حضّ أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم"القاعدة"في شريط فيديو بث أمس على موقع"الحسبة"الإسلامي على شبكة الإنترنت, الأفغان على الانضمام إلى"المجاهدين في محاربة القوة الغازية". وجاء الشريط في أعقاب تظاهرات عنيفة شهدتها العاصمة كابول في 29 أيار مايو الماضي، للاحتجاج على دهس شاحنة عسكرية أميركية مجموعة سيارات مدنية، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. وقال الظواهري الذي تقول بعض أجهزة الاستخبارات إنه يختبئ في المناطق المعزولة في باكستان أو أفغانستان:"أناشد المسلمين في أنحاء أفغانستان الاصطفاف إلى جانب المجاهدين في مواجهة القوة الغازية، تمهيداً لتحرير أفغانستان وتطبيق حكم الشريعة فيها". وزاد:"أتوجه إلى إخواني المسلمين الذين عاشوا الأحداث المريرة في كابول، وعاينوا دليلاً جديداً على إجرام القوات الأميركية ضد الشعب الأفغاني". وأشار الظواهري في الشريط الذي حمل عنوان:"جرائم الأميركان في كابول"، إلى أن العدوان الآخر للأميركيين"سبقه سلسلة طويلة من قتل الإبراء في كابول وخوست واروزجان وهلمند وقندهار، وسبقه تعذيب المسلمين في معتقلي باغرام وغونتانامو واستهزاء الدنماركيين والفرنسيين والإيطاليين من شخص النبي محمد". وخلص الظواهري إلى مناشدة المسلمين في كابول خصوصاً وأفغانستان عموماً"الوقوف بصدق في سبيل مواجهة غزو قوات الكفار لديار الإسلام". وسجلت كلمة الظواهري التحريضية للأفغان والتي امتدت فترة أربع دقائق مؤسسة"السحاب"المتخصصة في بث شرائط مجموعات إسلامية"جهادية"بينها"القاعدة". وترجمت بلغتي البشتون والفارسية اللتين يتحدث بهما عدد كبير من الأفغان. ولم يتطرق الظواهري إلى مقتل"أبو مصعب الزرقاوي"زعيم تنظيم القاعدة في العراق الذي قتل في غارة أميركية في السابع من الشهر الجاري، فيما ذكر أسماء الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر والكاتب سلمان رشدي الذي أصدر رجال الدين الإيرانيون فتوى بإهدار دمه عام 1988. وقالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن أجهزة الاستخبارات الأميركية ستتولى التدقيق في صدقية الشريط. كارزاي وردّ الرئيس الأفغاني حميد كارزاي على الظواهري، ووصفه بأنه"عدو لأفغانستان والعالم يجب إلقاء القبض عليه ومحاكمته. لقد قتل أفغاناً طيلة سنوات، ثم ساهم في تدمير برجي مركزي التجارة العالمي في نيويورك خلال اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001". وقال:" نريد توقيفه وإحالته إلى القضاء سواء أرادت أميركا أم لم ترد, إذ انه أحد هؤلاء الأشخاص الذين جلبوا الكثير من المآسي إلى الشعب الأفغاني". وحضّ كارزاي العالم على توسيع الحرب ضد المتشددين إلى ما وراء حدود بلاده التي تمر حالياً بفترات العنف الأكثر دموية منذ سقوط نظام حكم حركة"طالبان"عام 2001، والتي تسبق تولّي القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن ايساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو مسؤولية قيادة العمليات من القوات الأميركية في الولاياتالجنوبية. وأكد كارزاي شعوره بالقلق في شأن تزايد الهجمات في بلادنا، وقال:"نعرف الأسباب وندرك وجود تقصير وضعف قدرات نظامنا في أنحاء البلاد، لكن ذلك يرتبط بعوامل أجنبية والإرهاب والهجمات المخططة والمنسقة". ولم يذكر كارزاي تفاصيل في شأن"العوامل الأجنبية"، لكن مسؤولين أفغاناً اتهموا باكستانمرات عدة بعدم اتخاذ إجراءات كافية لكبح جماح مقاتلي"طالبان"و"القاعدة"في الجانب الباكستاني من الحدود. ولدى سؤاله عن تبني قوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة أسلوباً خاطئاً في أفغانستان، قال كارزاي إنه طالب ب"نظرة شاملة"لكيفية المضي قدماً في"الحرب على الإرهاب". وأشار إلى انه حضّ المجتمع الدولي على تقديم مزيد من المساعدة في تدريب وتجهيز الجيش والشرطة الأفغانيين. مقتل 4 جنود أميركيين ميدانياً، قتل أربعة جنود أميركيين وجرح خامس في اشتباكات اندلعت مع مقاتلين من"طالبان"في ضاحية كامديش ضمن ولاية نورستان شرق، علماً أنه قتل اكثر من ألف شخص هذه السنة بينهم 40 أجنبياً. وأوضح الجيش الأميركي أن متطرفين هاجموا دورية لقوات التحالف لدى تنفيذها عمليات أمنية لاعتراض تحركات الأعداء"الذين قتل اثنان منهم في الاشتباكات". وفي ولاية قندهارجنوب، قتل شخص يشتبه بأنه انتحاري من"طالبان"ومدني وجرح سبعة آخرون بينهم جندي أفغاني جنوب، في هجوم نفّذ باستخدام سيارة مفخّخة واستهدف قافلة عسكرية كندية على طرق سريع. وفي باكستان، هاجم مسلحون موالون ل"طالبان"آلية للشرطة في بلدة بانو قرب إقليم شمال وزيرستان القبلي والمحاذي للحدود مع أفغانستان، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وجرح ثلاثة آخرين. وتحطّمت مروحية عسكرية قرب بانو الأربعاء، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود. ويجرى التحقيق في سبب تحطم الطائرة لكن متحدثاً عسكرياً قال إنه ناتج فيما يبدو من خلل فني.