أعلن رئيس لجنة المصالحة الأفغانية صبغة الله مجددي أمس، أن حوالى 2300 من عناصر حركة"طالبان"وأنصار رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار ومتمردين آخرين التحقوا بالحكومة منذ بدء عملية المصالحة مطلع السنة الحالية. وأشار مجددي إلى ان السلطات أفرجت بفضل اللجنة التي تضم مسؤولين في"طالبان"بينهم وزير الخارجية السابق وكيل احمد المتوكل وسفيرها السابق في باكستان عبد السلام زايف، عن 462 سجيناً من مركز الاعتقال الأميركي في باغرام قرب العاصمة كابول، و17 اعتقلوا في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا. واتهم مجددي باكستان بالسعي إلى زعزعة استقرار أفغانستان، مؤكداً انه تعرض لمحاولات اغتيال عدة من قبل أجهزة الاستخبارات الباكستانية،"بعدما أقلقتها عملية المصالحة وإلقاء السلاح". وقال:"يعرف الجميع لعبة الباكستانيين في أفغانستان". وأكد مجددي انه تلقى عروضاً لانضمام قياديين في"طالبان"لم يكشف هويتهم، في مقابل الحصول على مناصب سياسية،"لكننا رفضنا وطالبناهم بالاستسلام والانضمام إلى عملية السلام"، مشدداً على أن معظمهم يعيش في باكستان. في غضون ذلك، اتفقت أفغانستانوباكستان على الدعوة إلىعقد اجتماعات للقبائل على الحدود المشتركة، في محاولة لكسب دعم القبائل في مواجهة مقاتلي"طالبان"الذين كثفوا هجماتهم في الأشهر الأخيرة. وستكتسب المجالس التقليدية لشيوخ القبائل أهمية خاصة إذا حضرها الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ونظيره الباكستاني برويز مشرف، لكن أمل كابول بأن توقف تسلل مقاتلي الحركة من باكستان ليس كبيراً. ويرى بعض المحللين أنه لنيل أفغانستان مساعدة باكستان لوقف التسلل يوجب معالجتها مشكلة الحدود المشتركة التي عكرت صفو العلاقات منذ قيام دولة باكستان عام 1947. وقال ودير صافي الأستاذ بجامعة كابول"إذا كان غرض المجالس القبلية إقناع أعضاء القبائل بعدم السماح للناس بالمجيء من الجانب الآخر فإنها لن تنجح. انهم يحبون طالبان وأعضاء تنظيم القاعدة ويعطونهم الطعام وكل شيء". وشكل الوضع الأمني المتردي في أفغانستان نقطة خلاف بين الرئيسين كارزاي والرئيس الباكستاني برويز مشرف. ويقول كارزاي إن"طالبان"تدار من باكستان. ويقول مشرف ان المشكلة في أفغانستان تكمن في الحرب بين قبائل البشتون. وظلت الأراضي الحدودية للبشتون طوال عقود ملاذاً للمقاتلين الإسلاميين. ويعتقد بأن زعيم"القاعدة"أسامة بن لادن مختبئ في مكان ما في الجبال والصحارى الواقعة في المنطقة القبلية. ولم تعترف أفغانستان بالحدود البالغ طولها 2640 كيلومتراً المعروفة باسم"خط دوراند"منذ أن رسمه المستعمرون البريطانيون. على صعيد آخر، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان القتال بين القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن ايساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو والمتمردين في شتى أنحاء جنوبأفغانستان في الأشهر القليلة الأخيرة شردت عدداً يتراوح بين 80 و90 ألف شخص. وقال نادر فرهد، الناطق باسم المفوضية، إن"القتال أرغم 15 ألف أسرة على مغادرة منازلها في ثلاثة أقاليم جنوبية هي قندهار وهلمند وأروزجان. واستناداً إلى متوسط حجم الأسرة الواحدة فإن هذا الرقم يعني بين 80 و90 ألف مشرد". وقالت المفوضية إن المشردين الجدد ينضمون لحوالى 116 ألف آخرين شردوا جراء أعوام من الصراع والجفاف،"ما رفع عدد المشردين من هذه المنطقة إلى حوالى 200 ألف".