"المحارب"هذا هو اللقب الذي أطلقه النقاد على لاعب وسط المنتخب السعودي الأول وفريق الهلال خالد عزيز، الذي برهن على أنه من أبرز اللاعبين في صفوف"الأخضر"ومن الركائز الرئيسة في منتخب بلاده عندما أطلق عليه لقب المحارب أو المقاتل لم يأت ذلك من فراغ، بل بعد الجهد المضاعف الذي يبذله في منتصف الميدان... وقطع"الماء والكهرباء"عن الخصوم أحد أهم مزاياه، بل إن موهبته تكمن في ذلك، كما يؤكد المتابعون لخالد عزيز. لم تكن بدايته مثل بداية أي لاعب كرة قدم من خلال التدرج في الفئات السنية في ناديه لكن جاء الى الهلال قادماً من"الحواري"، فلم يلعب في أي ناد حتى بلغ عمره ال20 عاماً، واعتاد على ممارسة معشوقته الكرة في كل حواري الرياض، فتارة يلعب في أحياء العريجاء أو الجرادية أو العليا وغيرها ولم يستهوه عالم الأندية على الإطلاق وذاع صيته في الحواري ونصحه الكثيرون بأن يلعب في أحد الأندية بدلاً من أن تدفن موهبته في الملاعب الترابية. يتذكر عزيز تلك المرحلة من حياته ويقول:"بدأت أفكر في نصائح بعض زملائي المقربين، وحاولت أن أنضم الى أي ناد في الرياض وألعب له، لكني اعتقدت أن ذلك صعب، كوني سألعب في الفريق الأول والفرصة لن تكون سهلة مطلقاً". الإصرار والعزيمة دفعا عزيز إلى التوجه الى نادي الهلال وخوض التجربة الصعبة، بل المستحيلة كما يراها عزيز ويصورها وقال:"دخلت نادي الهلال من طريق أحد أعضاء الشرف، الذي تربطني به علاقة وطيدة، وتدربت مع الفريق الكروي لمدة بسيطة، ومن ثم غادرت الى الطائف لإقامة معسكر إعدادي للموسم الجديد، وكان ذلك قبل أربعة أعوام تقريباً". ومن محاسن الصدف أن بروز خالد عزيز مع الهلال جاء في وقت انتقال خميس العويران الى الاتحاد، والأخير يعد من ابرز اللاعبين في مركز المحور وكان رحيله الى الاتحاد بمثابة الخسارة الكبيرة للهلاليين، ولكن قائد الفريق الهلالي السابق صالح النعيمة خرج إلى وسائل الإعلام وقال:"إن عزيز سينسي الجميع ما قدمه ويقدمه خميس العويران". وبالفعل مع مرور الوقت بدأ خالد عزيز في أخذ موقع مهم في الصفوف الزرقاء، وثبت موقعه أساسياً وسط دهشة الجميع، الذين لم يتوقعوا أن يبرز نجمه بسرعة فائقة، لاسيما أنه كان قادماً من الحواري ولم يلعب في أي ناد من قبل. وأسهم عزيز بفاعلية في تحقيق بطولات عدة لمصلحة فريقه محلياً وخارجياً، ووقعت معه ادارة نادي الهلال قبل ثلاثة اعوام عقداً احترافياً، ولكنه لم يحصل على مقدم العقد المناسب. وجاءته الفرصة لتمثيل منتخب بلاده، وبالفعل نجح أيضاً في اللعب أساسياً في صفوف"الأخضر"، وبرز معه في مباريات ومناسبات عدة، وأبقى لاعبين ذوي خبرة على دكة الاحتياط. والآن عزيز يستعد للمشاركة مع المنتخب السعودي في"مونديال"ألمانيا، ومنتهى طموح كل لاعب كرة قدم أن يصل الى هذا"المحفل العالمي". وهذه المشاركة العالمية الأولى له. ويترقب الجميع ما سيفعله عزيز أمام نجوم العالم في نهائيات كأس العالم... ويتمنى الجمهور السعودي أن يواصل"المحارب"عطاءه المميز وأن يحقق مع المنتخب أفضل النتائج وأن يقدموا عروضاً لافتة.