تظاهر مئات الآلاف في أكثر من 130 مدينة أميركية تحت شعار"نحن أميركا"، مطالبين بإصلاح واسع لقانون الهجرة وتصحيح أوضاع المهاجرين المقيمين في الولاياتالمتحدة بصورة غير شرعية. وانطلقت موجة الاحتجاجات التي يشبهها البعض بحركة الحقوق المدنية في الستينات، للتنديد بتشريع يقضي بجعل الهجرة غير المشروعة جناية وإقامة جدار طوله نحو ألف كيلومتر على امتداد الحدود مع المكسيك، إضافة إلى معاقبة الجمعيات مثل الكنائس التي تقدم يد العون لعمال لا يحملون وثائق رسمية. وتأتي التظاهرات في أعقاب سلسلة احتجاجات نظمت في نهاية آذار مارس الماضي. وتعتزم الجالية الأميركية اللاتينية تنظيم حركة مقاطعة وطنية في الأول من أيار مايو المقبل، تحت شعار:"يوم من دون المتحدّرين من أميركا اللاتينية أو يوم بلا مهاجرين"، تأكيداً على أهمية الدور الاقتصادي الذي يلعبه الأميركيون اللاتينيون في الولاياتالمتحدة حيث تقوم قطاعات اقتصادية كاملة أبرزها الزراعة والبناء والفندقية على عملهم. ويبلغ عدد المتحدّرين من أميركا اللاتينية في الولاياتالمتحدة حالياً أربعين مليوناً يمثلون اكثر من 8 في المئة من الناخبين الأميركيين. وسار المتظاهرون طيلة النهار وهم يرتدون ثياباً بيضاء بلون السلام ويرفعون أعلاماً أميركية، مطالبين أعضاء الكونغرس بعدم الاكتفاء بتشديد الإجراءات القمعية في حق المقيمين غير الشرعيين. وفي واشنطن، نظم تجمع أمام مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس، شارك فيه اكثر من مئة ألف من"الأميركيين القدامى والأميركيين الجدد والأميركيين المقبلين"بحسب تعبير السناتور الديموقراطي إدوارد كنيدي الذي حضر تأييداً لهم. وأعلن الكاردينال ثيودور ماكاريك رئيس أساقفة واشنطن من على المنبر متحدثاً بالإسبانية:"إننا أمة من المهاجرين". ونزل نحو 125 ألف متظاهر بحسب المنظمين، معظمهم يتحدر من أميركا الجنوبية، وبينهم أيضا آسيويون وأفارقة، إلى شوارع نيويورك. ورفعوا شعارات طالبوا فيها"بالإقامة الدائمة"و"بطريق صحيح نحو المواطنة"و"بحقوق المهاجرين". وتظاهر نحو مئة ألف شخص في فينيكس ولاية أريزونا، و75 ألفاً في فورت مايرز فلوريدا، وثلاثون إلى أربعين ألفاً في أتلانتا جورجيا. كذلك تظاهر 12 ألفاً في أوماها نيبراسكا، وعشرة آلاف في هيوستن تكساس، وبضعة آلاف في غاردن سيتي كنساس ولايك وورث فلوريدا ومئات في عدد من المدن الجنوبية. كما تظاهر عشرات الآلاف في لوس انجليس التي شهدت تظاهرة حاشدة في 25 آذار مارس، ضمت اكثر من نصف مليون شخص. فوكس وبوش وأعرب الرئيس المكسيكي فينسنتي فوكس عن دعمه لضرورة موافقة الكونغرس الأميركي على إصلاح"كامل"لقانون الهجرة، مضيفاً:"سنكون كالحمقى إذا تجاهلنا أساس المشكلة والحل الموقت لا يحسم موضوع الهجرة بكل تعقيداته ويجعلنا نستمر في المشكلة ذاتها". واعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش مثل هذه الحركة لا تجرى سوى في دولة ديموقراطية، مؤكداً عزمه على"حماية الحدود وتطبيق القانون". وكان بوش عارض منح المقيمين غير الشرعيين الجنسية الأميركية بصورة تلقائية.