرى لا يفعلون ذلك". وأوضح الميجور كولسون انه"كان بالإمكان زيادة عدد الدوريات العراقية لكن العدد انخفض بسبب المشاكل اللوجستية". فالوحدات العراقية لا تمتلك كميات كافية من الوقود وقطع الغيار والمعدات وحتى السترات الواقية من الرصاص لتسيير دوريات. وهي تعاني نقصاً في التجهيزات. ففي حين ينظم الاميركيون دوريات في عربات مصفحة، يكتفي العراقيون غالباً بمدفع رشاش مركز في الجزء الخلفي لشاحنة نقل صغيرة مكشوفة تغطي جوانبها بعض اللوحات المعدنية لمزيد من الحماية. ومع ذلك، يملك العراقيون عربات مصفحة جديدة زودهم اياها الاميركيون. وقال الرقيب أول اسامة عبد علي رئيس دورية من الفرقة السادسة في الجيش العراقي بحسرة وأسف:"هذه العربات تستخدم في الحالات الطارئة فقط ويمنعنا الضابط من الخروج بها". وينظم الاميركيون والعراقيون دوريات مشتركة في بعض الأحيان حيث تسير العربات العراقية وسط القافلة. وقال السرجنت مايكل امري:"انهم يشكلون هدفاً لا يتمتع بالحماية مثلنا كما انهم اقل كفاءة في اكتشاف العبوات". من جهته، قال الضابط في الشرطة العراقية حسين علي محمود:"لدى الاميركيين تجهيزات افضل من تلك التي في حوزتنا للكشف عن القنابل، كما ان عرباتهم مصفحة اكثر من عرباتنا. وهذا يمنحنا اماناً اكثر". من جهة أخرى، توقع مسؤولون أميركيون أن يرجئ الجيش الأميركي، الذي يواجه معارك وأعمال عنف لا تهدأ في بغداد، مغادرة نحو 4000 جندي كان سيحل دورهم للعودة الى بلادهم خلال بضعة ايام. وفي اشارة الى عدم إمكان أي خفض ملموس قريباً في حجم القوات الأميركية في العراق، صرح مسؤولون أميركيون أنه لا توجد خطط لخفض القوات عن مستواها الحالي 15 لواء مقاتلاً هذا الخريف كما دار النقاش من قبل. وسيلجأ الجيش الأميركي، كما فعل من حين إلى آخر بشكل متقطع طوال ثلاث سنوات من الحرب في العراق، الى زيادة حجم القوات الأميركية بتمديد فترة التداخل بين الوحدات الجديدة الوافدة وتلك المغادرة للعراق. وصرح مسؤول في وزارة الدفاع، طلب عدم كشف اسمه لحساسية المناقشات، ان ما لا يقل عن 200 عسكري من اللواء القتالي"سترايكير 172"، ومقره ألاسكا والذي كان يعمل في الموصل، غادروا بالفعل بعد فترة خدمة استمرت عاماً. وذكر مسؤولون ان هناك نحو 3700 تقريباً تأجل رحيلهم عن العراق. ولم يتمكن المسؤولون تحديد المدة الاضافية التي سيمكثها الجنود، لكن عادة ما يمتد هذا التأجيل اسابيع أو بضعة شهور.